شعيب ولطاش يشغل منصب مدير الوحدة الجوية للأمن الوطني منذ إنشائها بعد تقاعده من صفوف القوات الجوية برتبة عقيد، يبلغ من العمر 64 سنة، ويشهد له من عرفوه وعملوا معه بكفاءته العالية وخبرته وكذلك خفة دمه وتعامله مع الشباب· ينحدر من ولاية بجاية وأب لطفلين، كان من أبرز مساعدي المدير العام للأمن الوطني علي تونسي، وذلك بحكم انتمائهما للمؤسسة العسكرية ومسارهما المهني في الجيش وأيضا ينتميان لنفس الجيل· عين ولطاش على رأس الوحدة الجوية للأمن الوطني، حيث فتح قاعدة بالعاصمة تحوز على ثلاث طائرات عمودية· وفي تصريح أخير للعقيد ولطاش خص به ''الجزائر نيوز'' في شهر جويلية الماضي بمناسبة تخرج دفعات الوحدات الجهوية للأمن بالحميز، أكد بأن المديرية ستقوم لاحقا بإنشاء وحدتين أخريين بكل من قسنطينة ووهران في انتظار تعميمها على ولاية أخرى بالجنوب· وكلف العقيد تونسي العقيد ولطاش قبل عدة أشهر بمتابعة أضخم مشروع يتمثل في ربط مصالح المديرية العامة للأمن الوطني بشبكة الأنترنت، وكان هذا أكبر رهان لعصرنة الجهاز الشرطة· يكشف تكليف ولطاش بهذا المشروع الضخم عن ثقة تونسي به، وكان العقيد ولطاش وراء إنشاء أكاديمية تكنولوجيا الإعلام بحيدرة، وهي الأولى من نوعها ويقع مقرها بمديرية الشرطة العمومية بحي مالكي ''الكاتي''· وكان العقيد تونسي قد دشنها الصيف الماضي بحضور ولطاش، وبدا المدير العام للأمن الوطني في تصريح للصحافة متفائلا بهذا الإنجاز، وترددت أنباء عن توتر العلاقة بين الرجلين بعد أن باشرت مديرية الشرطة القضائية تحقيقا في صفقات اقتناء تجهيزات الإعلام الآلي والتكنولوجيا· وتوصلت التحريات الأولية إلى أن ولطاش يكون قد خرق قانون الصفقات مع تحايل فيها مما دفع العقيد تونسي إلى تحويل الملف على العدالة، وتردد أنه صبيحة ذلك اليوم كان في مكتبه مرفوقا برئيس أمن ولاية الجزائر لدراسة مصيره، حيث كان سيقرر إبعاده من منصبه إلى غاية فصل العدالة في القضية، لكن ولطاش تفاجأ صبيحة الخميس بخبر منشور في الصحافة حول تجميد مهامه، مما أثار غضبه وتنقل إلى مكتب تونسي ونشب بينهما تلاسن انتهى بإخراج سلاحه وإطلاق رصاصات على المدير أرداه قتيلا، قبل أن يحاول رئيس أمن ولاية الجزائر تجريده من السلاح، مما أدى إلى إصابته بجروح، وقد حاول الانتحار -حسبما تردد- لكن إصابته على مستوى الساق تكشف أنه تعرض لإطلاق النار من طرف الحرس الخاص لتونسي الذين تدخلوا وقاموا بتوقيفه وتحويله لعيادة الأمن الوطني ''ليغليسين'' حيث خضع لعملية جراحية ونجا من الموت· وقد ساهم العقيد ولطاش في إنقاذ حياة المدير العام للأمن الوطني، حيث تدخل العقيد ولطاش في تفكيك سيارة ''مرسيدس'' المفخخة التي تم وضعها أمام منزل علي تونسي بحيدرة في أفريل ,2007 وكان يقود المروحية التي وجهت أفراد الشرطة العلمية، مشيرا لهم إلى وجود سيارة مشبوهة بالقرب من منزل تونسي التي تم تفكيكها·