أنا الأسير المحرر الذي كلما مرّت الذكرى، تذكرت ذاك اليوم وكأنه البارحة، فيزداد ألمي ووجعي وقهري. وكيف يمكن أن تُمحى تلك الأحداث المؤلمة والمزعجة من ذاكرتي، وآثار التعذيب تلاحقني والمُعَذِبين طُلقاء؟ وأظن وأكاد أن أجزم أن كل من كان منكم معتقلا في (...)
كنت قد سَمعتُ عن سجون كثيرة، وقرأت قصصاً وحكايات عديدة نُسجت داخل جدرانها، ومرَرتُ بتجارب شخصية مريرة، لكني لم أسمع شيئاً، أو أقرأ خبراً عن سجون رسمية خُصصت لسجن الأموات، سوى هنا، وهنا فقط في فلسطين، حيث تُسجن الجثامين، وحيث جعل الاحتلال الصهيوني من (...)
درجت دولة الاحتلال الصهيونى على استخدام "الاغتيالات" بحق الناشطين الفلسطينيين، منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، بدافع الانتقام ومراكمة الردع وتدفيع الثمن، وإضعاف الفصائل الفلسطينية والمساس بقدرتها وتأثيرها، ودفعها إلى وقف مقاومتها للاحتلال، أو بهدف (...)
يوم أن اعتقل أبي - رحمة الله عليه - قبل خمسة عقود وما يزيد، كنت طفلاً صغيراً، ولم أكن قد تجاوزت الثالثة من عمري، فعرفت السجون الصهيونية وحفظت أسمائها، دون أن أعي معنى السجن، أو أدرك وجع المسجون.
كنت أعتقد حينها أن السجن مرادف بطولة، خاصة وأنه ارتبط (...)
في السادس عشر من آب/أغسطس عام 1988 كنت هناك.. كنت معتقلاً إداريا في قسم "كيلي شيفع" في سجن النقب الصحراوي، دون تهمة أو محاكمة، وإذا بنا نسمع صراخاً هديراً وهتافات صاخبة وتكبيرات تعلو من الأقسام السفلى للسجن.
وفي وقت لاحق علمنا أن المعتقلين (...)
لقد عانينا كثيراً خلال الأيام الماضية، جراء الارتفاع الكبير في درجات الحرارة. وما زلنا نُعاني من موجات الحر الشديد وقسوة الصيف هذا العام؛ بالرغم مما نَمتلكه من إمكانيات، وما يُمكن أن نُوفره من أدوات مساعدة، تُساهم في تخفيض درجات الحرارة وتبريد الجو (...)
لحظة تلقي خبر وفاة اللواء قدري أبو بكر، شهقت أنفاسي ولم أصدق - ولا أريد أن أصدق - تنقلت بين المواقع الإخبارية والقلق يتملكني، علّ أحدها ينفي أو حتى يأتيني بأهون المصائب "إصابة الوزير اللواء قدري أبو بكر"!!. وأجريت اتصالاً واثنين وثلاثة، وتواصلت مع (...)
شاركت، في ورشة عمل نظّمها برنامج غزة للصحة النفسية، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب ومساندة ضحاياه، واستمعت بإنصات شديد لما قدّمه المتداخلون، حول التعذيب والخدمات المقدمة لضحاياه. كان الكلام مهماً وحمل أيضاً أموراً في غاية الأهمية، كما وأضافت (...)
عندما نكتب عن غزة، فنحن لا نقصد لفت الانتباه إلى ما قدّمته وتقدّمه غزة، فالتاريخ كفيل بإنصافها، وحينما نتناول أسرى قطاع غزة بقليل من التفصيل، لتسليط الضوء على بعض الوقائع والمعطيات الإحصائية الخاصة بهم، فهذا ليس انحيازاً غير مبرّر، أو تفضيلاً لهم (...)
تشكّل قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، معلماً من معالم القضية الفلسطينية، وجزءاً أصيلاً من التاريخ الفلسطيني المقاوم والمكافح. وقد التصقت بكفاح الشعب الفلسطيني ونضاله ضد الاستعمار على مدار عشرات السنين من أجل استعادة حقوقه المسلوبة ونيل حريته (...)
في السابع والعشرين من شباط / فبراير عام 1949، عقدت مصر أوّل صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال الصّهيوني.
فيما سَجّلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الثالث والعشرين من تموز / يوليو عام1968، الحضور الفلسطيني الأول على قائمة عمليات التبادل. ومنذ أن سُجّلت (...)
لم تكن القضية الفلسطينية في يومٍ من الأيام، قضية تخص الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية العرب وشعوبها الحية، لذا شارك العرب ذكورا وإناثا ومن مختلف الجنسيات العربية إخوانهم الفلسطينيين في مقاومة المحتل الصّهيوني، ولأجلها ودفاعاً عنها قدّم العرب آلاف (...)
