الخضر ينحون أمام العملاق الصربي مني المنتخب الوطني بهزيمة ثقيلة أمام نظيره الصربي في المباراة الودية التي جمعت المنتخبين سهرة أمس الأربعاء بملعب 5 جويلية الأولمبي، و هي المواجهة التي تابعها جمهور قياسي و عرفت تلقي الخضر أول هزيمة داخل الديار منذ تولي سعدان مهمة تدريب المنتخب في أكتوبر 2007، مما أثار مخاوف الأنصار قبل أربعة أشهر من الموعد المنتظر في مونديال جنوب إفريقيا، لأن هذه المقابلة كشفت عن النقائص الكثيرة التي يعانيها المنتخب الجزائري خاصة من حيث التنسيق و الإنسجام بين اللاعبين و الخطوط، فضلا عن تأكيد هشاشة الدفاع. الشوط الأول عرف دخولا قويا من التشكيلة الجزائرية التي بادرت إلى التوجه نحو الهجوم بالإعتماد على نشاط زياني و يبدة على الجهة اليمنى، و قد أتيحت فرصة افتتاح باب التسجيل لرأس الحربة غزال الذي توغل داخل منطقة عمليات المنافس بعد مجهود فردي قام به في الدقيقة الثالثة ، لكن قذفته جانبت القائم الأيسر لمرمى الحارس الصربي، لتحمل الدقيقة ال 16 هدفا مباغثا عكس مجرى اللعب سجله مهاجم صربيا بانتيليتش الذي استغل هفوة فادحة ارتكبها الحارس قواوي عندما أخطأ في تقدير مسار الكرة، و هو الهدف الذي أثر على معنويات التشكيلة الوطنية، إلا أنها و مع ذلك واصلت تحكمها في زمام الأمور على مستوى الدائرة المركزية، من دون النجاح في إيجاد الحلول الناجعة لإختراق الجدار الدفاعي للمنتخب الصربي، ولو أن مطمور كان أمام فرصة مواتية لتعديل النتيجة إثر انفراده بالحارس الضيف، غير أن براعة هذا الأخير حالت دون نجاح الخضر في ترجمة سيطرتهم الطفيفة إلى هدف. المباراة سارت على وقع سيناريو مغاير خلال المرحلة الثانية، لأن العناصر الوطنية إنهارت كلية من الناحية البدنية، الأمر الذي استغله اللاعبون الصرب و راحوا يستعرضون قدراتهم البدنية و الهجومية، لأن منافس سهرة الأمس يضم في صفوفه ترسانة من النجوم المحترفة في خيرة الدوريات الأوروبية، و قد تمكن البديل كوزانوفيتش من تسجيل الهدف الثاني لمنتخب صربيا في الدقيقة 55 بقذفة صاروخية من داخل منطقة الجزاء إثر كرة مرتدة من الدفاع الجزائري، و مع ذلك فإن المنتخب الوطني أتيحت له فرصة تقليص الفارق في مناسبتين، الأولى عن طريق غزال بقذفة قوية أبدع الحارس ستوكوفيتش في إبعادها إلى الركنية ، و الثانية اتيحت لمطمور برأسية محكمة تصدى لها الحارس الصربي ببراعة، ليأتي بعدها الهدف الثالث للمنتخب الصربي و حمل توقيع روزان توسيتش في الدقيقة 64، حيث لم يجد أية صعوبة في هز الشباك بعد انفراده بقواوي، و هو الهدف الذي قتل المقابلة، و جعل دقائقها الأخيرة لا تختلف كثيرا عن الحصص التدريبية، رغم التغييرات التي قام بها سعدان على مستوى خط الهجوم، لكنها لم تكن كافية لزعزعة الدفاع الصربي الذي كان متماسكا، في الوقت الذي عمد فيه زيكيتش و رفاقه إلى الإقتصاد في المجهود البدني طيلة الثلث الأخير من عمر اللقاء، مباراة سهرة الأمس كانت محطة أخرى لكشف نقائص الخضر خاصة منها غياب التغطية الدفاعية اللازمة، و كذا مشكلة العقم الهجومي، مما يجبر سعدان على مراجعة حساباته المتعلقة أساسا بالتعداد و الخيارات التكتيكية، لأن المونديال ليس محطة للسياحة، و المنافسون من حجم إنجلترا و الولاياتالمتحدةالأمريكية، و لو أن المناصرين اقتنعوا بأن عملا كبيرا ما زال ينتظر سعدان، بدليل أن لاعبي الفريقين غادروا أرضية الميدان تحت التصفيقات الحارة للجماهير.