منادي يهدد بالإنتحار حرقا و أتباعه من المفصولين يضربون عن الطعام أقدم ظهر أمس الإثنين العشرات من العمال المحسوبين على جناح منادي على شل العملية الإنتاجية بمؤسسة أرسيلور ميطال عنابة، و ذلك بوقف الإنتاج على مستوى الفرن العالي، قبل أن يقوموا بتكسير البوابة الرئيسية للمركب، على مستوى المدخل المحاذي للملعب البلدي بسيدي عمار، من أجل السماح للبرلماني السابق عيسى منادي و 17 عاملا من مرافقيه بالدخول إلى مركب الحجار، بعد أن دخلت هذه المجموعة منذ الساعات الأولى لفجر أمس في إضراب عن الطعام أمام مدخل المؤسسة تعبيرا منها عن رفضها القاطع للإجراءات العقابية التي سلطتها عليها المديرية العامة. و كان قاضي القسم الإستعجالي لدى محكمة الحجار قد أصدر بشأنها مساء أول أمس أمرا يلزم منادي و جماعته بضرورة تطبيق توصيات الإدارة القاضية بمنع 18 موظفا من الدخول إلى المركب طيلة فترة الوقف التحفظي. و قد طالب المحسوبون على جناح منادي بضرورة الإلغاء الفوري للعقوبات التي سلطتها المديرية العامة على عمال من مختلف الوحدات الإنتاجية، كانوا قد شاركوا في التجمعات التي نظمت أمام مقر الإدارة للمطالبة بضرورة إحداث التغيير على مستوى المركب، حيث كانت لممثلين عنهم جلسة محادثات مع ممثل المديرية محمد قدحة بخصوص مقترح تعليق العقوبات المسلطة على 18 عاملا، لكن هذه الجلسة لم تفض إلى أرضية تفاهم، سيما و أن الأمور بلغت حد إصدار أمر قضائي، يبقى كل طرف ملزم بتطبيقه. و زاد تمسك الإدارة بموقفها في تصعيد غليان الكتلة العمالية التابعة لجناح منادي، لأن الأوضاع كانت قد توترت بمجرد صدور الأمر القضائي، مما دفع بالمديرية إلى إتخاذ جملة من التدابير الإستثنائية التي تتعلق بدخول العمال إلى المؤسسة، حيث كثفت من تواجد أعوان الأمن الداخلي على مستوى البوابة الرئيسية ، مع إلزام كل عامل بإظهار بطاقته المهنية، و معاينتها من طرف فرق الحراسة، قبل الإطلاع على قائمة العمال الممنوعين من الدخول إلى المركب. و هو الأمر الذي حال دون دخول منادي و 17 عاملا من أتباعه إلى المؤسسة، على خلفية عقوبات الفصل التحفظي من العمل. و بادر الأمين العام السابق لنقابة أرسيلور ميطال إلى القيام بحركة إحتجاجية على طريقته الخاصة، و ذلك بملازمة سيارته الشخصية على مقربة من مدخل المركب، و الدخول في إضراب عن الطعام، مع التهديد بالإنتحار حرقا داخل المركبة، كونه حمل معه دلوا يحتوي على 8 لترات من البنزين و هدد بإضرام النار في السيارة التي إعتكف بداخلها لأزيد من 7 ساعات متتالية. و رفض منادي الحديث مع ممثلي مختلف الهيئات التي كانت حاضرة عند مدخل المؤسسة، كونه لجأ إلى الإستعانة بصفحات جرائد لحجب الرؤية نهائيا عن المحيط الخارجي، و ذلك بتغطية الواجهات الزجاجية لسيارته عن آخرها. إلى ذلك، توسعت موجة الإحتجاجات في محيط مؤسسة أرسيلور ميطال، لأن العمال المفصولين من مناصبهم بسبب إجراءات عقابية دخلوا بدورهم في إضراب جماعي عن الطعام للمطالبة بضرورة إلغاء العقوبات المسلطة على كل واحد منهم. و كانت قضية منادي من أبرز المطالب المطروحة، لأن المعني أعرب عن إستعداده للعودة إلى منصب عمله بالمركب بعد إنتهاء عهدته البرلمانية، غير أن المديرية رفضت طلبه، و أحالت الملف مباشرة على الصندوق الوطني للتقاعد. و قد ظل العمال ال 18 معتصمين أمام البوابة الخارجية ، بينما كان العشرات من العمال المحسوبين على جناح منادي يقومون بشل الفرن العالي داخل المؤسسة لتنفيذ التهديدات القاضية بوقف العملية الإنتاجية على مستوى كل الورشات، مادام النشاط قد توقف بمركز التزود بالمادة الخام، لكن الأوضاع اخذت مجرى مغايرا إثر إقدام عشرات المحتجين داخل المركب على التوجه صوب المدخل الرئيسي و مطالبة أعوان الحراسة بضرورة فتح الأبواب لتمكين منادي و جماعته من الدخول، حيث أن رفض فرق الأمن الداخلي الإستجابة لهذا المطلب كان كافيا للجوء المحتجين إلى إستعمال العنف و تكسير الأقفال و البوابات لتمكين منادي و أتباعه من الدخول إلى المؤسسة دون أية مقاومة من أعوان الأمن الداخلي، تفاديا لحدوث انزلاق خطير للاوضاع . و قد نظم المحسوبون على هذا الجناح مسيرة داخل المركب من البوابة الرئيسية إلى الفرن العالي رددوا خلالها شعارات تساند مطلب عودة منادي إلى الفرع النقابي، مع مطالبة الإدارة بالتعليق الفوري للعقوبات التي كانت قد أصدرتها، ليتجول إثرها منادي و جماعته في مختلف الورشات الإنتاجية، قبل أن يحطوا الرحال بمقر الفرع النقابي، و الذي اتخذوه كمقر لتنظيم اعتصامهم، بعدما كانوا قد أخلوه فجر أول أمس الأحد. ص / فرطاس