المؤبد لقاتل جاره المغترب بسبب خلافات قديمة بعنابة أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة مساء أمس الأول حكما بالسجن المؤبد في حق شاب إقترف جريمة قتل راح ضحيتها جاره الذي كان مغتربا في فرنسا، في الوقت الذي سلطت فيه ذات الهيئة عقوبة 20 سنة نافذة في حق شقيقي المتهم الرئيسي، بعد إدانتهما بتهمة المشاركة في جناية، مقابل إستفادة شقيقتهم من البراءة، بعدما كانت ضمن قائمة الأشخاص الذين تمت متابعتهم في القضية. وقائع القضية تعود إلى أواخر شهر أوت من السنة الفارطة، لما إهتز حي ديدوش مراد وسط مدينة عنابة في ساعة مبكرة من فجر أحد الأيام على وقع جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 28 سنة، و الذي لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالجرح الخطير الذي تعرض له، إثر تلقيه طعنة خنجر على مستوى القلب، إستدعت تحويله على جناح السرعة إلى مستشفى إبن رشد الجامعي، اين توفي قبل خضوعه لعملية جراحية، و قد بينت التحريات التي قامت بها الجهات الأمنية بأن الضحية كان عرضة لإعتداء من طرف مجموعة من جيرانه، تتشكل من ثلاثة أشقاء، و كذا شقيقتهم المطلقة، و ذلك بسبب خلافات قديمة بين العائلتين المتجاورتين بحي " لا ري روز "، كما أن الجريمة أعقبت بسرقة سيارة الضحية، من نوع " بيجو 207 " . خلال جلسة المحاكمة حاول المتهم الرئيسي (ن ج) إنكار الأفعال المنسوبة إليه، حيث أوضح بأنه لم يكن يحمل في يده أي سلاح أبيض، و أن مشاكله مع الضحية تعود إلى نحو 7 سنوات، قبل ان يغترب الضحية في سويسرا و بعدها في فرنسا، لكن عودته إلى عنابة خلال الصائفة الفارطة لقضاء عطلة قصيرة أعاد فصول الخلاف بين الطرفين، قبل أن يؤكد بأنه في ليلة الحادثة كان قد تفاجأ لتصرفات جاره الذي كان يحمل سكينا في يده، و بادر إلى تهديده بالتصفية الجسدية، على خلفية الشجار الذي كان قد نشب بينهما قبل عدة سنوات، ليستطرد المتهم الرئيسي بأنه كان قد نجح في تجريد جاره من السكين، و اللجوء إلى إستعماله للسلاح الأبيض كان بنية الدفاع عن النفس، من دون أن يكون قاصدا إزهاق روح جاره. على صعيد آخر فقد أنكر شقيقا المتهم الرئيسي تواجدهما بمسرح الجريمة ليلة الحادثة، لأن الواقعة إقترفت في حدود الساعة الثانية فجرا، في حين أوضحت المتهمة بأنها لم تعلم بالجريمة سوى في صبيحة اليوم الموالي، لأنها كانت برفقة والدتها بالمنزل الكائن بحي وادي الفرشة. بالموازاة مع ذلك فقد أكد بعض الشهود ممن حضروا جلسة المحاكمة بأن المتهمة كانت قد إنهالت على جثة الضحية بالضرب بإستعمال عصا خشبية أثناء تواجد اشقائها الثلاثة بمكان الجريمة، بينما أشار شقيق الضحية إلى ان الجريمة كانت مع سبق الإصرار و الترصد، حيث صرح بأن شقيقه كان محل ترقب من طرف جيرانه قبل ثلاث ساعات من إرتكاب الجريمة، لتلتمس النيابة العامة عقوبة الإعدام في حق المتهمين الأربعة بمن فيهم شقيقتهم. بعد المداولات القانونية برأت هيئة المحكمة الفتاة من تهمة المشاركة في الجريمة، مقابل إدانة شقيقها بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد و معاقبته بالسجن المؤبد، و الحكم على المتهمين الآخرين ب 20 سنة نافذة عن تهمة المشاركة في القتل.