عبرت الجزائر و المجر عن ارادتهما في بعث علاقاتهما الثنائية سيما التعاون الاقتصادي بمناسبة الذكرى الخمسين لارساء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. في برقية تهاني وجهها لنظيره الجزائري مراد مدلسي كتب رئيس دبلوماسية المجر جانوس مارتونيي أن "أجمل هدية لتطوير علاقاتنا الثنائية بمناسبة هذا الحدث هو التعبير عن ارادتنا الثابتة في بعث تعاوننا الاقتصادي الذي كان ناجحا جدا في السابق". و أضاف مارتونيي أن إعادة وضع اللجنة الحكومية المختلطة للتعاون الاقتصادي مؤخرا من طرف البلدين من خلال التوقيع على اتفاق التعاون الاقتصادي و العلمي و التقني "سيجعل من الممكن تحديد التوجهات الضرورية لتحقيق الأهداف المسطرة من قبل الطرفين". و أكد أن المجر البلد الصديق للجزائر منذ أمد بعيد سيستمر في دعم تعميق الحوار في شتى المجالات مع الجزائر و ذلك "أيضا في إطار الاتحاد الأوروبي". في رده على هذه البرقية أوضح مدلسي أن الجزائر و المجر يملكان اليوم أكثر من أي وقت مضى فرصة "توطيد علاقاتهما التاريخية" من خلال "عديد الافاق" التي ترتسم في الأفق. بعد أن ذكر بالتوقيع على "اتفاق بالغ الأهمية" بالنسبة للطرفين خلال زيارة وزير الفلاحة المجري إلى الجزائر صرح مدلسي أن "هذا الاتفاق الاقتصادي الذي ينصب اللجنة المختلطة سيفتح أنا متأكد آفاقا جديدة لتعاون مثمر و مكثف يقوم على المصلحة المتبادلة". و استرسل قائلا أنه "مع سياسة التفتح الشامل التي يدعو اليها بلدكم سيجد المجر إلى جانبه بلدا صديقا منذ أمد بعيد و شريكا قويا مستعد لترقية تشاور سياسي دائم و تبادلات اقتصادية و ثقافية متنوعة على كافة المستويات (...)". و أقامت الجزائر و المجر علاقاتهما الدبلوماسية في 7 أبريل 1962 أي بعد بضعة أيام فقط على التوقيع على اتفاقيات ايفيان (18 مارس) التي وضعت حدا لسبع سنوات من الحرب ضد الاستعمار الفرنسي. و حسب الوزير المجري للشؤون الخارجية فان هذا التاريخ الخاص بارساء العلاقات الدبلوماسية الثنائية "يعبر عن التزام المجر بتعزيز أواصر الثقة و التعاون الثنائي". و لدى اعداده لحصيلة العلاقات الثنائية أشار مانتونيي أن العشريات الخمسة الماضية تضمنت إلى جانب "سنوات التعاون المثمر" "صعوبات جمة" ينبغي على الطرفين تجاوزها. و من جهته أشاد مدلسي ب "الاستعداد و التفهم الذي أبداه الشعب المجري بسخاء" اتجاه الجزائر "من حيث الدعم و التضامن" ابان حرب التحرير الوطني و غداة الاستقلال. و أوضح مدلسي "بالفعل كان صوت الجزائر مسموعا من بودابست خلال السنوات الصعبة من كفاحنا من أجل الاستقلال و استفاد مناضلونا من العلاج بالمستشفيات المجرية و كلها مواقف تستحق الاشادة و التقدير".