إن موت النقد الذي اغتاله الناقد نفسه يجعل الحياة الأدبية تمشي في أمزجة العامة من دون مراجعات دقيقة، وتروج لأشياء ونصوص تنتهي بنهاية ضجيج التعليق ومرور الموسم.
اختفى الناقد من حياتنا الأدبية نهائياً أو يكاد. وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" (...)
كان أول طريق تجاري يتأسس في التاريخ ويربط الصين بالشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط وأوروبا وأفريقيا، طريق تجاري حقيقي وواقعي على الخريطة ولكنه ومن خلال الكتابات المختلفة الإبداعية والأسفارية تحول إلى طريق متخيل وغامض وانزياحي، وأصبح أكبر من (...)
في مجتمعنا الجزائري، والصورة نفسها، وإن بدرجات متفاوتة، في بلدان شمال أفريقيا والعالم العربي، كل نشاط يدوي يعدّ عملاً مهمشاً غير ذي أهمية على الرغم من ضرورته القصوى في الحياة اليومية للفرد والجماعة.
في المجتمع الجزائري هناك هوة عميقة ما بين العمل (...)
"أكتب بالفرنسية وأبكي باللغة القبائلية"، هكذا اختزل جان الموهوب عمروش مأساتنا نحن جميعاً كتاباً وكاتبات، الذين نعيش نوعاً من الخيانة تجاه أمهاتنا حتى وإن كنا نحبهن كثيراً، حتى وإن كنا نقدسهن حد العبادة.
قال الشاعر الجزائري الكبير المجاهد جان الموهوب (...)
بعد موت المؤلف، هل هي ساعة الحديث عن موت القارئ التقليدي؟ هل هي بداية نهاية طبائع قراءة تأملية عمودية تكرست منذ قرون، بالتالي علامة ميلاد طبائع القراءة الاستبدادية المتوحشة؟
نحن على عتبة زمن جديد في القراءة، زمن ثقافي وفني بحمولة سيكولوجية واجتماعية (...)
هي حكاية التلميذة التي أصبحت روائية في أسبوع! إنها حكاية واقعية رواها لي صديق وأستاذ يدرس في إحدى جامعات المدن الداخلية الجزائرية، وهي حكاية ليست معزولة أو من المتفرقات الثقافية (Un Fait divers)، لا يمكنها أن تمر من دون قراءة دقيقة وفاحصة لما تحمله (...)
الرخويات الثقافية هي "أشباه المثقفين" الذين ينبتون كالطفيليات على أطراف الأدب والصحافة والفن والمسرح والسينما والدين والسياسة، وهي ظاهرة عامة أغرقت الفضاءات الثقافية العربية والمغاربية، وكرست وجودها ودعمته وسائل التواصل الاجتماعي.
لقد فرغت الهواتف (...)
كل مجتمع يكون فيه حس المواطنة حاضراً إلا ويكون ذلك متوازياً مع هاجس البحث عن الأمن الغذائي، وهذا موقف صحي ويجب تثمينه والدفاع عنه، فالمجتمع أو الأمة التي لا تستطيع أن تؤمن قوت أبنائها لا تستطيع أن تؤمن كرامة المواطن فيها، فالمناعة الأولى لأي أمن هو (...)
منذ ما يزيد على ربع قرن وأنا أراقب طلاب العلوم الاجتماعية والإنسانية، وبالأخص طلاب قسم اللغة العربية وآدابها، سنة بعد أخرى، دفعة بعد أخرى، منذ أن كنت أستاذاً مساعداً إلى أن أصبحت أستاذ كرسي بالجامعة، ومنذ ثلاثين سنة وأنا أجمع بعض الملاحظات بشكل عفوي (...)
أكثر فأكثر يشتد الخناق على القارئ، يوماً بعد يوم يزداد الخناق على الأدب جراء تهافت حس التسليع و"الماركتينغ" من جهة والحصار الذي تمارسه وسائل الإعلام من جهة أخرى. وفي هذه الوضعية السوسيو-ثقافية يبدو مخيالا القارئ والكاتب مستهدفين على حد سواء، والحرية (...)
تفتح "فيسبوك" صباحاً فتلقاك أخبار الموت. الإعلان عن موت القريب والجار والصديق والغريب والبعيد، الصغير والكبير، موت بالوباء وموت في حوادث المرور وموت في حوادث العمل وموت بالأمراض المزمنة وموت الشيخوخة وموت بالانتحار. موت بكل الألوان!.
تقلب المنشورات، (...)
كالعادة وككل عام، احتفل العرب العاربة والعرب المستعربة قبل أسابيع، أي في 18 ديسمبر (كانون الأول)، بكثير من الحس الفروسي باليوم العالمي للغة العربية. هذه اللغة الجميلة التي حملت ذات زمان في مفرداتها جوهر الحضارة الإنسانية، يتم اليوم اغتيالها بحبها (...)
لقد ولّى عصر الحلم القومي الفضفاض والفروسي، انتهت الأناشيد الحماسية التي ظلت تصدح في الإذاعات والتجمعات والأحزاب، مشيدة بالقومية وبالنهضة العربية الثانية تارة والخلافة الإسلامية تارة ثانية.
