أبناء الصحراء أو أبناء الجنوب في الجزائر الحبيبة لا يختلفون عن سفينة الصحراء الجمل في الصبر والتحمل ،حتى أن صفة ستظل لصيقة بهم بأنهم لا ينفعلون إلا إذا طفح الكيل و بلغ السيل الزبى بلغت الأمور ذروتها.
و إن كنت لا أحبذ هذه التفرقة شمال جنوب فالجزائر (...)
تنساب من ركن في ذاكرة أيوب أصوات تردّد: *حبْشي، حبْشي ما بْغى يمشي ، اطلق سراحه يا ربّي*، و عبد النور يتهادى في قفة سعف النخيل كحبّة بطيخ بقميص أصفر رثّ وسروال أخضر قصير إلى ما تحت الركبة قليلا يكشف رجليه الصغيرتين. أخته مبروكة بقامتها الفارعة (...)
إنّ الأدب الذي هو شكل من أشكال صناعة الجمال في عالمنا، هو أيضا مرآة تعكس فكر و رؤى مجتمع ما ، و معين يصبّ فيه الأديب أحلامه و أفكاره، آلامه و آماله بلغة ملك ناصيتها و طوّعها بإزميل جمال المعاني ممّا جعل السؤال ملحا يتداوله المفكرون و الباحثون : هل (...)
حافية القلب أمشي على إحساس الموج الرهيف ..
أتهجى أنشودة الصبر ، تمتصني مرارته فألفظ أشجارا بلا ظلّ..
الموج يتلوى يفلت من قلب البحر ، يعانق الغيمة المتعبة من قيظ الوجع،
يركل يوما آخر يفلت من حلمي و يبقي الغصّة تتدحرج في فنجان قهوتي ، تذيب السكر و (...)
الإهداء : إلى أمّ أمجد
كان صوت الجدّة يتناهى إلى سمعي و هي توصي المولود الجديد في احتفالية العقيقة، تدافعت الوصايا أشبه ما تكون بتمائم علّقت على شجرة حياته التي ستعرف لحظات تورق فيها أزهارها، و لحظات تحول الزهرة إلى ثمرة قد لا تذو ق حلاوتها ، و قد (...)
الليل يمدّ كفّه المعتمة يطبقها على فم المدينة فتكفّ عن الكلام.....الأنوار خافتة، البلدية التعيسة تتعمّد تعتيم الأشياء والإنارة العمومية آخر اهتماماتها..الحُفر لا ترحم، أكلتُ من العثرات ما جعل حذائي يفتح فاه..تبّا لهذا المدعو السي قدور لا يكف عن (...)
أوبيرات حول بطلات الثورة التحريرية في الأفق
الشاعرة الدكتورة ليلى لعوير أستاذة محاضرة بقسم اللغة العربية، كلية الآداب والحضارة الإسلامية بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، نالت الجائزة الأولى في الشعر بجامعة الأمير في الملتقى الدولي (...)
عندما تقودك الرحلة إلى مدينة القنادسة على بعد 20 كم من ولاية بشار، ستكون على موعد مع الدخول إلى عوالم صوفية بزاوية الولي الصالح سيدي محمد بن بوزيان بالقصر العتيق ، سيشدّك النمط المعماري للقصر و المواد البسيطة التي بني بها، ستتلمس الطوب وتستأنس كثيرا (...)
أصعب ما يمكن أن يحدث لك، هو أن تنهض ذات صباح فلا تعثر على وجهك في المرآة، تضيع ملامحك كما يضيع منك حلم.. تحني ظهرك، تمدّ يدك للصنبور، تفتحه فيتقاطر مداد أسود يغرقك كورقة تطايرت من كراس قديم.. تلتحف جسدك المتهالك، تنتعل حذاء فاغرا فاه، وتغادر دون أن (...)
يقول ابن عربي: ما تخلّل شيء شيئا
إلا كان محمولا فيه.
للمدى عطر الغياب
حين تحوم الفراشات حول
ظلال الأنا
جحيمك يتوعّدها بتوهّج قاتل
يوغل ضفائري في الحضور
أنا النخلة أسكنك ليتسع المعنى
في ضيق العبارة
تتناسل منها الرؤى الفيلسوفة
حبّات رمل يلتحف بها غيم (...)
«أخيرا تحقق الحلم وزرت تندوف. كيف يكتب المرء عن شمال البلاد ولا يكتب أيضا عن جنوبها، أليس الشمال والجنوب يمثلان جناحين من طائر واحد وهما نقطتان بلون واحد على خارطة الوطن وهوية إنسانه، فالأطراف، وإن تباعدت، هي جزء حيوي من الكل. وما تندوف وتمنراست (...)
كان بياضها الناصع لا يقاوم، كانت أشبه ما تكون بالتوت الأبيض قبل أن تحوّله الأسطورة إلى توت أحمر، أغرتني بالارتماء في حضنها، أنزلتني من شاشتي الزرقاء إلى انبساطها، فرحت أحقق لها أمنية دفينة في ثناياها لمعانقة حبيبها القلم، راح حبره يتدفق وينساب بين (...)
