كرّمت، مساء أول أمس، جمعية ''أصدقاء كريم بلقاسم'' الطالبات المتفوقات في مسابقة الشعر الأمازيغي الناطق باللسان النسوي، التي نظمت على مستوى الإقامتين الجامعيتين حسناوة 2 وحسناوة 3 للإناث بباسطوس· بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، حيث تحصلت على الجائزة الأولى الطالبة حاج أعراب خديجة، والجائزة الثانية عادت للطالبة بن أعمر صوريا، أما الجائزة الثالثة فقد تحصلت عليها الطالبة سعدون فضيلة· وتعد هذه المبادرة الثانية من نوعها، بعدما قامت ذات الجمعية الثقافية السنة الماضية، وفي نفس المناسبة، بتنظيم عدة تظاهرات ثقافية وفنية ومسابقات متنوعة في المجال الثقافي والتاريخي وهذا على مستوى الإقامة الجامعية حسناوة 4 للإناث، وهي التظاهرة التي لقيت نجاحا كبيرا، وقد وصفت العديد من الطالبات في تصريحاتهن ل ''الجزائر نيوز'' هذه المبادرة بالفريدة من نوعها من جهة، نظرا للاهتمام الكبير الذي توليه هذه الجمعية للمرأة كل سنة وفي كل مناسبة، ومن جهة أخرى نظرا لنشاطاتها الكثيفة وعملها الجبار الذي تبذله لأجل تنمية الثقافة الأمازيغية والحفاظ على الموروث الثقافي القبائلي والموروث التاريخي الوطني، خصوصا تشجيعها الكبير للشعر الأمازيغي، فضلا عن سعيها للحفاظ على العادات والتقاليد المعروفة في المجتمع القبائلي منذ الأزل والتي تكاد تزال في الآونة الأخيرة، كما اعتبر بعض مسؤولي مختلف المصالح الإدارية بالحيين الجامعيين حسناوة 2 وحسناوة 3 هذه المبادرة بوفاء لالتزامات جمعية ''أصدقاء كريم بلقاسم'' لنشاطاتها المختلفة والكثيفة في المجال الثقافي والتاريخي، وهذا بالرغم من أن تاريخ إنشائها لم يتجاوز بعد أربع سنوات· إلى جانب ذلك، شهدت قاعة متعددة الرياضات بالإقامة الجامعية حسناوة 3 حفلا بهيجا كرّمت من خلاله كل الطالبات المتفوقات في مختلف النشاطات الرياضية والثقافية التي نظمتها مصلحة النشاطات الثقافية والرياضية للإقامتين المذكورتين· وبعد الانتهاء من عملية تقديم الجوائز للطالبات الفائزات في مختلف المسابقات، تم إحياء حفل غنائي وموسيقي ساهر حضرته المئات من الطالبات القاطنات في ثلاث إقامات جامعية بباسطوس يقطن فيها أزيد من 20 ألف طالبة، وشارك في هذا الحفل الغنائي أرمدة من الفنانين القبائليين على غرار كل من كريم خلفاوي، جيلالي حمامة، لحلو، مالك فزوي، آيت حميد، واختتم هذا الحفل البهيج النجم القبائلي الصاعد وصاحب الأغاني العاطفية الفنان مخلوف· هذا، وكشف أعضاء جمعية ''أصدقاء كريم بلقاسم'' أنهم بصدد التحضير لمشروع كبير في مجال تنمية الثقافة والحفاظ على الموروث التاريخي الذي تزخر به منطقة القبائل، فضلا عن برنامج خاص لإعادة الاعتبار للمرأة القبائلية مملوء بالمفاجآت والنشاطات· الكلمة للمشاركين في هذه التظاهرة حاج أعراب خديجة : الجائزة الأولى ''أشكر جمعية أصدقاء كريم بلقاسم التي تعمل من أجل اهتمامها الكبير بالمرأة، وهذه المبادرة أعتبرها بالإيجابية خصوصا للطالبات الشاعرات، ونشكر جزيل الشكر كل أعضاء لجنة التحكيم، وعلى رأسهم بلقادة أعمر، فهذه هي المرة الأولى في حياتي، التي أتحصل فيها على جائزة وأفتخر بها كثير كونها جاءت من طرف جمعية ''أصدقاء كريم بلقاسم''، وأهدي هذه الجائزة لكل العائلة وأصدقائي، والجمعية وخصوصا الى والدتي التي طالما وقفت معي وشجعتني في كل كبيرة وصغيرة من مشوار حياتي، وأتمنى أن تتكرر هذه المبادرات وليس فقط في اليوم العالمي