نزاع قضائي حول قطعة أرض يعيق تهيئة معلم الأقواس الرومانية كشف مدير الثقافة بولاية قسنطينة بأن نزاعا قضائيا قائم بين ملاك أرض بحي جنان الزيتون يقع عليها المعلم الأثري المعروف بالأقواس الرومانية و السلطات المحلية، حال دون التهيئة السياحية لهذا الأخير، بعد أن طالب ملاكها بالحصول على تعويضات. و حسب المسؤول فإن بعض الورثة أصروا على منع الديوان الوطني لحماية الآثار و المعالم المصنفة و مديرية الثقافة، من القيام بأي تهيئة لهذا المعلم المصنف وطنيا، و ذلك قصد جعله واجهة ثقافية و سياحية لولاية قسنطينة و تعريف القسنطينيين و كذا السياح من داخل و خارج الوطن بتاريخه، بعد أن عارضوا القيام بأي أشغال على الأرضية التي يقع عليها، مضيفا بأن القضية الآن في أروقة العدالة لحلها.أحد ملاك الأرض التي تقارب مساحتها ثلاثة هكتارات، السيد "م.ع" أكد ل "النصر" بأنه دخل قبل 4 سنوات رفقة الورثة المالكين في نزاع مع السلطات المحلية بالولاية بما فيها مديرية الثقافة، بعد أن منعوهم من استغلال أرضهم، الأمر الذي جعلهم يرفعون القضية إلى العدالة للمطالبة بالحصول على تعويض مادي، اعتبره محدثنا حقا بديهيا و مشروعا في حال منعهم من استغلال أرضهم.الإهمال الذي طال المعلم من جهة و عدم وعي بعض المواطنين بأهميته من جهة أخرىساهما أيضا في إخفاء بريق إحدى شواهد الحضارة الرومانية بمدينة قسنطينة و ذلك رغم تسييجه مؤخرا بجدار إسمنتي منخفض لم يسلم هو الآخر من عمليات التخريب، حيث سرقت رؤوس الأعمدة الحديدية الصغيرة التي وضعت لتزيينه، كما قام مجهولون بتشويه بوابته الإسمنتية التي بنيت مؤخرا، بالكتابة عليها.و تساءل بعض المواطنين في حديثهم معنا عن سبب هذا الإهمال الكبير الذي طال هذا المعلم الواقع في قلب مدينة قسنطينة و الذي يمر عليه يوميا العشرات دون أن يتمكنوا من معرفة أهميته و تاريخه، إلى درجة أن البعض لا زالوا يعتقدون بأنه جسر بني في العهد الاستعماري، و ذلك في ظل غياب لافتة أو حتى كتابة تبين تاريخ إنجازه أو اسمه على الأقل.يذكر أن الأقواس الرومانية جزء من قناة مائية قديمة بنيت في العهد الروماني فوق هضبة الرمال على بعد 1200 متر جنوب وسط مدينة قسنطينة، حيث كانت تعبرها المياه الآتية من منبع بومرزوق و التي تزود خزانات كبيرة للمياه اكتشفت بجنوب "كدية عاتي"، كما لم يبق من هذه الأقواس اليوم سوى خمسة أعلاها طوله 20 مترا.