خرج أحد الأدباء في فصل الربيع، وكان يسكن في قرية صغيرة جميلة كل شيء فيها منظم وموزون، وبينما كان يسير في الطريق المعبدة بين المروج رأى فراشة مزدانة بالألوان تطير بالقرب منه، فجاءه وحي الكتابة وتحركت فيه دواعي الإبداع، فتتبعها ووصف حركاتها وسكناتها (...)
إذا رأيت كلبا مكشرا عن أنيابه، ينبح على السحاب ويريد أن يرعبه أو يسيء إليه فأشفق على الكلب المسكين الغبي، ولا تُبد خوفك على السحاب من أن تضره تلك النبحات أو تصل إليه تلك الأنياب فتمزق أوصاله لأنه أعلى وأبعد من أن يسمع تلك النبحات أصلا. بعد أن أدينا (...)
الباحثون عن الإبداع عبر التاريخ كثيرون، ولكني سأخصص هذه المقالة لرجل عاش في القرن الماضي في دولة الخلافة الإسلامية المنهارة، وقد أبدع في حياته بلا احتذاء ولا اقتداء حتى أصبح هذا الإبداع علما عليه وأصبح معروفا ببديع الزمان النورسي فمن هو هذا المبدع (...)
الإنسان الذي لا يحبك لا يعني بالضرورة أنه يكرهك، ولكن الذي يكرهك لا بد أنه لا يحبك، وهذا الكلام يعني أنه توجد حالة وسط بين الحب والبغض وهي حالة سلبية عدمية لا تنبني عليها أحكام معينة. أقول هذا الكلام لأني رأيت صنفا عجيبا في الناس، هم من بني جلدتنا (...)
توجد الكثير من القضايا الشائكة والأوضاع المعوجة التي صارت طبيعية وعادية بالنسبة إلينا، لأننا صرنا نعيشها يوميا ولا نلقي لها بالا بسبب التعود عليها، أو بسبب عدم القدرة على تغييرها وإصلاحها، أو بسبب الانشغال عنها وفق قاعدة: ''أنا مالي أو ما دخلي أنا (...)
حينما أخبر الخليفة الرابع علي بن أبي طالب بأن الخوارج يتمسكون في مواقفهم المتطرفة بآية قرآنية اكتفى بالرد عليهم بعبارة واحدة لازالت تقال إلى اليوم وهي: ''كلمة حق أريد بها باطلس فهذه العبارة على قصرها قد تضمنت الكشف عن مرض نفسي يظهره الجهل وتغذيه (...)
أقبل علينا شهر رمضان هذا العام والجزائر بخير وأمن، وما أحوجنا ونحن نعيش هذا الأمن والطمأنينة أن نصرف اهتماماتنا إلى استقبال وإكرام هذا الضيف الكريم الذي لا يدوم ظله، فإنه ما إن يضع الرحال حتى يهم بالرحيل تاركا وراءه قلوبا يعتصرها الحزن لفراقه وتتحرق (...)
المكبح أداة تستعمل لتوقيف الآلات المتحركة أو التقليل من سرعتها، واستعمال هذه الكلمة مع الذنوب هو من باب الاستعارة المجازية، ذلك أن الذنوب التي يرتكبها الناس تأتي نتيجة الميل الشديد والحركة الملحة للنفس نحو المعصية بما أودع فيها من ميل فطري نحو شهوة (...)
كنا في مجلس فأخرج أحدهم هاتفه النقال وقال لي: تعال لأريك شيئا مضحكا، فأراني مقطعا لشريط فيديو يظهر أحد الأشخاص يصلي منفردا ثم التحق به آخر ليصلي معه جماعة فكبر بطريقة بهلوانية وأصاب صاحبه في أذنه، فما كان من هذا الأخير إلا أن قام من السجود وترك (...)
يجب أن نقسوا على من نرحم'' هذه العبارة كثيرا ما كان يخاطبنا بها أحد أساتذتنا في الجامعة، وكان يقصد من ورائها بعض الطلبة الذين يرون في تصرفات الأستاذ الصارمة المتعلقة بالنقطة والتكليف بالبحوث والأعمال العلمية قسوة وظلما منه، إذ أنه ما كان يمنح ولو (...)
''من بين مليون ونصف إنسان يعيشون في قطاع غزة يوجد شخص واحد فقط بحاجة إلى المساعدة والإغاثة هو الجندي شاليط المحتجز لدى الحركة الإرهابية حماس''. عندما سمعت هذا الكلام الذي أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي لوسائل الإعلام، أدركت مدى الخسة والنذالة (...)
عندما تنطفئ شعلة الوعي لدى الإنسان بحقيقة نفسه وطبيعة وجوده، وفي لحظات النسيان والتمرد على القيم الأخلاقية والسنن الكونية، يتحول بعض الناس إلى وهم يشبه السراب الموجود دون وجود، فيعيش الواحد منهم حياة غير حياته، وينتحل صفات لا تنبغي لمثله، ويلفي في (...)
