قال خبير سويسري في شؤون الجماعات الإرهابية إنه يتوقع أن يتولى الإرهابي أبوزيد، قائد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في حزام الساحل الصحراوي، إمارة التنظيم بعد عبد المالك دروكدال في حال وفاته. وأوضح ماثيو غيدار، وهو مختص في شؤون العالم الإسلامي وأستاذ بجامعة جنيف السويسرية، ومؤلف كتاب ''الإرهابيون الجدد''، في مقابلة صحفية نشرت أمس، أن انخراط أسامة بن لادن في الحرب على المصالح الفرنسية والأوروبية في منطقة الساحل يعني اعترافا بزعامة الإرهابي أبوزيد القائد الميداني في تنظيم القاعدة المغاربية. وهو ما يعبد الطريق أمامه كي يصبح الزعيم الأول للتنظيم في شمال إفريقيا بعد وفاة ''أميرها'' الحالي عبد المالك دروكدال المعروف تحت اسم ''أبو مصعب عبد الودود''. وفي السياق ذاته، يبدي الخبير السويسري تفاؤلا كبيرا بنهاية سعيدة لأزمة الرهائن الفرنسيين لدى أبو زيد، والذين اختطفوا في النيجر قبل أن يحولوا إلى مخابئ للتنظيم في مالي. مبررا تفاؤله بأحكام الشريعة الإسلامية التي تحرم قتل الأسرى إذا ما توفرت قنوات تفاوض، ودون ذلك فإن القتل يصبح جريمة تحرم منفذها من ''دخول الجنة'' على حد تعبيره. وحسب ماثيو غيدار دائما، فإنه من المعقول جدا تصور حدوث تبادل للرهائن لدى التنظيم بمعتقلين لدى حكومات دول الساحل، وهو ما سيتم ''بعد مفاوضات شاقة وطويلة بين فرنسا والخاطفين''، متوقعا أن تبدأ بتحرير الرهينة المريضة السيدة فرانسواز لاريب، مثلما حصل مع الرهينة الإسبانية في شهر ماي وقبلها أخرى سويسرية في شهر جانفي الماضي. ويتردد في وسائل الإعلام الفرنسية أن الرهينة الفرنسية تعاني من مرض السرطان وأن وضعيتها قد تسوء في حال رفض الخاطفين تحريرها. وتكاد وسائل الإعلام الفرنسية تكون متفقة مع هذا الطرح، ما جعلها تفرد، على مدى الأسابيع الماضية، مقالات مطولة حول هذا الشخص الذي تحول إلى المطلوب رقم واحد في منطقة الساحل الصحراوي. وفي آخر ظهور إعلامي له على أعمدة صحيفة ''لوجورنال دو ديمانش''، أمس، تحدث الرهينة الفرنسي السابق لدى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بيار كامات، عن خاطفيه وتحديدا قائدهم أبو زيد، حيث قال: ''لن أنسى صورته أبدا، وجهه فعلت أشعة الشمس فعلتها فيه، ولحية قصيرة كساها الشيب، ونظرة ثاقبة''. وأضاف كامات: ''رأيت أبوزيد آخر مرة يوم 22 فيفري الماضي، عشية إطلاق سراحي. جاء يطرح عليّ أسئلة حول الأنترنت وكيفية عمله. طلب مني إن كنت أعرف مواقع خاصة بالخرائط''. وتابع كامات واصفا أبوزيد قائلا: ''يفضل الانعزال وحيدا، يطالع وثائق ويتحدث في الهاتف كثيرا، ويتكلم مع أتباعه كل واحد على حده.. كان يسألني بالعربية فيما يقوم أحد مساعديه بترجمة كلامه إلى الإنجليزية''. وعن طبائعه، روى كامات الذي قضى 89 يوما محتجزا من طرف جماعة أبوزيد في شمال مالي: ''بدا لي شخصا صارما، أكثر رفقائه لباقة وأقلهم جشعا وطمعا''. ويشار إلى أن منظمة الشرطة الدولية ''الأنتربول'' كانت قد أصدرت أمرا دوليا بالقبض على عبد الحميد أبوزيد في سنة ,2006 وتضمنت بطاقة بياناته الشخصية أنه من مواليد مدينة تفرت في جنوبالجزائر.