قرار الأحزاب الإسلامية في الجزائر مقاطعة الرئاسيات "ذريعة لتفادي انتكاسة جديدة" قالت دراسة لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي الأمريكية غير الحكومية أن قرار الأحزاب الإسلامية في الجزائر مقاطعة الانتخابات الرئاسية "ذريعة لتفادي انتكاسة جديدة" بعد فشلها في المواعيد الانتخابية السابقة. وأبرزت في بحث للمحللة داليا غانم يزبك المتخصصة في الشأن الجزائري وقضايا التطرف في دراستها المنشورة على موقع المؤسسة، أن الأحزاب الإسلامية الجزائرية" تحاول بهذه الخطوة إخفاء الانقسامات والتفكّك وغياب القيادة التي يعاني منها التيار الإسلامي في المجمل". لافتة إلى أن عجز تلك الأحزاب عن وضع إستراتيجية واضحة، كتيارات أو أحزاب منفردة، تسبّب لها بخسارة الدعم على الأرض. في غضون ذلك، وبعد أن عانى الجزائريون من العشرية السواء،" يخشى كثرٌ أن يقود الإسلاميون البلاد، في حال وصولهم إلى السلطة، إلى "عقد أسود" جديد. وتابعت أن المشاهد الآتية من مصر وسورية تستحضر ذكريات مؤلمة بالنسبة إلى الجزائريين الذين يزدادون اقتناعاً على مايبدو في أن التصويت للإسلاميين لن يحلّ المشاكل التي تتخبّط فيها بلادهم. وعرضت الدراسة لوضع هذه الأحزاب التي تعيش انقسامات خطيرة، و عمليات انقلاب و انشقاقات متكررة، و تحميل الأخر فشلهم وقالت انه خلال الانتخابات التشريعية 2012، بدلاً من أن يطرح الإسلاميون علامات استفهام حول الإستراتيجية التي اتّبعوها في الانتخابات، اتّهموا "جبهة التحرير الوطني" والحكومة ب"التلاعب" بنتائج الانتخابات وممارسة "التزوير". واستنتجت "مما لاشك فيه أن الخاسر الأساسي كان "حركة مجتمع السلم". فهي لم تخسر الانتخابات وحسب، بل أيضاً إمكانية الانضمام من جديد إلى التحالف الرئاسي، وخسرت كذلك شريحة مهمة من أنصارها الذين خاب ظنهم كثيراً من النتائج والذين كانوا ضد انسحاب الحزب من التحالف الرئاسي. وأفادت الدراسة أيضا أن التيار الإسلامي اليوم ضعيف وفاقد للمصداقية وعاجز عن حشد الأنصار. وقد ابتعد الجزائريون عنه بسبب عجزه عن تحديد أهداف واضحة. كما أن القاعدة الإسلامية الناخبة تتداعى، بحسب ما أظهرت نتائج الانتخابات التشريعية، ثم الانتخابات البلدية في 29 نوفمبر 2012، والتي نال فيها "تكتل الجزائر الخضراء" (من دون "حركة مجتمع السلم" التي انسحبت من الائتلاف بعد الانتخابات التشريعية في ماي 2012)، غالبية مطلقة في 10 فقط من أصل 1451 بلدية. وهذه أسوأ نتائج يحقّقها الإسلاميون منذ إقرار تعدّد الأحزاب في الجزائر. وخلصت للقول "من الطبيعي أن نتوقّع فشلهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في حال قدّموا مرشّحا". ج ع ع