اعتاد الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات إحياء ذكرى يوم الأسير الفلسطيني في كل عام، والذي يصادف في 17 نيسان/أبريل، من دون أن يكون لاختيار هذا اليوم علاقة بأي حدث تاريخي أو مناسبة، كما يعتقد الكثيرون. وإنما أقرّه المجلس الوطني الفلسطيني خلال دورته (...)
كثير من الفلسطينيين اعتقلوا خلال شهر رمضان المُبارك، فالاعتقالات الصهيونية لم تتوقف في ذات يوم، وكثيرٌ من الذين مرّوا بتجربة الاعتقال، استقبلوا الشهر، مرة أو مرات عديدة، وهم خلف القضبان أو في أقبية التحقيق وبين جدران زنازين العزل الانفرادي.
وكل واحد (...)
كان ذلك في منتصف تسعينيات القرن الماضي، تجربة اعتقالية كانت الأقسى من بين تلك التجارب التي مررت بها في حياتي، إذ مكثت مائة يوم متواصلة في أقبية التحقيق، تعرّضت خلالها لصنوف مختلفة وبشعة من التعذيب الجسدي والنفسي، ومكثت فيما نطلق عليه «الثلاجة» (...)
لقد عشت تجربة شخصية وأسرية قاسية جرّاء الاحتلال، وعشت طفولة غير محببة بفعل الاعتقال. كما عاش آخرون كثُر تجارب مماثلة، بل وأكثر قسوة، وكان من بينها ما لا يمكن تصوّرها، بل يصعب على الإنسان تخيُّل حدوثها أو وصفها، واستمعت إلى فلسطينيين أدلوا بشهادات (...)
الأم الفلسطينية، هي التي لا تشبه أحداً بعظمتها، ولا أحداً يشبهها بصبرها وجلدها وقوة تحملها. إنها امرأة من المستحيل أن تكون عادية، فهي الأم التي أظهرت قدرات خارقة في حجم العطاء وقوة التحمل، وهي التي تميزت بمقاومتها الباسلة وتضحياتها الجسام ومواقفها (...)
أيّها الرّفاق في الجبهة الشعبية، من حقّكم أن تفخروا بتاريخ جبهتكم ومسيرة رفاقكم، فلديكم إرث عريق ومن واجبكم أن تحافظوا عليه. ولديكم كثير من التجارب اتّسمت بالتميز، في الوطن والشتات وفي مجالات عدة، وبين جدران السجون وفي أقبية التحقيق. ولديكم من (...)
الثالث من آذار/مارس عام 2002، يوم ليس ككل الأيام. يوم حفر عميقاً في الذاكرة الفلسطينية وسجل المقاومة. يوم أن نُفذت فيه واحدة من أمهر عمليات القنص في العالم على يد شاب فلسطيني ثائر أراد أن ينتقم لشعبه من ظلم الاحتلال وقهره، اسمه «ثائر حماد».
الثالث (...)
لا أظن أن أحداً من المحررين قد عاش مثل هذه الأجواء الشتوية في سجون الاحتلال ويمكنه أن ينسى تلك الأيام والليالي الباردة. فيا أيها الشتاء: فلتغادر رفقاً بهم ويا برد كانون وشباط وآذار ارحم ضعفهم وقلة حيلتهم. فما عاد بمقدور أجساد هؤلاء تحمل مزيد من (...)
إنّ فلسطينيتنا خيارٌ واختيار، وفاءٌ وانتماء، أرضٌ وذاكرة، مكانٌ وزمان، فلا قرار تهجير قسري وتطهير عرقي يرهبنا، ولا قوة فوق الأرض تستطيع أن تقتلع فلسطين، وشعب فلسطين من عقولنا ووجداننا..أنا أغادرك اليوم يا وطني مجبراً ومكرهاً. أنا أغادرك اليوم من (...)
الجزائر وكما هي دوماً، تسير على مبادئ ثورتها المجيدة ونهج قادتها العظام، وهي وفية لعروبتها وقوميتها، ولم يسجل عليها يوماً، أنّها تخلت عن دورها التاريخي تجاه فلسطين وقضيتها، فكانت، قي كلّ الأوقات والأزمنة، خير سند لشعبنا الفلسطيني في مسيرته التحررية (...)
أسير مقدسي خلف القضبان منهم 48 طفلاً و42 محكومون بالسّجن مدى الحياة
ما بين الاتهام بالانضمام إلى الفصائل والأحزاب الفلسطينية، أو التواصل معها، والمشاركة في نشاطات سياسية وتعبوية وأعمال مناهضة للاحتلال، أو مخالفة قوانين وأوامر المنع والحظر المفروضة (...)
من الصعوبة بمكان وصف الحياة وترجمة المشاعر، إلا أننا نجتهد ونسعى لرسم صورة قلمية حول واقع أسرانا وذويهم ومشاعرهم في العيد.
اعتمادا على ما تحفظه الذاكرة، واستنادا لما يصلنا راهناً من داخل السجون عبر الرسائل المهربة وما يُنقل عبر المحامين وذوي الأسرى (...)