إضراب عمال البريد يحرم الآلاف من سحب رواتبهم ومنحهم وسط حالة من التذمر تواصل أمس إضراب عمال البريد لليوم الرابع على التوالي، احتجاجا على عدم التزام الإدارة العامة والوزارة الوصية بوعودهما، حيث شلت أغلب مؤسسات ومراكز بريد الجزائر في حوالي 39 ولاية بشكل متفاوت بعد أن استجاب العمال للإضراب الذي دعت إليه النقابة المستقلة لعمال القطاع، بشكل كبير وسط إصرار العمال على مواصلة إضرابهم إلى غاية تحقيق مطالبهم. وقال طارق عمر خوجة المنسق الوطني للنقابة المستقلة لعمال بريد الجزائر في تصريح للنصر أمس، أن مؤسسات ومراكز بريد الجزائر أصابها شلل شبه تام في ما لا يقل عن 39 ولاية، على غرار العاصمة وقسنطينة وباتنة وسكيكدة والبليدة وتيزي وزو وغيرها من الولايات التي استجاب عمال قطاع البريد للإضراب الذي تمت مباشرته يوم 14 من الشهر الجاري. وقال بعض العمال ممن تجمعوا صبيحة أمس أمام المداخل الرئيسية للبريد المركزي، أن الإضراب تم اللجوء إليه للتنديد بعدم احترام الالتزامات التي كانت قدمتها الوزارة الوصية والإدارة، والخاصة بالرد على المطالب المرفوعة، بينها مطلب رفع أجور عمال القطاع بنسبة 30 بالمائة بأثر رجعي بدء من 2008 بحسب ما تم الاتفاق عليه سنة 2011، فضلا عن تطبيق الاتفاقية الجماعية، إنشاء تحقيق في أموال الخدمات الاجتماعية وتحسين ظروف عمال بريد الجزائر وهي المطالب التي قال المنسق الوطني للنقابة المستقلة لعمال القطاع بعين المكان أن الوزارة والإدارة وافقتا عليها. و أوضح المتحدث أن الإضراب في يومه الرابع لقي استجابة من قبل عمال البريد في مختلف الولايات التي شملها بنسبة جاوز معدلها 80 بالمائة، وقال أن العمال الذين التحق بهم أمس عمال الإدارة العامة قرروا مواصلة احتجاجهم إلى غاية تحقيق لائحة المطالب المرفوعة. وبحسب المنسق الوطني للنقابة المستقلة لعمال البريد فقد شرعت الإدارة العامة ومختلف مؤسسات بريد الجزائر في استخلاف مناصب العمال المضربين بتجنيد المديرين ورؤساء المصالح و القابضين الرئيسيين وأعضاء من نقابة القطاع التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين في محاولة لكسر الإضراب وضمان الحد الأدنى من الخدمة سيما في القباضات الرئيسية بالولايات ومراكز التجمعات السكنية الكبرى وقد وقفنا على ذلك في البريد المركزي بالعاصمة. و استنكر بعض العمال المضربين خلال تجمعهم أمام البريد المركزي ما عبروا عنه '' بسياسة الاستغلال التي تعرضوا لها خلال شهر رمضان من قبل مؤسسة بريد الجزائر، من خلال عملهم ليلا نهار دون الاستفادة من أيام تعويضية أو من منحة استثنائية. وتسبب الإضراب الذي باشره عمال القطاع منذ الأربعاء الماضي في متاعب ومشكلات للمواطنين الذين وجدوا أبواب عدد كبير من مراكز ومؤسسات البريد مغلقة، ما حال دون سحب رواتهم ومختلف أرصدتهم. وفي باتنة لاقى إضراب عمال البريد استجابة متباينة على مستوى المراكز المنتشرة ببلديات الولاية، حيث سجلت استجابة للإضراب بصفة خاصة في المدن والتجمعات السكانية الكبيرة على غرار عاصمة الولاية، ومدينة بريكة والتي اصطدم المواطنون بانعدام الخدمات بها وسط حالة من التذمر، في حين سُجل استمرار لتقديم الخدمات عبر مراكز البريد المتواجدة بالبلديات والقرى الريفية، وأفادت مصادر مطلعة أن الإضراب مس 29 مركزا بريديا عبر إقليم ولاية باتنة. كما شهدت أمس ولاية أم البواقي شللا عبر عديد المكاتب البريدية بسبب دخول العمال المنضوين تحت لواء النقابة المستقلة لعمال البريد في إضراب مفتوح ما حرم المئات من المواطنين من سحب أجورهم ومدخراتهم الأمر الذي جعل الكثيرين منهم يتوجه نحو المكاتب المتواجدة بالولايات المجاورة على غرار خنشلة وقالمة عبر مكاتب مدينة تاملوكة لسحب أموالهم. وكشفت مصادر موثوقة للنصر بأن نسبة الاستجابة تفاوتت بين مدينة وأخرى فبعين البيضاء حافظ عدد من العمال على الحد الأدنى للخدمة وهو ما حصل كذلك بالبريد المركزي بعين مليلة أما عبر التجمعات السكانية المتفرقة فخلف الإضراب استياء واسعا وسط السكان.