وصف الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي يوم الاربعاء عملية اغتيال السياسي المعارض شكري بلعيد ب"المؤامرة" التي تحاك ضد تونس بغية زعزعة الامن والاستقرار وبث الفتنة . وكان رئيس الدولة التونسي قد سارع بالعودة الى بلاده قادما من ستارسبورغ بفرنسا فيما قرر الغاء مشاركته في القمة الإسلامية التي افتتحت اليوم بالقاهرة. وفي تصريح صحفي مقتضب عقب عودته الى تونس ابرز ان المتورطين في مثل هذه الجرائم "يسعون الى زرع" الشكوك بين التونسيين واصفا عملية اغتيال شكري بلعيد ب" المؤامرة " التي تحاك ضد تونس بغية زعزعة الامن والاستقرار وبث الفتنة. وبالمقابل اعرب عن "ثقته" فى اجهزة الامن للكشف عن الجناة حاثا الطبقة السياسية التونسية برمتها على "التحلي" بالحكمة والتعقل والصبر من اجل تجاوز هذه المرحلة العصيبة. ومن جهته اعتبر رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي عملية اغتيال أمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد شكرى بلعيد "جريمة نكراء" فى حق الشعب التونسى وضد مبادى الثورة وقيم التسامح . وفي تصريحات صحفية شدد على ان اغتيال المناضل الراحل يعد "مؤشرا خطيرا يستدعي اليقظة لاحباط" المؤامرات الهادفة الى "استدراج" التونسيين الى العنف "وادخال" التصفيات الجسدية فى "قاموس العمل السياسي" داعياالى "عدم التسرع فى توجيه الاتهامات" للاطراف الحكومية أو الحزبية او غيرها. وخلص الى القول ان جريمة اغتيال شكري بلعيد لا تستهدف شخصه بل تستهدف البلاد بأسرها بل هي"محاولة لضرب الديمقراطية والحريات الاساسية والسلم. وأكد ضرورة شروع كل الفرقاء فى اجراء الحوار من اجل الوفاق الوطني واحداث القطيعة مع المصالح الحزبية والحسابات الانتخابية وجعل تونس فوق كل اعتبار وفق تعبيره . وبالمناسبة تطرق الى مضوع التعديل الوزاري المرتقب مشددا على ضرورة أن يتم هذا التعديل الحكومي فى اطار التوافق بما يخدم مصلحةالبلاد ككل وليس مصالح ضيقة بعينها. وكان المعارض السياسي الراحل يقود تيارا يساريا راديكاليا تحت اسم حزب "الوطنيين الديمقراطيين الموحد" كماعرف بمعارضته الشرسة للحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية وكان يرى في الجماعات الإسلامية"خطرا"على تونس بل ذهب الى حد اتهام الائتلاف الحاكم في تونس " بافتعال الأزمات للتغطية عن فشل الحكومة". وتعتبر عملية الاغتيال هذه الاولى من نوعها التي تشهدها تونس منذ الإطاحة بنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير العام 2011 كما تاتي هذه الجريمة في الوقت الذي تعيش فيه البلاد على وقع توترات حادة ووسط حالة من الاحتقان السياسي الشديد دفع بالعديد من المراقبين إلى توقع الأسوأ بالنظر إلى تزايد التجاذبات بين الائتلاف الحاكم من جهة وقوى المعارضة .