باريس - ستشكل مسألة الأزمات الإقليمية في إفريقيا محور الملف الإفريقي في قمة مجموعة الثماني المقرر عقدها يوم الجمعة بدوفيل (فرنسا) بمشاركة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. ففي تصريح للصحافة أوضح الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل أن فرع إفريقيا لمجموعة الثماني سيكرس سيما للجانب السياسي الذي يخص القضايا الإقليمية و آخر اقتصادي. و بشأن الأزمات الإقليمية أكد الوزير أن الأمر سيتعلق سيما بالوضع في السوادان على ضوء استفتاء جانفي الفارط بهدف تكريس إستقلال جنوب هذا البلاد. و ستتطرق قمة إفريقيا-مجموعة الثماني إلى ما يمكن القيام به في إطار الشراكة بين الكتلتين من أجل المساعدة على بناء جنوب و شمال هذا البلاد. و أشار من جهة أخرى إلى تنظيم نقاش حول المسألة التي لا تزال "عالقة" لمدينة أباي (السودان) و التي "لم تتم تسويتها من خلال استفتاء خاص" في إطار اتفاق تسوية بين حكومتي شمال و جنوب هذه البلاد. وللإشارة فان الوضع في الصومال وارد أيضا في جدول أعمال قمة إفريقيا-مجموعة الثماني. و أوضح الوزير أن الاتحاد الإفريقي الملتزم في الصومال من خلال بعثة الإتحاد الإفريقي إلى الصومال (أميسوم) يأمل في "مشاركة أكبر" لمجموعة الثماني و الأممالمتحدة من أجل مرافقة إفريقيا في جهودها الرامية إلى تسوية الأزمة الصومالية عشية تجديد الحكومة الإنتقالية. و أضاف أن المحادثات مع مجموعة الثماني ستتمحور ايضا حول القضايا المتعلقة بالوضع السائد في القرن الإفريقي. و ستناقش قمة إفريقيا-مجموعة الثماني من جهة أخرى المسائل المتعلقة بمكافحة الارهاب و فروعه سيما ظاهرة المخدرات و المتاجرة بالبشر و تداول الأسلحة الخفيفة. و ذكر بأن الأمر يتعلق "بالاهتمامات الكبرى للدول الإفريقية سيما دول منطقة الساحل". و بخصوص شق التنمية أشار الوزير إلى أن القمة ستعكف على بحث النمو الاقتصادي في إفريقيا التي يمكن أن تفوق نسبة نموها "5 بالمئة خلال الأشهر المقبلة". و سيوجه اهتمام خاص لدور المنشآت في الاندماج الاقليمي. و ذكر الوزير في هذا الاطار بان الجزائر بذلت جهودا معتبرة فيما يخص الطريق العابر للصحراء على ترابها الوطني و مرافقة دول على غرار النيجر لتعبئة الوسائل بغية تمويل الجزء المتبقي في النيجر للربط بين الجزائر و لاغوس. و ستشكل الطاقة و التغيرات المناخية موضوع محادثات بين رؤساء دول و حكومات مجموعة الثماني و القادة الافارقة. و فيما يخص المصادر الطاقوية اشار الوزير المنتدب إلى ان إفريقيا قارة بحاجة إلى الطاقة لبلوغ التنمية لاسيما في المجال الصناعي مضيفا ان الامر يتعلق خلال هذه القمة بمصادر طاقة متجددة او جديدة على غرار الطاقة الشمسية. و ستتمحور المحادثات حول التغيرات المناخية في اطار القمة المقرر عقدها في الاشهر المقبلة بجنوب إفريقيا. و يتم دعوة القادة الافارقة خاصة المبادرين بالشراكة الجديدة من اجل تنمية إفريقيا النيباد منهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بانتظام للحوار مع نظرائهم في مجموعة الثماني حول التعاون مع إفريقيا. و انطلق هذا الحوار سنة 2000 بمناسبة قمة مجموعة الثماني المنظمة في اليابان باوكيناوا. و تضم مجموعة إفريقيا المدعوة مجموعة 5+3 الرؤساء الخمسة المؤسسين لمبادرة النيباد و كذا الرئاسة الحالية للاتحاد الإفريقي و رئاسة لجنة التوجيه للنيباد و رئاسة الاتحاد الإفريقي. و تتمثل الدول المبادرة بالنيباد في جنوب إفريقيا و الجزائر و مصر و نيجيريا و السنغال. و يمثل اعضاء مجموعة الثماني (فرنسا و الولاياتالمتحدة و روسيا و المانيا و اليابان و ايطاليا و كندا) 15 بالمئة من سكان العالم و 65 بالمئة من الناتج المحلي الخام و ثلثي التجارة الدولية.