الحلقة الرابعة
معوقات المرجعية الدينية
عاقه عن الشيء يعوقه عوقا صرفه وحبسه ومنه التعويق والاعتياق، وذلك إذا أراد أمرا فصرفه عنه صارف، تقول عاقني عن الوجه الذي أردت عائق وعاقتني العوائق الواحدة عائقة، قال ويجوز عاقني وعقاني بمعنى واحد والتعويق تربيث (...)
الحلقة الثالثة الممهد الثاني: رغبة وإرادة المجتمع في وجود المرجعية الدينية التعبير عن هذا الممهد بكلمة ''الرغبة'' من باب التجوز فقط وإلا فإن الأمر لا يخرج من دائرة الوجوب لقوله تعالى: ''فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم'' وقد عبرت عنه (...)
الحلقة الأولى: مفهوم المرجعية الدينية وأهميتها
سنتناول في هذا الموضوع المرجعية الدينية في الجزائر كمشروع حضاري ينبغي تفعيله والاهتمام به في الوقت الراهن من خلال عمليتين متزامنتين، الأولى تفعيل ما أمكن من الممهدات، والثانية تقليل ما أمكن من المعوقات، (...)
نعيش اليوم كمسلمين وسط عالم متغير مليء بالمتناقضات والصراعات والحروب والفتن، عالم تراوحت مفارقاته من عرض الأزياء إلى عرض الأشلاء، ومن سعة الثراء الفاحش إلى ضيق الفقر المدقع، لذلك فهو عالم يضم المعدمين من الفقراء كما يضم المترفين من الأغنياء، فقراء (...)
أثناء تبادلي أطراف الحديث مع أحد الأصدقاء بادرني بجملة فيها من التساؤل والتعجب ما فيها حيث قال فيما معناه: ''لقد انحسر الحجاب''؟! وهو يقصد بذلك هيئته التي أجريت لها عمليات تزيين وهي في الحقيقة عمليات تشويه، جعلت منه موضة وزيا عصريا كبقية الأزياء (...)
أرسل الله عز وجل نبيه محمدا رحمة للعالمين، وجعل طاعته في دعوته إلى التوحيد واجبة على كل من بلغته هذه الدعوة، كما جعل طاعته فيما يوحى إليه من أوامر وتشريعات أمرا واجبا على كل المكلفين ممن دخلوا في دين الإسلام، ورتب على ذلك الأجر العظيم والفوز بجنات (...)
ربما قرأ شخص هذا العنوان مفصولا عن المضمون فيتهم صاحبه بالزندقة أو الكفر، وهو مصيب من وجه، مخطئ من آخر، والوجه الذي أخطأ منه أعظم بكثير من الذي أصاب فيه، وبالتالي ذابت إصابته في خطئه فأصبح خطؤه طاغيا واستحق رأيه وصف الخطأ، لأن حاله كحال الذي قال: ما (...)
ونحن على أبواب رأس السنة الهجرية الجديدة لا بد لنا أن نقف وقفة تذكر واعتبار مع هذه المناسبة الدينية العظيمة التي كانت سببا في التمكين لهذا الدين وخروجه من دائرة الضعف والأسر إلى مجال القوة والإنتشار. وإنما نقف هذه الوقفة لنتذكر معاني هذه الهجرة (...)
أثناء سيرنا في الحافلة الصغيرة التي تقلنا من المدينة المجاورة تبادل الجلساء أطراف الحديث في مواضيع متفرقة، وكان من بين ما تحدثوا عنه الشيطان وإغواءاته للناس وعداوته للمؤمنين ومحاولاته المتكررة لصدهم عن الخير ودفعهم إلى الشر، فقال أحد الجلساء إني لا (...)
لقد بلغ السيل الزبى وجاوز الحزام الطُّبيين، وما عرف القوم قدر أنفسهم ولا مبلغ حمقهم، ومع ذلك لازال في الصدر متسع لجرأتهم وصبر على وقاحتهم، يخاطبني السفيه بكل حمق فآبى أن أكون له مجيبا يزداد سفاهة فأزداد حلما كعود زاده الإحراق طيبا أن ينزل الإنسان (...)
جميل أن يجمع الإنسان بين حسن مظهره وجمال مخبره بحيث يكون ظاهره صورة لباطنه في الحسن، ومن الجميل أيضا أن يكون مخبر الإنسان جميلا حتى لو وصف بسوء المظهر لعلة لازمة أو عجز لا يمكن دفعه أو عزوف عن تحسين المظهر عن رغبة واختيار، ولكن ما ينفر منه المرء (...)
''الموت من أجل الحياة'' كان شعار آبائنا من المجاهدين الذين حملوا السلاح ووقفوا في وجه أقبح وأظلم استعمار، عرفه التاريخ ليحرروا الأرض والشعب من قيود هذا الاستعمار البغيض، ولكن هل يمكن للموت أن يمنح الحياة؟ من وجهة النظر الاستعمارية كان هؤلاء (...)