أكد المشاركون في الملتقى الوطني الأول حول "مسألة الهوية والإنية عند مولود قاسم نايت بالقاسم في ظل العولمة" الذي احتضنته جامعة الحاج لخضر بباتنة على ضرورة إعادة نشر أعمال هذا المفكر في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية. وتضمنت التوصيات التي توج بها الملتقى بعد يومين من المناقشة الدعوة إلى عقد المزيد من الملتقيات والندوات للتعريف بفكر هذا العلامة الجزائري وخاصة نظريته في مسألة الهوية وجهاده من أجل تعزيز عناصر الشخصية الوطنية ودفاعه عن ثوابت الأمة. ودعا المشاركون أيضا إلى إعادة إحياء وتجديد ملتقى الفكر الإسلامي تكريسا لقيم الحوار الثقافي والتسامح الديني وكذا العمل من أجل إعادة قراءة مشروع المفكر مولود قاسم نايت بالقاسم الحضاري و إبراز مفاهيمه الفلسفية والدينية والوطنية مع السعي لإنشاء جائزة ترعاها مؤسسة العلامة بالتعاون مع المجلس الإسلامي الأعلى تسلم للفائز بأحسن بحث في مجال الثقافة والفكر الإسلاميين وتسمى "جائزة مولود قاسم للفكر الإسلامي". و انكب أساتذة جامعيون من مختلف أنحاء الوطن وممثلون عن المجلس الإسلامي الأعلى و كذا مؤسسة مولود قاسم خلال يومين على دراسة مفهوم الهوية والإنية عند مولود قاسم نايت بلقاسم الذي كان يجزم حسب التدخلات بأن الشعب الجزائري ما كافح إلا من أجل المحافظة عليهما واسترجاع شخصيته وأصالته. فالإنية عند مولود قاسم مرتبطة حسب تدخلات المشاركين بالهوية ومرتبطة بالأصالة وهي ببساطة الوعي بالذات وبالخصائص التي تميز الشخص عن غيره. و أجمع المشاركون على وجوب ترجمة التراث الجزائري ترجمة سليمة إلى جانب ربطه بمخابر و وحدات البحث بالجامعة الجزائرية حتى يستفيد الطلبة والباحثون منه و من الشخصيات الفاعلة في المجتمع من أمثال العلامة و المفكر مولود قاسم نايت بالقاسم. أما رئيس مؤسسة مولود قاسم نايت بلقاسم الأستاذ عبد الحميد مهري فأكد بأن مثل هذه التظاهرات العلمية التي تسعى للتعريف برجالات العلم والمعرفة لكفيلة بإثراء الفكر الجزائري في القضايا الأساسية للمجتمع في حين يعطي تكرارها و استمرارها حيوية للمجتمع. وعن اختيار شخصية مولود قاسم نايت بلقاسم لتكون موضوع ملتقى وطني أوضح من جهته رئيس المجلس العلمي لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية و الإسلامية بجامعة الحاج لخضر بباتنة الأستاذ عبد الحليم بوزيد بأنه جاء بحكم مواقفه الصلبة في الحفاظ على الشخصية الجزائرية و نظرا لأن هذا المفكر كان شخصية وطنية فاعلة في الساحة الجزائرية بالإضافة إلى أفكاره وآثاره التي تجاوزت حدود مكانه وزمانه مع حبه اللامتناهي للجزائر والعربية والإسلام فهو المفكر و الفيلسوف الذي سعى طيلة حياته لربط الجزائر بأصالتها الإسلامية العربية دون إغفال تراثها الأمازيغي. و للإشارة استقطب هذا الملتقى الذي حضرت فعالياته أرملة و ابنة المفكر مولود قاسم نايت بلقاسم عددا كبيرا من الطلبة الذين تفاجأ بعضهم بهذا النموذج من المفكرين الجزائريين.