فتح طريق اجتنابي في جبل الوحش و تواصل العمل في النفق المنهار أعلن وزير الأشغال العمومية أمس عن تدشين الجسر العملاق العابر لوادي الرمال بقسنطينة يوم 5 جويلية المقبل، بالتزامن مع احتفالات عيد الاستقلال، و أكد أن دراسة ستبدأ لفتح طريق اجتنابي لنفق جبل الوحش الجنوبي الذي انهار في بداية العام الحالي و تسبب في غلق ذلك الجزء من الطريق السيار في وجه حركة المرور. الوزير عبد القادر قاضي لدى زيارته أمس لقسنطينة قال أن وزارة الأشغال العمومية لديها مقترح لتجنب عبور نفق جبل الوحش الجنوبي بفتح طريق اجتنابي، و هي تدرس حاليا المسار الذي يعبره الطريق من خلال المرور وسط حديقة جبل الوحش أي فوق النفق و يبلغ طول هذا المسار 6 كيلومترات، و مسار ثاني بطول 10 كيلومترات يعبر في الجهة الشرقية من النفق، و قد طلب مدير الوكالة الوطنية للطرق السريعة من الوزير إمهاله أربعة أيام لتقديم التفاصيل و المقارنة بين المسارين. وزير الأشغال العمومية خلال الزيارة قال أنه لا يرى مانعا من تمديد مسار الطريق الاجتنابي الى غاية 15 كيلومتر، خاصة و أن المسار العابر لمنتزه جبل الوحش يسجل به ميلان بنسبة 14 بالمئة، و قال تجنبوا المتاهات و المنعرجات، مشيرا أن العمل يتمثل في منشأة حيوية احتياطية كان ينبغي القيام بها في مخطط الطريق السيار و هي ليست بديلا لنفق جبل الوحش، ملمحا الى أخطاء ارتكبها مكتب الدراسات اللبناني دار الهندسة عند إعداده مخطط مسار الطريق السيار دون تقديم مسارات بديلة، و تدارك الوزير قاضي بالقول "الخطأ يمكن أن يحدث و لا أحد يمكنه التنبؤ بما سيجري في المستقبل لأن قوى الطبيعة ليست محدودة"، و الاعتماد على النفق لوحده غير معقول "قد تكون هناك زلازل أو حرائق كبيرة داخله و لهذا كان ينبغي وضع طريق بديل" هو ما سنقوم به حاليا و رفض الوزير الحديث في التفاصيل لأن الفكرة لا زالت في بدايتها، مبرزا أن العلاقة مع المجمع الياباني "كوجال" ستستمر وفق ما ترغب فيه السلطات العمومية، مؤكدا أن المجمع الياباني يواصل العمل في النفق الذي حدث به انهيار في اليوم الأول من العام الحالي و لا تزال مسافة 6.75 مترا فقط لم يتم كشفها، و التعرف على ما بداخلها في الجزء الأيمن من النفق، و قامت الجهات المعنية بالتحقيق في انهيار النفق بأكثر من 21 عملية تنقيب، منها 8 عمليات تنقيب أفقية و ذلك بهدف معرفة طبيعة الأرضية داخل النفق و فيما بين جزئية الأيمن و الأيسر. و لا تزال مكاتب الدراسات الأجنبية من كندا و إيطاليا و مهندسو "كوجال" يجمعون المعطيات حول طبيعة ما حدث داخل النفق. الوزير قال أن لقاء سيجمعه بمسؤولي المجمع الياباني و سيتم خلاله عرض ما يريده الطرف الجزائري، و سيتم الاستماع لما يقترحه اليابانيون، و "اذا لم يتم التوصل الى اتفاق فسيكون الطلاق"، منبها إلى أهمية أن يكون الطرف الجزائري حذرا و أن لا يترك ثغرة يستغلها اليابانيون لكسب القضية أمام المحاكم الدولية، و بالمقابل فمشروع الدولة الجزائرية متمثلا في الطريق السيار ينبغي أن ينجز و أن يتحمل كل طرف مسؤولياته و يوفي بالتزاماته. الوزير قال أن "بعض ما تتناوله الصحافة حول المشروع فيه كثير من الدراماتيكية و ذلك لا يعني أنه لا توجد مشاكل فهناك المشاكل و هناك الحلول و لدينا عشرات الحلول للمشاكل التي تواجهنا، و نعمل تدريجيا على المراجعة و التصحيح و هو ما تقوم به الكثير من الدول". معتبرا أن الطريق الذي يتجنب النفق الجنوبي لجبل الوحش لن يكون مضرا بحديقة التنزه و التسلية و لا بالمحمية الطبيعية بل العكس حيث يرى أن مرور الطريق السيار وسط غابة جبل الوحش سيعطيها قيمة أكبر و يبرز جمالها و طبيعتها و مناظرها. و تلقى الوزير عرضا عن الخدمات التي ترافق الطريق السيار في جزئه الشرقي من برج بوعريريج حتى الحدود التونسية و قد تم إسناد مشاريع تلك الخدمات لمجمع جزائري إيطالي يتكفل بإنشاء 15 فضاء خدمات و فضاءات الراحة و طلب الوزير بتقليص عدد فضاءات الراحة لصالح الخدمات التي ترافق الطريق السيار و منها خدمة إذاعية على أمواج "أف أم" لمستعملي الطريق السيار و 500 كيلومتر من الألياف البصرية التي تجمع المعلومات عن مستعملي الطريق و تقدم لهم النصائح و الارشادات بمختلف الوسائل و الوسائط التكنولوجية الحديثة و من بينها حالة الطقس. لدى تفقده مشروع توسيع الطريق الوطني رقم 05 بين قسنطينة و عين السمارة في شطره الأيمن وجد الوزير مجموعة من عمال مؤسسة ألترو العمومية لأشغال الطرق في انتظاره مطالبين برحيل مدير الشركة، معتبرين أن بقاءه يهدد مصير ألفي عائلة، و قد تحدث إليهم الوزير طالبا منهم العودة للعمل و وعدهم بالتكفل بانشغالهم. كما زار الوزير الجسر العابر لوادي الرمال الذي أنجزته شركة برازيلية بطول 756 مترا، و أعلن عن تدشينه يوم 05 جويلية المقبل، مطالبا بتذليل العقبات التي تواجه عمليات فتح منافذ في جهته الجنوبية بمنطقة الفج و الشمالية بالطريق الغابي و منه حتى أعالي حي الأمير عبد القادر ( الفوبور) قرب محطة التلفريك النهائية.