مقتل القيادي في القاعدة عبد الحميد أبو زيد في غارة فرنسية بمالي؟ تضاربت الأنباء أمس حول مقتل القيادي في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عبد الحميد غدير المعروف باسم عبد الحميد أبوزيد في غارة جوية على قافلة مسلحين في منطقة بالقرب من مدينة اغلهوك بمقاطعة كيدال شمال مالي. فقد تحفظت المصادر الفرنسية الرسمية عن تأكيد خبر القضاء على الرجل الذي ينظر إليه كنائب لزعيم تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي بينما كانت وسائل إعلامية فرنسية تقول ان تحديد جثة أحد القتلى في الغارة لا يزال جاريا نهار أمس الجمعة و ذكرت إذاعة فرنسا الدولية أن الجثة التي يعتقد انها لأبي زيد محل فحص و ان تحليلات الحمض النووي على بقايا الإرهابي القتيل ستجرى بالجزائر العاصمة. و قالت أن عينات من الجثة سلمتها السلطات الفرنسية لنظيرتها الجزائرية لتجري عليها الاختبارات و التحاليل اللازمة. في ذات الوقت قالت مصادر امريكية تحت غطاء السرية أن خبر مقتل أبوزيد يكون قريبا من الصحة ، و رفض الرئيس الفرنسي هولاند أمس تقديم تأكيدات للأخبار التي ذكرت انه تم القضاء على عبد الحميد أبوزيد في غارة جوية تسببت ايضا في مقتل 43 من عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ، و قال أن العملية لا تزال جارية و أنه ينبغي ان تصل الى مداها. و قالت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم أن المعلومات المتداولة بشأن مقتل ابو زيد ينبغي أن تؤخذ بحذر كبير فكل شيء له أهميته فيما يتعلق بالعمل الذي تقوم به القوات الفرنسية على الارض في مالي. و افادت انباء أخرى ان أبو زيد يكون قد لقي حتفه في عمليات قصف سابقة لنهار الخميس و انه لا يزال التعرف على جثته جاريا. و أكدت مصادر مقربة من قيادة عمليات القوات الفرنسية في مالي أمس الجمعة مقتل أحد ابرز القياديين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، و افادت المصادر بحسب ما نقلت عنها وكالات الأنباء أن عبد الحميد أبوزيد الذي ينظر إليه باعتباره نائب زعيم تنظيم القاعدة في شمال افريقيا و الذي يعتقد انه المسؤول عن اختطاف ما يزيد عن 12 من الرهائن الأجانب بهدف طلب فديات من بينهم إثنان على الاقل لقيا حتفهما فيما لا يزال عدد آخر من الفرنسيين قيد الاحتجاز. و كانت قناة تلفزيون النهار الجزائرية الخاصة أول من أعلن عن مقتل عبد الحميد أبوزيد مساء يوم الخميس الماضي و تناقلت وسائل الإعلام الفرنسية الخبر عن القناة دون تقديم تفاصيل، و قالت صحيفة “لوموند" أن الإرهابي أبوزيد قتل مع العشرات من أتباعه بفضل تحديد مكانهم من طرف ملحقين يعملون على مساعدة القوات الخاصة الفرنسية في تعقب العناصر الارهابية في شمال مالي ، و ان هذا الأخير كان بصدد استقبال مبعوثين من وسطاء لم تحدد هوياتهم للتفاوض حول إطلاق سراح بعض الرهائن الذين يحتجزهم تنظيم القاعدة في شمال مالي و منهم فرنسيون، و قالت لوموند أن المفاوضين و الوسطاء تم استغلالهم من طرف الجيش الفرنسي لوضع اشارات ساعدت في قصف مكان تواجد أبوزيد بدقة و القضاء عليه، و هي تقنية تشبه كثيرا ما كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية تقوم به في حربها في أفغانستان. و كان وزير الدفاع الفرنسي قد ذكر في أيام سابقة مقتل عشرات المسلحين في شمال مالي. مقتل أبوزيد في حال تأكيده يكون ضربة قوية وجهتها فرنسا للجماعات الارهابية التي استقرت في شمال مالي منذ عام تقريبا و كانت تتخذ من الفضاء الصحراوي الشاسع نطاقا لتحركاتها المرتبطة بخطف الرهائن و تجارة المخدرات و السلاح و التي صارت تهديدا كبيرا للأمن في المنطقة و لدول الجوار. غياب عبد الحميد ابوزيد المعروف باسم عبد الحميد السوفي و هو من بلدة الدبداب بولاية إليزي المجاورة لوادي سوف بالجنوب الشرقي الجزائري سيجعل من الصراعات تطفو مجددا إلى السطح بين الجماعات الإرهابية التي تعيش حرب زعامة شرسة و مستعرة بين قياداتها و قد انتهت معارك الزعامة بين الإرهابيين في الكثير من الحالات بتصفيات جسدية و انشقاقات و مواجهات مسلحة بين شتى الفصائل و قد كان أحد المساعدين الكبار لعبد الحميد أبوزيد قد قضى في حادث سيارة و لا يزال منافسه الأكبر على زعامة إرهابيي المنطقة مختار بلمختار محل بحث حثيث من شتى أجهزة مخابرات الكثير من الدول.