اعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يوم الأحد أن تأجيل الرئيس الأمريكي باراك أوباما للضربة العسكرية ضد سوريا انتظارا لتصديق الكونغرس عليها مجرد "مناورة سياسية وإعلامية". ونقلت مصادر اعلامية عن المقداد في تصريح خاص تشديده على أن سوريا "لا تزال مستعدة لأي هجوم خارجي عليها". ومن جانبه أكد رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان السوري ابراهيم المحمود للمصادر أن حلفاء سوريا "عرضوا الدعم الكامل لدمشق (...) ولكننا لا نريد لأي دولة أن تخوض الحرب بدلا عنا". وقال المقداد الأربعاء أن الحكومة السورية "قدمت أدلة للمفتشين الدوليين تؤكد ضلوع مجموعات ارهابية في قضية استخدام الأسلحة الكيماوية". ومن جهة أخرى لفت المقداد الانتباه إلى أن أي اعتداء عسكري على سوريا "ستكون له تداعيات إقليمية ودولية وآثار مباشرة على دور مجلس الأمن والأمم المتحدة" و ستكون هناك "ردات فعل لا يمكن لأحد التحكم بها لأن لسوريا حلفاء أقوياء". وسبق أن نفى المقداد, في حديث لوسائل اعلامية الأسبوع الماضي, "بشكل قاطع" استخدام الحكومة السورية السلاح الكيماوي في حربها ضد من تسميهم "الجماعات المسلحة الارهابية" في اشارة الى المعارضة واصفا المقاطع التي نشرت عن استخدام الكيماوي في ريف دمشق ب "المفبركة". وبين أن الولاياتالمتحدة في حال أقدمت على عمل عسكري "فإنها ستقتل الأبرياء فقط وستتحمل المسؤولية أمام التاريخ وأمام شعبها". وأكد الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأحد أن بلاده "قادرة على مواجهة أي عدوان خارجي" حسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية (سانا). ويأتي تصريح الرئيس السوري غداة إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قرار بالقيام بعمل عسكري ضد سوريا لكنه سيسعى أولا للحصول على تفويض من الكونغرس. وكانت الأزمة في سوريا قد نحت مؤخرا منحى جديدا بعد هجوم كيميائي مزعوم على منطقة معضمية الشام وبلدات بالغوطة الشرقية في ريف دمشق في 21 أوت الماضي حيث تصاعدت ردود الفعل الدولية المنددة بالهجوم. ورأت بعض الدول وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة بأن ما جر في ريف دمشق من "هجوم كيماوي" محتمل يستدعي الرد دون أن تستبعد أي خيارات بما في ذلك العسكرية. وتتهم المعارضة الجيش السوري بقتل 1300 شخص في هذا الهجوم وهو ما تنفيه "بشدة" الحكومة التي تتهم بدورها مقاتلي المعارضة باستخدام السلاح الكيميائي لاستجرار ضربة غربية.