أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، يوم الاثنين بالجزائر العاصمة على ضرورة ترقية وتطوير الجامعة لتصبح القرارات الصادرة عنها قوانينا معتمدة في كل البلدان العربية. ففي محاضرة بعنوان "جامعة الدول العربية وآخر التطورات في العالم العربي" القاها السيد العربي بحضور وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي واعضاء السلك الدبلوماسي والمنظمات الدولية المعتمدة بالجزائر أوضح أن ترقية وتطوير الجامعة "يتأتى بالانتقال بها إلى الجيل الثالث من المنظمات الدولية لكي تتحول قراراتها إلى قوانين معتمدة في جميع الدول العربية". وتأسف الأمين العام لجامعة الدول العربية على عدم وجود بند في ميثاق المنظمة الصادر قبل ميثاق الأممالمتحدة ينص على تغيير وتطوير الجامعة على عكس المنظمة الأممية. وألح العربي في هذه المحاضرة التي نظمها المعهد الدبلوماسي والعلاقات الدولية بمقر وزارة الخارجية على ضرورة الارتقاء بالجامعة العربية الى مرحلة يشارك فيها المواطن العربي في أشغالها مشيرا إلى أن جزء من ذلك قد تحقق من خلال البرلمان المؤقت الذي انشئ بموجب القرار الصادر عن قمة الجزائر سنة 2005. كما شدد المتحدث على أهمية الانتقال إلى مرحلة "يشعر فيها المواطن العربي بمردودية نشاط الجامعة على حياته اليومية" من خلال تجسيد مشاريعها على أرض الواقع حتى لا تبق حبرا على ورق. وأضاف السيد العربي في معرض حديثه أن رياح التغيير التي تهب على بعض البلدان العربية " فرضت واقعا جديدا عرفت فيه الشعوب العربية طعما جديدا للحرية واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة والحق في التنمية المستدامة بمعناها الواسع". وأستطرد قائلا أن أي مرحلة انتقالية بعد سقوط أي نظام لا يتسم بالحرية " تكون صعبة وتأخذ وقتا طويلا ويمكن أن تنحرف فيها الأمور نحو الأسوء". وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني ذكر المتحدث بالإنجازات التي حققتها فلسطين مؤخرا على غرار حصولها على العضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وكذلك افتكاكها اعتراف 131 دولة عضو في الأممالمتحدة مرجعا في الوقت نفسه عدم حصولها على العضوية الكاملة في الهيئة الأممية إلى "عدم وجود ديموقراطية في النظام الدولي". وأضاف الأمين العام للجامعة في هذا الصدد أنه "لاتوجد في الوقت الحالي مفاوضات على أرض الواقع بشأن القضية الفلسطينية" مؤكدا على ضرورة "الخروج من دائرة الحوارات الضيقة وتركيز الجهود والتساؤل عن ماذا يمكن تقديمه للقضية". وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد نبيل العربي قد شرع اليوم الاثنين في زيارة عمل الى الجزائر تستغرق ثلاثة أيام لتبادل وجهات النظر والتنسيق حول مختلف تطورات الوضع العربي الراهن. كما ستكون الزيارة أيضا فرصة للتشاور حول سبل تطوير منظومة العمل العربي المشترك لجعلها أداة ناجعة للمساهمة في بناء صرح عربي قوي يستجيب لطموحات الشعوب العربية.