أدانت الجزائر تدمير أضرحة بتومبوكتو في شمال مالي مصنفة كموقع للتراث العالميو قال الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية مساء أول أمس في تصريح صحفي، أن "الجزائر تدين تدمير الأضرحة بشمال مالي و الذي يستهدف تراثا ثقافيا و إسلاميا يعتبر جزء من الذاكرة الجماعية للماليين و تراثا مشتركا تتقاسمه الجزائر و مالي اللذان تجمع شعبيهما علاقات عتيقة تقوم على مبادلات ثقافية و عقائدية مثمرة و ثرية". و أوضح عمار بلاني أن الجزائر تعتبر أن هذه الأضرحة تشكل تكريما و عرفانا من طرف السكان المحليين لأولياء صالحين و علماء ساهموا في ازدهار و نشر الاسلام بالمنطقة و بث قيم التسامح و الروحانية. و أكد الناطق باسم الدبلوماسية الجزائرية في ذات السياق، أن الجزائر تدعو بإلحاح كل الفاعلين في مالي إلى الحفاظ على هذه الثروة و هذا التراث الذي يندرج في قائمة التراث العالمي للبشرية لفائدة الأجيال الصاعدة و استمرار ترسيخ الرموز التي ميزت تاريخ مالي و المنطقة. يذكر أن المجموعات الإسلامية المسلحة المتطرفة التي تسيطر على شمال، لاسيما التنظيم المسمى "التوحيد و الجهاد" و "أنصار الدين" المتحالفتين مع القاعدة في المغرب، مازالت تواصل عمليات تدمير الأضرحة في مدينة تمبوكتو والتي صنفتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" كموقع للتراث العالمي منذ 1988. وذكر شهود عيان في تصريحات صحفية بأنه بعد تدمير أضرحة سيدي محمود (شمال) و سيدي المختار (شمال شرق) و (سيدي الفا مويا (شرق) المدينة قامت الجماعات الاسلامية المسلحة أول أمس بتدمير أضرحة من بينها ضريح الشيخ الكبير الذي يقع داخل مقبرة جينغاريبر (جنوبالمدينة)". و أضاف الشهود أن المتطرفين دمروا هذه المزارات على مرأى الجميع الذين وقفوا عاجزين على وقف عملية الهدم. وتذهب جماعة أنصار الدين التي تريد فرض الشريعة الإسلامية في كل أنحاء مالي إلى أن الأضرحة الشهيرة في تمبوكتو غير إسلامية، مهددة بتدمير كل الأضرحة الموجودة في المدينة دون استثناء،ردا على اعتبار اليونسكو مدينة تمبوكتو مهددة بالخطر. و كانت منظمة "اليونسكو" قد أعلنت الخميس الماضي أن مدينة تمبوكتو التي أدرجتها عام 1988 على لائحتها لمواقع التراث العالمية باتت مهددة بالخطر وحذرت من احتمال تعرضها للدمار عقب الانقلاب الذي أطاح بالحكومة المالية في شهر مارس الماضي. وأعربت اليونيسكو عن أسفها للتدمير المأسوي الذي طال و بدون مبرر الأضرحة في تومبوكتو داعية كل الأطراف المعنية بالنزاع إلى تحمل مسؤولياتها. من جانبها نددت حكومة مالي بقيام جماعة "أنصار الدين" بتدمير العديد من أضرحة الأولياء في تمبوكتو" ووصفت هذا العمل بالعنف المدمر الذي يرقى إلى مرتبة جرائم الحرب. كما توعدت بملاحقة المسؤولين عن هذه الأعمال في مالي و خارجه.