شكل مخطط تهيئة الإقليم للهضاب العليا الغربية محور اليوم الدراسي الذي نظم يوم الإثنين بالبيض. و يندرج هذا اللقاء في إطار الإنتقال إلى المرحلة الثانية من هذا المخطط الذي تم في المرحلة الأولى منه إجراء تشخيص دقيق لواقع إقليمالولايات الخمس المعنية بهذا المخطط (البيض-النعامة-سعيدة- تيارت - تسمسيلت) كما أوضح ممثل وزارة تهيئة الإقليم و البيئة. و أبرز مجيد سعادة أهمية هذه المرحلة من المخطط لإثرائه في إطار التشاور الجواري بما يسمح برفع مختلف الإنشغالات الخاصة بكل ولاية وذلك بالتنسيق مع كافة الفعاليات الإقتصادية و الشركاء الإجتماعيين في مختلف الميادين و المسؤولين والمنتخبين المحليين بهدف بلورة نظرة واضحة حول أهداف هذا المخطط التوجيهي الممتد لآفاق2030 والقابل للإثراء كل خمس سنوات. و ذكر ذات المسؤول في هذا الصدد أن التوجهات الكبرى لهذا المخطط الواعد ترمي بالأساس إلى استغلال جميع الطاقات والإمكانيات التي يتوفر عليها إقليم الهضاب العليا الغربية ضمن نسق متكامل يرمي إلى تحقيق تنمية مستدامة. ويعتمد هذا التوجه كما أضاف السيد سعادة على توفير بنى قاعدية أساسية ضمن حلقة التكامل الإقتصادي تحافظ على الثروات الطبيعية و تحقق أرضية تنموية قائمة على دراسة علمية سوسيو إقتصادية سيما و أن الدولة قد دخلت مرحلة البرنامج الخماسي الجديد والذي وفرت له إمكانيات هامة لتجسيد المشاريع المبرمجة. ومن جهته قدم ممثل المكتب الوطني للدراسات للتطوير الريفي عرضا تقنيا لخصوصيات إقليم الهضاب العليا الغربية التي يشمله نفس المخطط التوجيهي مؤكدا أن مجموع ولايات البيض وتيارت والنعامة وسعيدة و تسمسيلت تشترك في جملة من الخصوصيات مرتبطة بطابعها الفلاحي الرعوي و الثروة الحيوانية المتواجدة بالجهة إضافة إلى عدد من العوامل الجغرافية الخاصة بالأراضي السهبية و شبه الصحراوية بالإضافة إلى عامل المناخ و التركيبة الإجتماعية و هي كلها عوامل تم تبنيها في إعداد دراسة هذا المخطط لأجل بلوغ مختلف الأهداف المسطرة. و أضاف أن التحكم في استقرار السكان و مكافحة ظاهرة النزوح الريفي تندرج ضمن اهتمامات نفس المخطط التوجيهي الذي يتوخى من خلاله توفير جملة من الآليات لتحسين المستوى المعيشي عبر المناطق الحضرية و الريفية في آن واحد إضافة إلى تأهيل الهياكل القاعدية و فك العزلة عن بعض المناطق المدرجة ضمن نفس المخطط و التحكم في الموارد المائية و توزيعها بشكل عادل سواء تلك الموجهة للإستهلاك أو للسقي الفلاحي. كما يرمي المخطط إلى المحافظة على الثروة السهبية من خلال تثمين نظام المحميات و استغلال الخصوصيات الثقافية و العادات و التقاليد و ترقية السياحة الصحراوية خصوصا و أن هذا الإقليم يتمتع بجملة من الإمكانيات الخاصة بالقصور التاريخية و الواحات. وتركزت المناقشات التي أعقبت هذا العرض على ضرورة تدعيم هذا المخطط التوجيهي بجملة من التوصيات و الإقتراحات بما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة. وللإشارة فان هذا اليوم الدراسي الذي نظمته مديرية البيئة جرى بحضور السلطات الولائية والمنتخبين المحليين وعدد من ممثلي الحركة الجمعوية الفاعلة بولاية البيض.