روراوة.. الربان الذي قاد السفينة الجزائرية بإحكام وعبر نهر النيل بسلام تزامن دخول المنتخب الوطني غمار المرحلة الثالثة و الأخيرة من التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى " الكان " والمونديال مع عودة محمد روراوة إلى رئاسة الإتحادية الجزائرية لكرة القدم في ثاني تجربة له على رأس هذه الهيئة بعد عهدة أولى كانت فاشلة ميدانيا و امتدت بين سنتي 2002 و 2005، حيث أن روراوة خلف خليفته و تلمصيذه حميد حداج في جمعية عامة إنتخابية إنعقدت بتاريخ 16 فيفري 2009 و كانت مجرد إجراء شكلي لترسيم إنتخاب روراوة كونه مرشح الإجماع في خطوة راهن عليها كل المتتبعين لتعليق آمال كبيرة على النخبة الوطنية لتحقيق حلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم، و ذلك بالنظر إلى ثقل الحاج روراوة في الفيفا و ضلوعه في لجان دائمة على مستوى " الكاف " وما لذلك من تأثير على نشاط الكواليس لأن المخاوف من الطرف المصري تزايدت أكثر بشأن كواليس زاهر وجماعته.. روراوة العائد إلى زعامة قصر دالي إبراهيم كان بمثابة " المهدي المنتظر " الذي ترقبته الكرة الجزائرية لحمل راية الدفاع عن شؤونها في أهم و أكبر معركة كروية فكانت نتيجة التعادل المسجلة في كيغالي بمثابة عربون الثقة الذي قدمته العناصر الوطنية للرئيس الجديد للفاف للتأكيد على نواياها الجادة في تحقيق حلم المشاركة في العرس الكروي العالمي سيما وأن تلك النقطة جاءت بعد 41 يوما من عودة روراوة إلى الرئاسة، لتنطلق بعدها مرحلة الجد إثر لجوء رئيس الإتحادية إلى إعتماد نظام جديد لتسيير المنتخب و ذلك بتكليف العضوين وليد صادي و جهيد زفزاف بالشؤون الإدارية والتنظيمية للنخبة الوطنية أكابر مع منح الضوء الأخضر للمدرب رابح سعدان فيما يخص الخيارات التكتيكية، ليتكفل روراوة شخصيا بالعلاقات الخارجية و هي إجراءات تنظيمية غير مسبوقة أعطت المنتخب الوطني صورة أكثر إحترافية و زادت من عزيمة اللاعبين و إصرارهم على التأهل إلى لمونديال بعد كسبهم ثقة الرجل الأول في الإتحادية لتكون مباراة البليدة ضد المنتخب المصري نقطة الإنطلاق لحقيقية للتشكيلة الجزائرية في عهد روراوة الذي عمد إلى توفير كامل الإمكانيات المادية من أجل ضمان التحضير الجيد للنخبة الوطنية في التصفيات ، كونه وضع المنتخبات في صدارة أولويات برنامج عمله ، فإستفاد " الخضر " من تربص بفرنسا و آخر بجنوب إفريقيا مع حصول اللاعبين بصفة منتظمة على علاوات الفوز بالمباريات.. تواجد روراوة في هذه المرحلة الحساسة على رأس المنظومة الكروية الوطنية أعطى هيبة للنخبة الوطنية خاصة في آخر منعرج من التصفيات كما أن هذا الرجل تمكن من إيجاد مصادر تمويل كثيرة إستقطبتها النتائج الإيجابية التي سجلها " الخضر " في التصفيات حيث أبرمت الفاف صفقات سبونسور بعشرات الملايير مع العديد من الشركات الأجنبية من أبرزها العقد المبرم مع شركة " بيما " الألمانية للألبسة الرياضية و التي ستتكفل بتسديد مكافآت العناصر الوطنية في " كان " أنغولا و كذا مونديال جنوب إفريقيا إضافة إلى ضخ مبلغ 12 مليار سنتيم في رصيد الإتحادية ، وكذا الصفقة المبرمة مع شركة " كوكا كولا " بقيمة 14 مليار سنتيم و تزويد الفيدرالية ب 50 ألف كرة قدم إضافة إلى عقد " نجمة " للإتصالات و الذي تم تمديده بملحق قيمته 68 مليار سنتيم وهي أرقام تدل على المكانة المرموقة التي أصبحت تحظى بها الفاف منذ عودة روراوة إلى رئاستها.. بالموازاة مع ذلك فقد لعب روراوة دورا بارزا في المعركة الإدارية التي دارت بين المنتخبين الجزائري و المصري في الأنفاس الأخيرة من المرحلة التصفوية ووقف الجميع على قيمة روراوة من خلال قضية إختيار الحكام الأكفاء لإدارة مباريات المنتخب الوطني بإستثناء حالة شاذة واحدة كانت في مقابلة رواندا، ليكون قائد السفينة الجزائرية في هذه الملحمة بمثابة الشبح الأسود الذي يبقى يخشاه المصريون إلى الأبد كونه أبطل كل مخططاتهم التي نسجوها في الكواليس وسد الطريق أمام زاهر وتلميذه الوفي هاني أبو ريدة لبسط نفوذهم على مستوى الفيفا لترجيح كفة المنتخب المصري على حساب الجزائر في أهم مباراة في التصفيات فكان الحاج روراوة الفارس الجزائري البارع الذي إستبسل في الدفاع عن شؤون منتخبه إلى غاية صنع أفراح ال- 36 مليون جزائري ليكون بعدها أسعد رجل في العالم كيف لا وهو الذي كسب الرهان بعدما حفظ الدرس جيدا من مغامرته الأولى على رأس الفاف.