واشنطن - حذر رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، الفريق محمد الدابي، يوم السبت من إحتمال إنزلاق الأوضاع في سوريا إلى "صراع طائفي" مما "سيغلق الأبواب" أمام التوصل إلى حل للأزمة السورية. وقال الدابي في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" حول التقارير المتزايدة عن أعمال عنف "طائفية" خصوصا في مناطق كمدينة حمص إن " قلقنا الأساسي هو من تحول النزاع الحالي إلى صراع طائفي بمعنى حصول مواجهات بين الطوائف هناك مجموعات تؤيد المعارضة وأخرى تؤيد الحكومة وأعتقد أنه في حمص مثلا فإن للمعارضة نفوذا أكبر من الحكومة". وأضاف "نخشى أن تتطور الصراعات إلى مواجهات طائفية في المنطقة ونأمل ألا يحصل هذا الأمر لأنه إذا وقع ذلك فسيغلق الأبواب أمام التوصل إلى حل للأزمة السورية". وإتهم الدابي بعض وسائل الإعلام بالتسبب بتصعيد الوضع على الأرض عبر إعطاء تفسيرات لفقرات في تقارير البعثة تتعارض مع حقيقتها. وحذر الدابي من التحريض ضد البعثة وأفرادها باعتبار أن ذلك " يعرقل عملها في بعض المناطق" وذكر بأن البعثة لا يمكنها التحرك في بعض الأحيان بسبب فقدان الأمن معتبرا أن هناك "حرب نفسية" ضد المراقبين. وردا على سؤال حول بيانه الأخير حول تصاعد العنف في سوريا قال انه "بعد عودتنا من القاهرة تزايدت وتيرة العنف بين الجانبين وكل طرف كان يلقي بمسؤولية التسبب بالتصعيد على الطرف الآخر ووقعت أحداث مؤسفة في حماه حيث قتل أحد الرهبان كما وقعت أحداث مؤسفة في ثلاثة من أحياء في حمص وجرت أحداث مؤخرا في محافظة دمشق وفي الرستن ومناطق أخرى". وقال الضابط " التصعيد لم يكن موجودا قبل التقرير ولكن يبدو أن الإشارات الموجودة في التقرير مقابل الأوضاع على الأرض جعلت الأمور تظهر بوضوح خلال الأيام القليلة الماضية وهذا ناجم عن فهم كل جانب لما يحصل". وأوضح ان "المعارضة تعتقد أن نهاية النظام قد دنت والحكومة ترى أن البروتوكول الموقع مع الجامعة العربية يعطيها حق العمل لإيقاف العنف بصرف النظر عن مصدره ولهذا أصدرنا البيان الذي يحض جميع الأطراف على وقف العنف". واعتبر الدابي أنه ليس من مهمة بعثته على الإطلاق إجراء حوار أو تواصل بين الجانبين في سوريا مضيفا ان "مهمتنا واضحة بموجب البروتوكول وهي المراقبة وتدوين كل ما نراه أو نسمعه من الجانبين ولكنني أعتقد أن الحوار هو الحل الأمثل لمثل هذه القضايا". أما بالنسبة للتحديات الأكبر التي تواجهها البعثة حاليا وقدرتها على التواصل مع كلا الطرفين قال الدابي "ليس بوسعنا التواصل مع كافة أطراف المعارضة خاصة وأن القيادة الأساسية للمعارضة والتي لديها القدرة على التأثير والتواصل معنا حول الكثير من القضايا ليست موجودة على الأرض ولم نتواصل معها". وأشار إلى أنه "لذلك نتواصل مع بعض الأخوة في المعارضة على المستوى الشخصي ونتعامل مع كل واحد منهم في منطقته من دون وجود إطار شامل لهم على مستوى البلاد ونأمل أن يتحسن ذلك مع مرور الوقت وأن تزداد ثقتهم بالبعثة ودورها".