سهرة أعادت للأذهان ملحمة أم درمان أسدل مساء أول أمس الستار على فعاليات الطبعة الأولى من المهرجان الدولي للإنشاد الذي كانت مدينة قسنطينة فضاء لعروضه طيلة أسبوع، من تنشيط منشدين من عدة دول عربية وإسلامية مثل سوريا، السودان، المغرب، تونس، تركيا. السهرة الأخيرة لم تكن تشبه باقي السهرات حيث استحضر المنشد السوداني شرف الدين البادى أحمد أجواء ملعب المريخ بأم درمان حيث ألتهبت الحناجر بشعار (وان توترى فيفا لا لجيري) على إيقاعات (المومبو السوداني) فتجدد اللقاء بعد ملحمة أم درمان، هذه المرة على ركح المسرح الجهوي حيث تواصل التفاعل والتناغم مع الإيقاع الجميل الذي أنبعث أيضا من أونار أمير العود الفنان نصير شمة. المنشد السوداني شرف الدين البادي أحمد الذي أفتتح العرض الساهر قدم أنغاما من تراث شمال السودان على إيقاع (الدليب) وإيقاعات أخرى من غرب السودان على طبع المردوم وكانت توشياته تصل إلى القلب لما تحمله من عبارات الحب والمودة من شعب السودان للشعب الجزائري، وقد أنشد بعض المقامات بتجليات الصفاء والتوحد. الجزء الثاني من السهرة حمل الحضور عبر مركبة العشق الصوفي إلى رحاب المديح بكل ألوانه وتنويعاته التي وقعتها "أوركسترا الشرق" بقيادة العازف العالمي نصير شمة الذي كان نجم السهرة بدون منازع حيث عرف كيف يطوع الآلات الموسيقية الغربية مثل (الباص) أو الشلو الأمريكي و(البدوكي) اليوناني للتمازج مع "العمود" الشرقي في لوحات صوفية تبحث عبق التاريخ.. كان الجوف العالمي مرفوقا بالمطرب العراقي الذي يعيش في بلجيكا أنور بودراق حيث أبدع بالصوت في تقديم قطعة جلال الدين الرومي التي لحنها نصير شمة سنة2007 وكانت "ضوء الروح" القطعة الموسيقية الأكثر تعبيرا وتوغلا في الروح وسارت بالإيقاع في تموجات موسيقية بلغت قمة النشوة وأوج الإستمتاع.. وبعد ذلك قدمت الفرقة قطعة يونانية أشترك في عزفها الموسيقيان اليوناني يود غيس والأمريكي ميلس، وختم العرض بأغنية فوق النخل أداها الفنان أنور بودراغ .