استرجاع 50 شاحنة تبريد أخفاها صاحب الشركة الوهمية لكراء العتاد بولاية الوادي علمت النصر من مصادر موثوقة، أن مصالح الدرك الوطني تمكنت نهاية الأسبوع، ببلدية جامعة التابعة إداريا لولاية وادى سوف، من استرجاع 50 شاحنة تبريد كانت مخبأة بمستودعات، تعود ملكيتها لضحايا الشركة الوهمية المختصة في كراء العتاد، و هي القضية التي كانت النصر قد تناولتها في وقت سابق. وجاءت العملية على اثر تحريات مكتفة قامت بها ذات المصالح بعد توسع رقعة الضحايا المنحدرين من مختلف ولايات الوطن، و لم تستطع الجهات الأمنية لحد الساعة حصر الرقم الحقيقي للضحايا، بسبب تأخر العشرات من الضحايا في تقديم شكاوى لدى الجهات المختصة. وكان صاحب الشركة الوهمية الملقب ب «الحاج» و الذي كان قد فرّ إلى مدينة العيون المحتلة، بصدد بيع المركبات المسترجعة قبل اختفائه ومعه مئات الملايير من عائدات بيع وتهريب العربات والآليات العملاقة. وبينت التحريات أن قائمة الضحايا توسعت لتشمل فئات أخرى على غرار المستفيدين من مشاريع «أونساج» و»كناك»، و كذا رجال أعمال، تجار، و مواطنين، انساقوا وراء الإغراءات المادية التي قدمها صاحب الشركة الوهمية، عن طريق العقود الموقعة بين الطرفين لمدة تصل إلى أربع سنوات، بمقابل مادي شهري يتراوح بين 18 و 35 مليون سنتيم بحسب العتاد المؤجر. وذكرت مصادر أمنية بأن الشكاوى مكّنت المحققين من التوصل إلى أهم ضحايا الشركة الوهمية، ويتعلق الأمر بصاحب شركة مناولة ينحدر من ولاية عين تموشنت، أجر 45 آلية للأشغال العمومية بعقد موثق، تصل القيمة الإجمالية للعتاد إلى 60 مليار سنتيم، إلى جانب ضحايا آخرين ينحدرون من ولاية سكيكدة، صرحوا بأنهم أجروا للشركة الوهمية 3 حافلات تويوتا، و5 سيارات سياحية من نوع « أكسنت» و 4 شاحنات وزن ثقيل. صاحب الشركة الوهمية المحتال، اختفى عن الأنظار منذ أسبوع قبل اكتشاف الفضيحة، التي تعود تفاصيلها حسب مصادرنا، إلى منتصف شهر مارس الفارط، عندما تقدم شخص ببلاغ إلى مصالح الدرك الوطني بباتنة مفادها وجود عتاد مجهول المصدر يباع كقطع غيار بسوق الجزار ببريكة، وعلى إثرها انطلقت التحريات لتكشف خيوط نشاط الشركة الوهمية، حيث توسع إيداع الشكاوى إلى أمن دائرة تقرت بولاية ورقلة، محل إقامة المتهم الرئيسي، أفاد أصحابها أنهم تعرضوا للنصب والاحتيال من قبل مجهول يملك شركة لكراء معدات وآليات الأشغال العمومية والمركبات، تحت تسمية «الدعاء» و يسيرها المدعو « ق.عبد الناصر» الذي أوهمهم بأنه حائز على صفقات لمشاريع كبرى مع مؤسسات أجنبية عاملة في حقول البترول والغاز بالجنوب وهو بحاجة إلى عتاد. و قد نجحت مصالح الدرك الوطني بولاية قالمة منذ أيام، في الإيقاع بأحد شركاء المتهم الرئيسي، ويتعلق الأمر بشاب كان يحرر عقود الكراء الوهمية، وبعض الوسطاء الذين تعاملوا مع المتهم بعدة ولايات. وأكدت التحريات أيضا، أن «الحاج» المحتال والذي ينحدر من وادي سوف لأب جزائري و أم مغربية، أوقع بمئات الشباب من مختلف المدن الجزائرية، وخاصة من الجهة الشرقية للبلاد. واستهدفت الشركة الوهمية الشباب المستفيدين من مشاريع «أنساج» و»كناك» بحكم تواجدهم في حالة بطالة دفعتهم إلى الوقوع في الفخ. و كان المحتال ووسطاؤه عبر مختلف الولايات يقومون باصطياد الضحايا واستدراجهم لحظيرة تابعة للشركة الوهمية تقع بمدينة حاسي مسعود بولاية ورقلة للإمضاء على الاتفاقية، قبل تسليم العتاد أو المركبات. وتواصل مصالح الأمن المختصة الاستماع لمئات من الشباب الضحايا الذين اكتشفوا تعرضهم لعملية نصب واحتيال، بعد بيع صاحب الشركة عتادهم في أسواق الخردة وتهريب بعضه لدول الساحل. ح.دريدح