للمرأة، وندعو من مصلحة النشاطات الثقافية أن تنشأ نادي الشعرات في الإقامة لتفعيل هذه الهوية'' بن أعمر صوريا : الجائزة الثانية ''أنا جد سعيدة بهذه الجائز الثانية التي منحتني إياها جمعية ''أصدقاء كريم بلقاسم''، وأشكر جزيل الشكر كل أعضائها، فصراحة هذه مبادرة فريدة من نوعها، كونها فتحت المجال للطالبات اللائي يملكن موهبة في الشعر، وخصوصا منحت الفرصة للقاطنات في الأحياء الجامعية للتعبير بالشعر أمام العام والخاص عن المعاناة والشقاء الذي نعيشه يوميا في الأحياء الجامعية، وقد برهنا اليوم أن الطالبات لديهن إمكانيات تسمح لهن بإيصال رسالتهن للمعنيين، ولا أفوت هذه الفرصة أن أهدي هذه الجائزة لوالدتي وكل طالبات باسطوس وسكان قرية تاسافت، وخصوصا إلى كل النساء المناضلات والنقابيات اللائي يرفعن التحدي في المجتمع الجزائري للدفاع عن حقوقهن وحقوق الشعب المحفور''· سعدون فضيلة :الجائزة الثالثة ''هذه المبادرة التي قامت بها جمعية ''أصدقاء كريم بلقاسم'' لن أنساها في حياتي، واعتبرها بالفريدة من نوعها، وهي تشجع كثيرا النشاطات الثقافية بصفة عامة والنسوية بصفة خاصة، وأتمنى أن تتكرر مثل هذه المبادرات لأجل تنمية الشعر الأمازيغي من جهة على مستوى الجامعة أو خارجها، وصراحة أنا جد سعيدة نتيجة حصولي على هذه الجائزة رغم المنافسة الشديدة، وهذا يشجعني حتما على الاجتهاد والعمل أكثر في هذا المجال، خصوصا أنني في الخطوات الأولى من الشعر، وأهدي هذه الجائزة إلى كل العائلة وأصدقائي وأقاربي، وأغتنم هذه الفرصة لأدعو العنصر النسوي إلى الاهتمام بالشعر، وخصوصا بالثقافة الأمازيغية''· موسي عمر : رئيس جمعية أصدقاء كريم بلقاسم ''هدفنا من هذه المبادرة هو تشجيع كل الثقافات التي من شأنها أن تنمي وتطور الثقافة الأمازيغية والثقافات الأخرى، فجمعيتنا ذات طابع ثقافي تسعى إلى دفع عجلة التطور والتنمية لهذا المجال الحساس في المجتمع، واختيارنا هذه المرة للجامعة كمكان لاحتضان المبادرة لم تكن بالمفاجأة، بل لأننا نعلم أن هناك العديد من الطالبات الجامعيات لهن مواهب في مختلف المجالات، ونحن سنفتح لهن أبواب تنمية وتفجير مواهبهن، ونشجعهن على مواصلة العمل، وهذه المبادرة التي ننظمها في الإقامتين الجامعيتين حسناوة 2 وحسناوة 3 تعتبر الثانية من نوعها بعد التي قمنا بتنظيمهائالسنة الماضية في الإقامة الجامعية حسناوة 4 والتي حققت نجاحا كبيرا، كما نسعى إلى توسيع عملنا على كامل تراب الولاية لأن جمعيتنا ليست فقط على المستوى البلدي بل ولائية''· بلقادة أعمر :رئيس لجنة التحكيم ''صراحة هذه المبادرة حسنة، واكتشفنا من خلالها أن المستوى الشعري للطالبات هذه السنة عرف تحسنا ملحوظا مقارنة بالسنة الماضية، كما أن هناك منافسة قوية خلال هذه السنة، ولا أخفي عليكم أننا وجدنا صعوبات كبيرة في اختيار المتسابقات الثلاثة الأوائل نظرا للمستوى العالي الذي ظهرن بهن، وندعو المسؤولين على مستوى الجامعات إلى فتح نوادٍ للشعر قصد تمكن الطالبات من تنمية مواهبهن، إضافة إلى اهتمام دور الشباب والقرى بهذا المجال، لأن الشعر يربي الإنسان على ثقافته وأصالته ودينه، وهذا يهدف إلى المحافظة على الموروث الثقافي الأمازيغي وتقاليدها، وخصوصا تنمية وتطوير اللغة الأمازيغية، وأشكر جمعية ''أصدقاء كريم بلقاسم'' من هذه المبادرة، التي فتحت لي الأبواب أن أنقل خبرتي في الشعر لهذا الجيل الجديد المملوء بالطموحات والمواهب''·