أكدت تقارير استخباراتية حديثة لدول مختلفة من الساحل قيام ما يسمى ''تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي'' بإنشاء خلايا للهجرة السرية نحو دول أوروبية، انطلاقا من بلدان الساحل الإفريقي· ويشرف على هذه الخلايا عناصر تنتمي إلى فرع الصحراء للتنظيم الإرهابي التي يتزعمها يحيى جوادي· وقد أسندت المهمة لعناصر جزائرية وموريتانية تقوم بتنسيق الاتصالات وجمع الأموال على غرار عمليات جمع الأموال القذرة المتأتية من المخدرات بمختلف أنواعها· وحذرت التقارير من خطر لجوء هذه الخلايا المختصة في تهريب البشر إلى تهريب عناصر إرهابية ضمن قوافل ''الحرافة'' نحو أوروبا· وأشار التقرير الاستخباراتي الذي اطلعت عليه عدد من الدول الأوربية وأخذته بعين الجد، إلى أنه ''مثلما تتمكن عصابات وعناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي من التحكم في تجارة المخدرات بالساحل الإفريقي، فإنه من السهل عليها أن تختص في تهريب البشر· فالتنظيم الذي ربط الاتصالات بحركة الفارك اليسارية بأمريكا اللاتينية وتمكين طائرات بارونات المخدرات الكولومبية من أن تحط بسواحل غرب إفريقيا، وهي محملة بالقناطير من مخدرات الكوكايين، بإمكانها أن تنظم رحلات لقوافل ''الحرافة''، انطلاقا من صحراء الساحل نحو أوروبا''· في السياق نفسه، أشار التقرير إلى أنه من السهل على عناصر التنظيم الإرهابي التي ربطت اتصالات مع سكان منطقة الساحل، تمرير العشرات من الأشخاص الذين يهمون بالهجرة السرية قادمين من دول مثل نيجيريا والكاميرون وكوت ديفوار ومالي والنيجر وتشاد والجزائر وموريتانيا والمغرب· وقد طور التنظيم الإرهابي تقنيات تزوير وثائق الهوية والوثائق الخاصة بالسفر، بحصولها على تقنيات عالية في هذا المجال وحصوله -أيضا- على وسائل العمل التي يتم اقتناؤها من الخارج، وبالضبط من دول أوروبية بطرق ملتوية· وتخشى دول عديدة من استغلال التنظيم الإرهابي لهذه الوسائل في تزوير العملة وإغراق السوق بأوراق نقدية مزوّرة منتشرة عبر دول عديدة في العالم· من جانب آخر، يدفع كل شخص يريد الهجرة السرية إلى بلدان أخرى من ضفة المتوسط نحو 500 دولار مقابل تسهيل مهمة تنقله وضمان وصوله سواحل جنوب أوروبا، غير أن الدول الغربية تخشى من أن تندس عناصر إرهابية ضمن قوافل الحراقة، مما يسهل عليهم نشاطهم الإرهابي داخل القارة الأوروبية·