على الدول العربية الاقتداء بالتجربة الجزائرية حول التأمين عن البطالة * تداعيات الثورات العربية خلقت أزمة في سوق التشغيل دعا أمس المدير العام لمنظمة العمل العربية أحمد محمد لقمان البلدان العربية التي تعاني أزمة البطالة إلى انتهاج منهج الجزائر في مجال التأمين عن البطالة، معلنا بالمناسبة بأن التجربة الجزائرية في هذا المجال ستكون مرجعا في أشغال مؤتمر العمل العربي الذي تنطلق أشغاله اليوم في فندق الأوراسي بالعاصمة، سعيا لإيجاد الحلول المناسبة لأزمة الشغل في مختلف بلدان المنطقة التي تعاني انتشارا كبيرا للبطالة في أوساط أبنائها. وكشف السيد لقمان في ندوة صحفية نشطها رفقة وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الطيب لوح في فندق الأوراسي بالعاصمة حول الخطوط العريضة للدورة ال 40 لهذا المؤتمر الذي ينطلق اليوم بالجزائر أن الثورات تداعيات الثورات العربية التي شهدتها بعض البلدان في الشرق الأوسط والمغرب العربي أثرت سلبا على اقتصاديات هذه البلدان ما جعل نسبة البطالة في البلاد العربية ترتفع إلى 18 بالمائة بمعدل ( 20 مليون بطال ) في 2012 بسبب تراجع الاستثمارات والإنتاج إلى جانب التراجع الكبير في حجم تدفق السياح الأجانب نحو بلدان الاستقطاب، بعد أن كانت البطالة تقدر في 2011 بحوالي 14 بالمائة وبواقع 17 مليون بطال، مبرزا بأن التجربة الجزائرية في مجال التأمين عن البطالة التي وصفها بالرائدة ستكون بمثابة مرجع في جدول أعمال المؤتمر الذي تنطلق أشغاله. ودعا المدير العام لمنظمة العمل العربية بلدان المنطقة التي تعاني أزمة البطالة إلى انتهاج منهج الجزائر في مجال التأمين عن البطالة، باعتبار أن الجزائر أعطت– كما قال العمل قيمة عالية، و جعلت قضايا التشغيل في المقدمة، وهو ما يمنح لقاء الجزائر كما أضاف أهمية كبرى باعتبار رصيده الكبير في مكافحة البطالة وتقليص حجمها.وفي سياق ذي صلة انتقد المتحدث عدم جعل الكثير من البلدان العربية مسالة التشغيل في مقدمة أولوياتها ولم تكن تولي عناية هامة لهذا المجال إلا بعد التغيرات الأخيرة التي شهدتها بعض البلدان في المنطقة ولذلك دعاها إلى الاستفادة من التجربة الجزائرية في هذا المجال، باستثناء بلدان الخليج التي لا تتعدى نسبة البطالة فيها الثلاثة (3) بالمائة، مشيرا بالمناسبة إلى أنه سيتم خلال هذا اللقاء عرض التقرير حول التنمية المتوازنة و تطلعات الشباب لتأمين فرص العمل اللائق يعكس أهمية التوازن بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب إثراء ملف مستقبل التشغيل على ضوء التطورات الراهنة التي تعيشها المنطقة العربية. وقال بأن جدول أعمال هذا اللقاء يتضمن تنظيم مائدة مستديرة حول "التشغيل و تطلعات العمل" ينشطها أربعة خبراء من الجزائر و تونس و مصر إلى جانب ممثلين عن منظمة العمل الدولية سيقدمون أطروحتهم في مجال التشغيل. وخلال استعراضه للمعطيات الخاصة بحجم البطالة في البلاد العربية كشف السيد لقمان بأنه سيتم مع أواخر شهر ماي المقبل الانتهاء من إنجاز أول تقرير حول سوق العمل في المنطقة العربية و كتاب إحصائي حول التشغيل على شكل بنك معطيات يكون مرفوقا بتحاليل تتعلق بالمجال. أما بشأن اللقاء الذي ينطلق اليوم أعلن المتحدث أن دورة الجزائر لمؤتمر العمل العربي التي ستتناول أهم المواضيع في ظل الظروف التي تعيشها الدول العربية ستشهد حضور حوالي 600مشارك وأكثر من 32 اتحادا و منظمات عربية تعنى بالمجال، مشيرا على أنه سيتم تكريم 20 شخصية من رواد العمل العربي من بينها 8 ممثلين عن الحكومات و4 من أرباب العمل و 5 من العمال و كذا تكريم 3 أشخاص من منظمة العمل العربية. ويجمع هذا المؤتمر الذي يجري من 15 إلى 22 أفريل الجاري وفود من 20 دولة عربية ممثلين عن أطراف الإنتاج الثلاث (حكومة–نقابة-أرباب العمل)، و سيكون بمثابة فضاء للحوار والتشاور بغية تعزيز التعاون العربي في مجال مكافحة البطالة وترقية التشغيل.