الجولة التي قام بها الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة السيد بان كي مون للمنطقة لم تلق في المغرب ذلك الاهتمام الذي كان متوقعا سياسيا و إعلاميا بالرغم من انها أول زيارة له للمنطقة من أجل المساهمة لايجاد حل للنزاع في الصحراء الغربية. فعلى مستوى الرسمي لم يصدر أي تعليق أو رد فعل على هذه الجولة التي شملت موريتانيا ومخيمات اللاجئين الصحراويين والمناطق الصحراوية المحررة قبل ان يختتم بان كي مون جولته بزيارة الجزائر على مدى يومين. ففي الوقت الذي اكتفت فيه وسائل الاعلام العمومية و في أحسن الحالات نقل بعض النشاطات الرسمية للامين العام الاممي كالاستقبالات الذي حظي بها على أعلى مستوى في كل من الجزائروموريتانيا إتجهت وسائل الاعلام الاخرى بما فيها الالكترونية الى طرح أسئلة حول "توقيت الزيارة و أهدافها والأسباب الكامنة وراء تأجيل الزيارة الى المغرب". وقد اثار توقيت و سياق هذه الجولة التي أتت وسط "توجس" الرباط "كثير من التساؤلات" حسب ما ذهبت اليه الصحافة المغربية التي ترى أنها تأتي من جهة "قبيل إنعقاد دورة مجلس الأمن في افريل" ومن جهة ثانية "تأتي في آخر سنة من ولاية بان كي مون على رأس الاممالمتحدة". و أعتبرت وسائل الإعلام مستندة الى شخصيات دبلوماسية سابقة تارة او محللين تارة أخرى إلى ان المغرب لم يستقبل بان كي مون لأنه "لا فائدة من وراء زيارته في هذا التوقيت" قبيل اجتماع مجلس الأمن حول الصحراء الغربية و أن هذه الزيارة لن تخدم إلا الطرف الآخر (جبهة البوليساريو). كما تساءلت "عما عسى بان كي مون ان يقدم في اللحظات الأخيرة وهو يجمع حقائبه" ويستعد لمغادرة منصبه في نيويورك، مذكرة بما أعتبرته "فشل سلفيه كوفي عنان وبطرس غالي في الوصول إلى حل للنزاع" في إشارة الى أن نفس المآل ستؤول إليه مساعي بان كي مون. وركزت بعض وسائل الاعلام خاصة الالكترونية منها على "هوامش" الجولة خاصة في محطتها بمخيمات اللاجئين الصحراويين آخذة على الأمين العام حديثه عن حل للنزاع "مبني على أساس تقرير مصير الشعب الصحراوي". واعتبرت ذلك إشارة إلى "دعم" بان كي مون لجبهة البوليساريو. وكان الامين العام لمنظمة الأممالمتحدة قد إستهل أول جولة له للمنطقة بزيارة للعاصمة الموريتانية نواكشوط حيث استقبل يوم الجمعة الماضي من طرف الرئيس محمد ولد عبد العزيز قبل توجهه الى مخيمات اللاجئين الصحراويين حيث كانت له لقاءات مع المسؤولين الصحراويين، كما تنقل الى الاراضي الصحراوية المحررة ببئر لحلو. و في الجزائر التي حظي بها الامين الاممي باستقبال من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قال السيد بان كي مون أن منظمة الأممالمتحدة تسعى إلى التوصل إلى "حل سياسي عادل و دائم و مقبول من كلا الطرفين"، المغرب و جبهة البوليساريو، حل -كما قال- "قائم على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير". و كان قد أكد في وقت سابق أنه طلب من مبعوثه الشخصي للصحراء الغربية، كريستوفر روس، "استئناف جولاته" من أجل بعث المفاوضات بين طرفي النزاع في إطار تسوية المسألة الصحراوية. كما أعلن أنه "سيدعو قريبا إلى تنظيم اجتماع للدول المانحة من أجل جمع أموال تمكن من الاستجابة لاحتياجات اللاجئين الصحراويين".