تتواصل الجهود الدولية لوضع الترتيبات اللازمة لعقد مؤتمر الحوارالسوري "جنيف 2 " الذي من شأنه التوصل إلى حل سياسي بدت ملامحه تتضح بعد التوافق على 22 جانفي المقبل تاريخا لعقده وسط جدل حول قائمة المشاركين وطبيعة القضايا المدرجة على أجندة الحوار. وبعد الإعلان عن تاريخ إنعقاد مؤتمر جنيف 2 المعنى بالحل السياسي للازمة السورية ذكر المبعوث الأممي و العربي المشترك إلى سوريا الاخضر الابراهيمى أمس أنه سيتم عقد مؤتمر تحضيري ثلاثي بين الاممالمتحدة وروسيا والولاياتالمتحدة يوم 20 ديسمبر المقبل. إلى ذلك تعكف الأطراف الدولية في القوت الراهن على ضبط قائمة المشاركين في هذا المؤتمر حيث قال الإبراهيمي في هذا الصدد إن "مناقشة دائرة المشاركين في جنيف 2 لا تزال مستمرة" مؤكدا ان هذا الموعد "سيكون فرصة كبيرة للسلام يجب عدم إضاعتها " وداعيا جميع الأطراف السورية إلى عدم إنتظار موعد عقد المؤتمر وإتخاذ خطوات لوقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين وغير ذلك من الخطوات للتخفيف من حدة الأزمة. وحول طبيعة هذا المؤتمر قال الإبراهيمي أنه "لن يكون حدثا منفردا بل عملية قد تكون طويلة " مشددا على ضرورة أن يكون وفد المعارضة السورية إلى المؤتمر"ذو مصداقية وبأوسع تمثيل ممكن" كما أوضح أن كل القضايا ستكون على طاولة النقاش بما في ذلك تفاصيل تشكيل هيئة إنتقالية للبلاد. ويهدف هذا المؤتمر إلى تطبيق الخطة التي تم إعتمادها يوم 30 جوان 2012 من قبل القوى الدولية الكبرى والدول المجاورة لسوريا أثناء مؤتمر مماثل عقد في جنيف من دون مشاركة و المعروف بإسم "جنيف1" كما يهدف إلى تشكيل "حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة بما في ذلك الأجهزة العسكرية والأمنية على أساس تفاهم متبادل". == إختلاف في وجهات النظر حول مستقبل سوريا بعد الأزمة == وفي غضون ذلك جددت موسكو إستعدادها لمواصلة العمل مع السلطات السورية والمعارضة لتسوية المسائل المتعلقة بالتحضير لمؤتمر"جنيف-2" لضمان نتائج مثمرة مشيرة إلى ان ذلك "سيعود بدرجة كبيرة إلى قدرة الأطراف السورية على الوحدة في التصدي لخطر الإرهاب الذي يجتاح أراضي هذا البلد". وبدورها قالت واشنطن أنها ستنسق مع الأممالمتحدة وشركائها في القضايا المتبقية ومن بينها الأطراف التي ستدعى والجدول الذي سيناقش وأنه "من أجل إنهاء سفك الدماء ومنح الشعب السوري فرصة لتحقيق تطلعاته التي تأجلت طويلا تحتاج سوريا إلى قيادة جديدة". من جهتها أبلغت سورياالأممالمتحدة استعدادها للمشاركة في جنيف2 والمساهمة في إنجاح أشغاله ولكن "على أساس حق الشعب السوري الحصري في البت في مستقبله السياسي واختيار قيادته". وفي رده على التصريحات المتعلقة بوضع المؤسسات الأمنية والعسكرية مستقبلا اكد الإبراهيمي أن "لاشروط قبل المشاركة فى المؤتمر والجلوس الى طاولة التفاوض" أما بشأن هيئة الحكم الإنتقالي وصلاحياتها أوضح المبعوث الأممي أن تلك الهيئة ستكون بصلاحيات كاملة وذلك وفقا لما جاء به اعلان جنيف فى 30 جوان 2013 وأن الصلاحيات سيحددها المتفاوضون من خلال المفاوضات معا في "جنيف2 ". ووافقت المعارضة السورية التي تعاني من انقسامات داخلية في وقت سابق من هذا الشهر على المشاركة في المؤتمر ولكنها إشترطت إقصاء الرئيس بشار الأسد من السلطة الانتقالية للبلاد كما وضعت المعارضة أيضا شروطا بشأن إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة التي تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة بالإضافة إلى إطلاق سراح المعتقلين الذين تحتجزهم القوات الحكومية. == جدل حول مشاركة السعودية و إيران في مؤتمر الحوار السوري == إقليميا لم تحسم لحد الآن مسألة مشاركة السعودية وإيران في "جنيف 2 " حيث أوضح الإبراهيمي أن "هاتين الدولتين ستكونان من المشاركين المحتملين" مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة وروسيا والأممالمتحدة لم تتفق بعد على مشاركة إيران. وفي هذا الصدد أوضح مسؤول غربي ان تسوية يمكن أن تحصل بشأن هذه النقطة تشارك بموجبها إيران والسعودية في اجتماعات على هامش المؤتمر من دون أن تشاركا في المحادثات نفسها بينما قال الممثل الخاص لبريطانيا لدى المعارضة السورية جون ويلكس إنه على إيران أن "تثبت عمليا وقوفها إلى جانب الحل السلمي". غير أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أوضح إن الجديد حول برنامج إيران النووي قد يكون له أثر إيجابي في تحقيق توافق دولي محتمل حول كيفية حل الأزمة السورية خاصة و انه يشير الى مفاوضات سياسية ناجحة في حل القضايا الإقليمية الصعبة. وفي سياق متصل يرى محللون أن التوصل إلى تحديد موعد لمؤتمر جنيف 2 مرتبط أيضا بالتقدم الذي أحزره الجيش السوري على أرض الميدان من خلال استعادة السيطرة على بعض المناطق الاستراتيجية التي كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة في عموم المحافظات السورية. ويظهر التقدم الميداني للجيش السوري من خلال إسترجاعه عدة بلدات في ريف حلب في وقت ارتفعت فيه حدة الاشتباكات بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في منطقة "القلمون" بريف دمشق. كما استهدفت المعارضة المسلحة مطار "النيرب" العسكري في "ريف حلب" بصواريخ "كاتيوشا" وحققوا إصابات مباشرة بينما لقي11 مواطنا سوريا حتفهم وأصيب 20 أخرون جراء ''إعتداء إرهابي'' بقذائف الهاون على حي "الجميلية" بمدينة حلب شمال سوريا أمس الإثنين. وكانت وحدات من الجيش السوري قد أحبطت يوم 23 نوفمبر الجاري محاولة إرهابيين التسلل إلى المناطق الآمنة في أحياء "صلاح الدين" و"الأشرفية" و"محلة الحميدية" و"السويقة" بمدينة "حلب القديمة" وأوقعت العديد منهم بين قتيل ومصاب بينما دكت وحدة ثانية تجمعات للإرهابيين على "دوار الحلوانية" في حلب.