عائلات مقصيّة دون كهرباء و غاز و تزايد عمليات النهب في البنايات تعيش العديد من العائلات التي أقصيت من الاستفادة من السكن الاجتماعي بعمارات حي بوذراع صالح بقسنطينة، ظروفا صعبة داخل شقق قُطع عنها الكهرباء و الغاز و الماء، و تعرف تزايد حالات النهب من قبل سماسرة الخردة. وقد وقفنا أمس على حالة من السخط و الغضب الشديدين بين العديد من المواطنين، الذين وجدنا أغراضهم لا تزال مُجمعة أملا في الحصول على شقق جديدة بعد عملية الترحيل التي مست الأحد الماضي 704 عائلات في الحي، و قد أكد هؤلاء للنصر بأن قطع شبكات الكهرباء و الغاز و المياه عنهم، أدخلهم في معاناة بدأت مع حلول شهر رمضان، حيث اضطروا للإفطار على الوجبات الباردة واقتناء الأكل من الأقارب، كما تسبب انقطاع التيار الكهربائي في توقف أجهزة التكييف عن العمل، ما أدى إلى تأزم حالة كبار السن و الأطفال أمام ارتفاع درجات الحرارة و نقص المياه.و يقول السكان أن هاجس السرقات و الاعتداءات عقد من وضعهم، بحيث تتعرض عمارات الحي منذ انتهاء الترحيل، لعمليات نهب مستمرة طالت كل ما هو قابل للبيع من قبل سماسرة الخردة، كما أبدى المعنيون تخوفا من احتمال تحول العمارات إلى وكر للفساد و تعريض أبنائهم و نسائهم للخطر في بنايات باتت مهجورة و تقرر تحويلها إلى مراقد للشرطة، في وقت اضطر أصحاب المحلات الواقعة بالعمارات للتوقف عن العمل بعد أن قطع عنهم الغاز و الكهرباء. السكان أكدوا أن حوالي 30 شخصا لا يزالون يعيشون داخل العمارات ال 12، و منهم مقصون لهم، كما يقولون، الأحقية في الحصول على السكن، و عائلات رفضت الشقق ذات الغرفتين، بالرغم من أن عدد أفرادها يفوق ثلاثة، متهمين رئيس جمعية الحي بتجاهل حالاتهم و بالتواطؤ من أجل إدراج دخلاء، و هو ما ينفيه المعني الذي أوضح بأن كل ما يقال مجرد إشاعات رُوج لها و لا أساس لها من الصحة، مضيفا بأنه يسعى من أجل استفادة العزاب كبار السن، و بأن رئيس الدائرة يدرس حاليا ملفات المعنيين، بينما حاولنا الاتصال بمدير مكتب الدراسات "سو" لتلقي توضيحات منه لكن تعذر علينا ذلك. ياسمين بوالجدري * تصوير : الشريف قليب