لا يمكننا اليوم، حين الحديث عن "نهضة"، التفكير في شأنها (...)
حيرة وضياع وفوضى تجتاح الحقل الثقافي والإعلامي والجامعي في العالم العربي وشمال أفريقيا، تقف وراء هذا الوضع مجموعة من "النقاد" الجامعيين أو المدّعين سلطة النقد الأكاديمي.
"التعالم" ظاهرة تطغى على ساحتنا النقدية الجامعية، ومن هذا "التعالم" ينتج العجب (...)
في الوقت الحرج، نعرف قيمة الثقافة والفن، نعرف منسوب حاجة الإنسان إلى الثقافة ودرجة اهتمام الدولة بها كقيمة مفصلية لبناء مواطن قادر على مواجهة المستقبل بكل مصاعبه وكوارثه.
كانت الجائحة التي عمت العالم كفيلة بتقديم صورة عن واقع القوة الناعمة التي (...)
منذ أن أطلق المفكر والروائي الإيطالي أمبرتو إيكو (1932-2016) عبارته الشهيرة واصفاً شبكات التواصل الاجتماعي "بفضاء الحمقى" والجميع يردد هذه العبارة الوازنة سياسياً وأخلاقياً وثقافياً، كلما حانت ساعة نقد "ثقافة" شبكات التواصل الاجتماعي وجنودها. لكن (...)
المؤسسات الثقافية في البلدان العربية والمغاربية تتحمل مسؤولية الثقافة العنصرية التي مازالت طاغية فيما يصمت عنها الجميع. خديجة بن حمو تعرضت لجريمة أيديولوجية لأنها سمراء البشرة لو حدث ذلك في بلد أوروبي أو في اليابان أو في الولايات المتحدة الأميركية (...)
من زمن كانت فيه "بيروت تطبع والقاهرة تكتب والعراق يقرأ" إلى هذا الزمن حيث "الجميع يطبع ولا أحد يقرأ" ما الذي يجري من حولنا أيها السادة؟ حتى وإن قال عنها أدونيس ظلما "بيروت مدينة بلا هوية" فهذا غير صحيح على الإطلاق وجناية في حق حقل الرموزية العربية. (...)
هي الأصوات النكراء النكرة عادت لتعوي باسم الدين السياسي، في جزائر كنا نعتقد بأنها تسير بسلام نحو السلم واحترام الاختلاف وحقوق الإنسان، عادت هذه الأصوات النشاز مستثمرة كالعادة عفوية وبساطة الثقافة الدينية لدى المواطن الجزائري، الذي تربى في أحضان (...)
أذكر، إن أول من استعمل مصطلح (الشيتة) بحمولته السياسية كمرادف للتملق والتزلف والخصي والرشوة السياسية هو الرئيس الراحل أحمد بن بلة رحمه الله، كان ذلك على قناة التلفزة الوطنية في عصرها الذهبي الذي لم يدم طويلا، عصر عبدو ب الله يرحمه.
ومن يومها، أصبح (...)
إسرائيل تتفتت من الداخل، هذا المجتمع الذي طويلا ما كان يُقدم في الإعلام الغربي على أنه متلاحم واسمنتي، ها هي بوادر التفكك قد بدأت تأكل مفاصله، ما كان، ولزمن طويل، مستورا ومستترا في هذا المجتمع المشكل من إثنيات وأقليات، تفكك بدأ يظهر للعيان. البلد (...)
بدعوة من "نادي الحكمة" وبحضور إدارة وبعض أساتذة وجمع غفير من طلبة المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة، ألقيت محاضرة حول: "أسئلة المقروئية في الجزائر"، كان ذلك يوم الثلاثاء 10 ديسمبر الجاري.
* أمران أثارا انتباهي وأنا أدخل، وثم أعبر في (...)
في هذا المقال سأطرح مجموعة من الأفكار مافتئت تراودني منذ أحداث سبتمبر 2001، وهي إشكاليات تمس في العمق: علاقة الدين بالسياسة، علاقة الدين بالتاريخ، علاقة الدين بالثقافة، علاقة الدين باللغة، وما قد يترتب عن هذه العلاقات من مخيالات جديدة ورؤى متقاطعة، (...)
(الحلقة الثانية)
بكل تلك الشجاعة الفكرية، بكل ذلك الخلق اللغوي، لا أعتقد أن محمود المسعدي كان يبحث فقط عن نص "مدهش"، إنه كان يسعى أيضا التأسيسَ لقارئ عربي جديد.
* من معاناة الكتابة إلى معاناة القراءة
فالكتابة كمشروع أدبي جمالي فلسفي (...)
"الناسْ تَغْلَبْنِي وأنا نَغْلَبْ طاطا أخْتِي" هكذا تقول الحكمة الشعبية العميقة في هذا القول المختصر المفيد وقد يقولها البعض الآخر في صيغة أخرى: "الناس تحقرني وأنا نَحْقَرْ عيشة مْرَتِي"، وفي الصياغتين المذكورتين وفي صياغات أخرى شبيهة بذلك تقال هنا (...)