تميزت الزيارة التي يقوم بها الرئيس الصيني هو جينتاو إلى فرنسا بالتوقيع على مجموعة من العقود و اتفاقات تعاون تشمل ميادين استراتيجية. و حسب رئاسة الجمهورية الفرنسية فان مبلغ هذه العقود اهم من ذلك الذي ميز عقود الزيارات السابقة التي قام بها قادة اوروبيون إلى بيكين او صينيون إلى الخارج. فقد تم التوقيع اليوم الجمعة على عدة اتفاقات بعد تلك التي أبرمت أمس بمقر حركة رؤساء المؤسسات الفرنسية (ميديف) بباريس في بداية زيارة الرئيس الصيني إلى فرنسا و ذلك لصالح مؤسسات فرنسية. و يتعلق الامر بثلاثة عقود بمبلغ اجمالي يقدر ب 1ر1 مليار يورو بين المؤسسة الفرنسية الامريكية الكاتيل-لاسنت و المتعاملين الصينيين للهاتف النقال و اتصالات الصين (شاينا موبيا-شاينا تيليكوم و شاينا اونيكوم). و قد جرى حفل التوقيع بحضور الوزير الصيني للتجارة شان ديمينغ و وزيرة الاقتصاد كريستين لاغارد و رئيسة الميديف لورانس باريزو. و دعت وزيرة الاقتصاد خلال هذا الحفل إلى علاقة "قائمة على الصداقة و الضرورة". كما بعد ان اعترفت ان "الاستثمار الفرنسي في الصين ارتفع في 2009 ب 11بالمائة بينما انخفضت الاستثمارات المباشرة الاجنبية ب 12 بالمائة" عبرت لاغارد عن ارتياحها لكون أصبحت فرنسا اليوم المصدر الاوروبي الثاني نحو الصين بعد المانيا. كما دعت إلى "احترام الملكية الفكرية" في اشارة إلى ظاهرة التقليد و إلى "التعامل السوي بين المؤسسات الصينية و الفرنسية". و ترى الوزيرة الفرنسية للاقتصاد ان ميادين تجارية جديدة سيتم استغلالها وهي قطاعات المالية و الصناعات الغذائية و التنمية المستدامة. و من جهته أكد وزير التجارة الصيني أن "الفائض التجاري" لم يكن من بين أهداف الصين معبرا عن أمله في أن تفتح فرنسا و الصين سوقيهما أكثر فأكثر. و بموجب الزيارة التي يقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا تم التوقيع يوم الخميس على عقود قيمتها 20 مليار دولار لصالح شركات فرنسية. و يتمثل المستفيدون الرئيسيون في قطاع الطيران حيث ستقوم شركة "أربوس" بتسليم 36 جهازا (A320-A350) بقيمة 65ر2 ملايير دولار و الشركة الطاقوية "أريفا" لتموين مجمع الكهرباء الصيني ب 20.000 طن من الأورانيوم بقيمة مالية تقدر ب 5ر3 ملايير دولار. كما انضمت شركة توتال إلى شركة "سي بي إي" الصينية لإنشاء مصنع لتغويز الكربون و هو مشروع يقدر بين 2 و 3 ملايين يورو. و كانت الشركات الفرنسية قد وقعت في 2007 على حوالي 20 مليار أورو من العقود خلال الزيارة الأولى التي قادت الرئيس ساركوزي إلى بكين. غير أن العلاقات الفرنسية الصينية تميزت بفترة طويلة من البرودة قبل أن تتعزز بموجب زيارة الرئيس الفرنسي إلى بكين في أبريل 2010. و من المنتظر أن يتوجه الرئيس الصيني مساء اليوم الجمعة إلى نيس حيث سيجري محادثات مع الرئيس ساركوزي. كما سيزور مجمع "شنايدر إلكتريك" بكاروس (جبال الألب) قبل ان يتوجه إلى لشبونة التي تعد المحطة الثانية من سفره إلى أوروبا.