بالمائة من الجزائريات يعانين من مشاكل السمنة انتقد باحثون و مختصون العادات الغذائية الخاطئة للجزائريين وحذروا من خطورة تراجع الرضاعة الطبيعية كما قدموا مؤشرات عن أخطار السمنة في أوساط الأطفال والمراهقين. حيث أفاد البروفيسور بلقاسم حاج لكحل خبير بالمعهد الوطني للصحة العمومية خلال افتتاح ملتقى دولي حول النمو، التغذية وصحة الأطفال انعقد بقسنطينة أمس، أن مدارسنا بدأت تشهد مشاكل متعلقة بالسمنة في أوساط الأطفال المتمدرسين وأن 50 بالمائة من النساء لديهن مشاكل في زيادة الوزن والسمنة، وقال المتدخل أن التطورات الحاصلة في حياة الجزائريين مكنتهم من تحسين مستوى المعيشة وأصبح العائلة قادرة على تأمين الغذاء وتحسينه لكن تنقصنا الثقافة الغذائية التي تحفظ التوازن الصحي ، وقال أنه ومع ارتفاع معدل الحياة تفشت الأمراض المزمنة الناتجة عن العادات الغذائية الخاطئة، المتدخل طالب الباحثين بتعميق الدراسات في مجال متابعة التطور الصحي وتوجيه الثقافة الغذائية كما انتقد افتقار الجزائر لمرجعيات محلية حول تطور نمو الأطفال وزنا وطولا معتبرا المقاييس التي وضعتها منظمة الصحة العالمية غير صالحة للمطابقة على الوضع الجزائري لوجود عوامل جغرافية وتاريخية وبيئية مختلفة عن المقاييس النمطية الدولية، كما استغرب المتدخل تراجع الرضاعة الطبيعية في مجتمع مثل الجزائر. وقدمت الباحثة في جامعة باريس 13 "رولان كاشيرا" تفاصيل حول المقاييس العالمية لنمو الأطفال مركزة على الاختلافات التي تفرضها طبيعة كل مجتمع وأعطت مؤشرات عن ظهور السمنة عند الأطفال مشيرة بأن الأطفال الذين يعرفون زيادة في الوزن في الأشهر الأولى من العمر لا يشتكون من السمنة في مراهقتهم وربطت بين السمنة والرضاعة الطبيعية التي تقول أنها تحمي الطفل وأنها الخلاص الأول للعالم من هذه الظاهرة مستدلة ببلوغ دولة متطورة كالدانمارك نسبة 98 بالمائة مقابل تراجعها ببلدان لا تزال متخلفة. وفيما غاب متدخلون من المغرب عن الملتقى لأسباب قال المنظمون أنها قاهرة أقتصرت المداخلات في اليوم الأول على باحثين جزائريين قدموا نتائج بحوث حول التغذية في الوسط المدرسي و السلوكات الاستهلاكية للمراهقين والتربية الغذائية وكذا الرضاعة الطبيعية ودراسات حول بعض الأنواع الجديدة من أغذية الأطفال، حيث أظهرت دراسة لمجموعة باحثين من مخبر التغذية بجامعة قسنطينة أن النمو عند المراهقين الجزائرين قريب من المواصفات الدولية وأن طول الفتيات يعرف استقرارا بداية من سن 16 سنة، فيما أشارت دراسة أخرى أن 21 بالمائة من المراهقين بولاية ميلة يعانون من سوء التغذية منهم 18 بالمائة لديهم مشاكل زيادة في التغذية وأغلبهم من الفتيات، فيما أسفرت دراسة أخرى حول عينة من الطلبة الجامعيين أن الفتيات يستهلكن مواد دسمة أكثر من الذكور، وعن المطاعم المدرسية خلص مختصون وضعوا وجبات تقدم بمدارس قسنطينة تحت المجهر إلى حالة من اللاتوازن في الوجبات المقدمة رغم توفر مختلف المواد المطلوبة، كما سلط الضوء على تلاميذ الجنوب الجزائري بانتقادات تتعلق بالإفراط في تناول الدهون مقابل نقص في المعادن والفيتامينات مع وجود تباين له علاقة بدخل العائلة و إشتراك سكان هذه الفئة مع باقي سكان الجزائر في انعدام ثقافة غذائية، وقد كانت للسمنة في أوساط الأطفال والمراهقين حصة كبيرة من المداخلات بالتحذير من زحف هذا المرض نحو الجزائر وعلاقته بالرضاعة الطبيعية التي لوحظ تراجعها حتى في بعض الأوساط الريفية والمحافظة كعين مليلة وسيقوس بأم البواقي و العلمة بسطيف والبرج بنسب لا تتعدى 59 بالمائة في أحسن الحالات مع ملاحظة قصر مدة الرضاعة، فيما قدمت مؤشرات تتراوح ما بين 5 و10 بالمائة في نسب السمنة والمشاكل المتعلقة بزيادة الوزن سواء في سن مبكرة أو في مرحلة المراهقة.