الكاب يضع قدما في قسم الهواة فرض أمل بوسعادة التعادل على مضيفه شباب باتنة الذي يواصل غوصه نحو الأعمق، وذلك في مقابلة طبعها الاندفاع البدني والإثارة الشديدة، فضلا عن تدني مستواها الفني، بفعل البحث عن النتيجة وقلة التركيز ونقص الفعالية، مع كثرة فرص التهديف سيما من جانب المحليين، الذين دخلوا المباراة بقوة حيث كانوا السباقين إلى صنع اللعب ما سمح لهم بالتحكم في مجريات الأمور، وفرض ضغط مكثف على دفاع الأمل الذي بدا منظما ومنضبطا حتى وإن لم يجدوا الثغرة المؤدية إلى شباك الحارس مزيان، فيما اعتمد الزوار على المقاومة، الأمر الذي جعلهم يتحملون عبء اللعب، ولو أن ذلك لم يكن كافيا لتجسيد السيطرة الميدانية في غياب النجاعة الهجومية واللمسة الأخيرة. ورغم ضيق هامش المناورة، إلا أن الباتنيين لم يفقدوا الثقة في النفس، حيث حملوا مشعل المبادرات، وخاضوا سلسلة من الهجمات عن طريق مرازقة وذبيح وغسيري، غير أنها كانت تفتقد في كل مرة للنضج المطلوب، ما تجسده الفرص بالجملة التي أهدروها، في صورة محاولة ربقي(د23) إثر مخالفة، وأخرى لغسيري(د24)، فيما أهدر جربوع أخطر فرصة عند الدقيقة (د33). أما الضيوف وباستثناء فرصة واحدة لسلطاني (د35) عن طريق كرة ثابتة، لم يتبنوا النزعة الهجومية، حيث فضلوا التجمع في منطقتهم، مع تحصين مواقعهم الخلفية بشكل جيد وغلق كل المنافذ. لكن هذه الخطة حتى وإن جنبتهم أهدافا، إلا أنها جعلت الضغط البسيكولوجي يكون على عاتقهم، جراء سيطرة المحليين العقيمة واحتكارهم وسط الميدان لتأتي الدقيقة(د40) التي مكنت الكاب من تجسيد سيطرته بهدف عن طريق ضربة جزاء، استفاد منها بعد عرقلة مرازقة، نفذها بإحكام جربوع، قبل أن يفوت فزاني فرصة سانحة لمضاعفة مكسب فريقه(د45). المرحلة الثانية دخلها الضيوف بكثير من العزم على إعادة الأمور إلى نصابها، من خلال الرفع من نسق الهجومات، وقد ساعدهم على الهيمنة على وسط الميدان، تراجع المحليين إلى الخلف واكتفائهم بالصمود، الأمر الذي كلف الكاب هدفا حمل توقيع طبشاش بكرة ثابتة(د71). هدف أخلط حسابات أصحاب الأرض الذين جانبوا التهديف في ثلاث مناسبات عن طريق جربوع (د78) ثم غسيري(د82) وذبيح (د84). وكان بإمكان الشباب صنع الفارق لولا الخلط بين السرعة والتسرع، تزامنا مع إقدام الزوار على الاكتفاء بتسيير النتيجة والوقت بالاقتصاد في الجهد، إلى غاية نهاية المباراة بنتيجة التعادل التي عمقت من جراح الكاب ورهنت حظوظه في البقاء.