هو أحد صباحاتي الباردة يتكوّم غيمه في روحي، أقف في المطبخ أعدّ القهوة، تربّت رائحتها على شيء بداخلي، تتسارع حركاتي وأنا أضع على المائدة الفناجين، علبة المربّى، علبة الزبدة، تصطدم يدي بيده وهو يضع طبق الجبن، تتغلغل نظراته في روحي، آخذ مكاني في المقعد (...)
رغم قسوة ومرارة التهميش والإقصاء، إنه المثقف، القاص، المبدع ورائد من رواد البحث في سوسيولوجيا الرواية في الجزائر، شاءت الأقدار أن يعاني من مرض عضال في صمت ليختطفه شبح الموت في 29 أوت 1993م.. لحظة الفراق قاسية ، والطريق دون سند صعب وأكثر وعورة.. في (...)
^ كلّ الاستعدادات تمّت وأصبحتُ جاهزة للانطلاق إلى مكتب البلدية مدجّجة بالصبر وطول النّفس وإلغاء الذات وكلّ ما من شأنه أن يبقيني على قيد الحياة.
خيّل إليّ من طول الدودة أنّها جسر يوصل إلى غزّة، يا فرحتي سأنعم بفرصة مساعدة إخوتي في غزة أو أظفر (...)
محمد الصغير داسة، هذا الكاتب القاص الذي نعتز كثيرا بحضوره المميّز في جريدة ''الحوار'' وفي غيرها من المواقع الأدبية الراقية كموقع أصوات الشمال، فهو يبدع ويعلّق على أعمال المبدعين بشكل لافت للانتباه، حاولنا النيل منه فنال منا عبر هذا الحوار.
في مقدّمة (...)
محمد الصغير داسة، هذا الكاتب القاص الذي نعتز كثيرا بحضوره المميّز في جريدة ''الحوار'' وفي غيرها من المواقع الأدبية الراقية كموقع أصوات الشمال، فهو يبدع ويعلّق على أعمال المبدعين بشكل لافت للانتباه، حاولنا النيل منه فنال منا عبر هذا الحوار.
في مقدّمة (...)
كلّ الاستعدادات تمّت وأصبحتُ جاهزة للإنطلاق إلى مكتب البلدية مدجّجة بالصبر وطول النّفس وإلغاء الذات وكلّ ما من شأنه أن يبقيني على قيد الحياة· وجدت نفسي أمام دودة خيّل إلي من طولها بأنّها جسر يوصل إلى غزّة، يا فرحتي سأنعم بفرصة مساعدة إخوتي في غزة أو (...)
تعالى الصوت أكثر:
يا أيّها الناس، اسمعوا وعوا
إشرأبّت الأعناق والتفّت في صورة كاركاتيرية غريبة، فكّرت أن أخالفهم، أن أخفي رأسي كسلحفاة، تكوّرت في الزاوية، لكنّ خيطا رفيعا تسرّب من عين والدي لامس جلدي حتى كاد يحرقه، نظرات والدي جمر ونار.
أضعت (...)
ها أنا وصلت إلى سطح القمر دون أن أدري بعد رحلة أدمت قدميّ ،و لم تعد ملامح تلك الشجرة التي طالما أسندت ظهري إليها تظهر لي، ربّما لأنّنا حين نبتعد عن مكان ما التصقنا به و التصق بنا هو أيضا يشعر بمرارة فراقنا ويقيم حداده الأسود الذي قد يغيّب وجهه (...)
من خيوط النّور استلّ حروفه ليمتطي صهوة الشعر فارسا من طراز رفيع، هو كما قال: سحابات ..و ما في القلب نور و نيران ..و ما مطر يزور و أحزان إذا اكتملت ترامى على أطرافها ألمي الكبير و ألمه الكبير هذا فجّر عبقريته و موهبته الخلاقة منذ الصبا لينطلق إلى (...)
عندما أعادت صياغة كل الجمل واندسّت في آخر سطر من كتاب في رفّ من رفوف تلك المكتبة ، كان هو هنالك يرمقها بنظراته في صمت و اندهاش ، وكان إيقاع المطر في الخارج متسارعا ، هي كانت أضاعت مطريتها فغرقت بين هموم الحبر والحرف رعب من مطر قد يبلّلها. أخيرا ها (...)
الأدب عندي إمّا شاهد على الألم الإنساني في هذا الزمن الحديدي و إمّا حالة فوران فكرية... نقف اليوم على ضفاف دجلة والفرات في بلاد شاعر العرب الجواهري، و الرائدة نازك الملائكة، ليس بعيدا عن حكايا ألف ليلة و ليلة وما ترويه شهرزاد لأنّه أشبه بالأسطورة. (...)
هي شهرزاد من نوع آخر بعيدا عن بلاط القصر وبحبر الواقع تنسج حكاياها لأكثر من ألف ليلة و ليلة و ليس لشهريار واحد و إنّما لأجيال ستقرأ كتاباتها المتميّزة و الجميلة·إنّها القاصّة و الإعلامية عقيلة رابحي التي تمّ اختيارها مع مجموعة من الكتاب الجزائريين (...)