مزبلة بوغارب تخنُق سكان ابن باديس و حديث عن إصابات بالسرطان يعيش منذ مدة سكان بلدية ابن باديس بقسنطينة، حالة من القلق بسبب الانتشار "الخطير" للروائح الكريهة المنبعثة من مركز الردم التقني، و هو وضع يقولون أنه حوّل حياتهم إلى أشبه بالجحيم و خلق لهم مشاكل صحية بلغت حد الإصابة بداء السرطان. بلدية ابن باديس "الهرية" و التي كانت معروفة قبل عدة سنوات بهوائها النقي، أصبح العيش فيها حسب السكان الذين التقينا بهم أمس، شبه مستحيل، بحيث تواجه العائلات كل مساء تدفق الأدخنة المُحمّلة بروائح كريهة لا تُطاق، مصدرها مركز الردم التقني للنفايات بمنطقة ببوغارب الذي يبعد عنهم بأقل من 500 مترا، و يظهر تأثيره أكبر على مستوى الأحياء القريبة منه على غرار شارع التحرير و زعرور محمود، أين يغلق المواطنون منازلهم طيلة اليوم لتجنب دخول الروائح إليها. و يؤكد السكان أن الكثير من المصابين بالأمراض الصدرية و كبار السن، يتعرضون بشكل شبه يومي لتعقيدات تنفسية إلى جانب الأطفال، الذين قال لنا بعضهم أن الروائح الكريهة "لاحقتهم" حتى إلى داخل المدرسة، في وقت أصيب الكثير منهم بأمراض جلدية و تنفسية بحسب الأولياء. و قد دفع هذا الوضع بالعديد من المواطنين للجوء إلى الأقنعة الوقائية و التجول بها في الشارع، من أجل تجنب استنشاق ما يحمله الهواء من رذاذ سام جعل حوالي 25 ألف نسمة "تموت ببطىء". و يجزم من تحدثنا إليهم بأن تلوث الهواء هو سبب حالات الإصابة بالسرطان التي تعرض لها نحو 30 قاطنا بالبلدية في الأشهر الأخيرة، بينما ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك بالحديث عن تلوث المياه المعدنية نتيجة اختراق السوائل المنبعثة من النفايات لطبقات الأرض، بل و تدفقها في وادي خنّابة الذي ذكر السكان أن كلبا توفي لدى سقوطه به "نتيجة للتسمم". مصدر مسؤول ببلدية ابن باديس قال بأن مصالحه راسلت الجهات المعنية و من بينها مديرية البيئة من أجل طلب التدخل الفوري على مستوى مركز الرد التقني، و ذلك بتخصيص أجهزة لامتصاص الروائح و منع انتشارها أو الحرص على معالجة القاذورات دون خروج أي دخان، كما رجح فرضية ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان بسبب تلوث الهواء، خصوصا و أن المركز يستقبل، حسبه، نفايات حديدية و طبية بل و أو أعضاء بشرية، على حد قوله. يأتي ذلك في وقت أفاد مصدر مسؤول من داخل مركز الردم التقني أن هذا الأخير مُصمم و مجهز مثل باقي المراكز المنتشرة عبر الوطن و بمصادقة من جميع الجهات المعنية، بعد أن كانت المفرغات العشوائية قد أغرقت الأحياء في الروائح بشكل أكبر مما هو مسجل الآن، على حد تعبيره، في وقت حاولنا الاتصال بمديرية البيئة لمعرفة رأيها في الموضوع لكن تعذر علينا ذلك.