كشف البروفسور بلماحي محمد الحبيب، المختص في علم السموم، أن 32% من قتلى المخدرات في الجزائر هن نساء تتراوح أعمارهن بين 18 و50 سنة، وأن سبب ارتفاع عدد المدمنات يعود إلى انتشار الرذيلة التي ساعدت الكثيرات على تحصيل المال الوفير لشراء ما هو مطلوب من مخدرات بغرض سد ما يحتجن إليه من سموم لإشباع رغباتهن في ظل انحراف اجتماعي جد خطير· ذات المتحدث، وفي مداخلة قدمها خلال ملتقى نظمته الفدرالية الوطنية لمكافحة المخدرات والإدمان بقسنطينة، أوضح بأن الإدمان في الجزائر لم يعد يقتصر على فئة معينة بل توسعت مجالات استهلاكه وتنوعت طرق تعاطيه، حيث أظهرت آخر دراسة أنجزت بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة بأن بعض أهل القطاع الصحي من نساء ورجال يعمدون إلى استخدام بعض المواد الطبية التي تدخل في تركيبة التخدير الطبي كمخدر لإراحة أعصابهم عوض استعمال المخدرات المتعارف عليها في الخارج، وهو أمر أخطر بكثير -حسب بلماحي- لأنه إذا كانت المخدرات العادية تقتل مع مرور الوقت المخدرات الطبية قد تقتل في الحين، وهو ما حصل مع عدة حالات -حسب ذات المتحدث- تم اكتشافها إثر تشريح جثث الضحايا التي يعود بعضها لعمال بقطاع الصحة وإخضاعها للطب الشرعي· ذات المتحدث أوضح بأنه توجد الكثير من النباتات واسعة الاستهلاك التي تستعمل للتداوي داخل البيوت، وتكون السبب في الإدمان على المخدرات، لكن لا أحد يعيرها اهتماما، ويتعلق الأمر بنباتات العرعار والهبالة اللتان تستخدمهما المراهقات كمواد للتجميل قبل أن يتحولن إلى استهلاكها كمخدرات مع مرور الوقت، وهو ما أكدته بعض الدراسات -حسب ذات المتحدث- الذي حث على ضرورة تشديد الرقابة داخل البيوت ومنع الشباب من استعمالها خاصة المراهقات· من جهة أخرى، طالب رئيس الفدرالية الوطنية لمكافحة المخدرات والإدمان الدكتور بن عراب بتحويل الديوان الوطني لمكافحة المخدرات من وزارة العدل إلى رئاسة الحكومة بغرض إشراك جميع كل الوزارات في المكافحة مع وجوب إدراج الإدمان كمادة في التعليم الابتدائي للتحسيس مع إعطاء الطلبة في الجامعات قاعدة معرفية لتجنيبهم تعاطي المخدرات وطرق التخلي عنها إراديا في حال الإدمان عليها·