يشكو سكان قرية ''سلاثة احذوسن''، التي تبعد بحوالي 15 كم جنوب مدينة تيزي وزو، من جملة من النقائص التي طالت قريتهم ووضعتها خارج مجال دائرة التنمية، التي مسّت جميع الجوانب التي تطبع يوميات الأهالي، الاجتماعية منها والاقتصادية، حيث وصفوا أنفسهم بأنهم يعيشون خارج مجال تغطية الجهات المسؤولة بدليل المعاناة متعددة الأوجه التي تميز حياتهم· طرح سكان قرية ''سلاثة احذوسن'' النائية، مشاكل عديدة من خلال ما أدلوا به من تصريحات ل ''الجزائر نيوز''، التي تعاني منها قريتهم بسبب التهميش الذي لحق بها وكذا الغياب الكلي للمشاريع الإنمائية التي من شأنها رفع الغبن عنهم· وأول هذه المشاكل غياب النقل المدرسي، حيث أجمعوا أن العديد من التلاميذ، وفي مختلف الأطوار، يعانون من هذا الهاجس، إذ ينتقلون يوميا على مسافة 12 كم باتجاه مدينة ذراع بن خدة، وهو ما خلف تسربا مدرسيا مخيفا، وأُجبروا في سن مبكرة التوجه للحياة المهنية، حيث نجد أغلبيتهم تحوّلوا إلى سوق العمل في المستثمرات الفلاحية القريبة، هذا الأمر زاد من قلق أولياء التلاميذ الذين طالبوا من السلطات المعنية تدعيم القرية بحافلات، وضمان وسائل النقل اللازمة لهؤلاء العزل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وكذلك إنجاز مدرسة ابتدائية على مستوى قريتهم توفر عناء التنقل لأولادهم الذين يضطرون يوميا إلى قطع مسافات طويلة تزيد عن 4 كم مشيا على الأقدام والانتقال إلى مدارس القرى المجاورة لها على غرار كل من قرية ''اعقونن'' و''ايث سعاذة''، هذا ما أثر سلبا على صحتهم وعلى مستوى مردودهم الدراسي على حد سواء· وإلى جانب هذا، تعاني القرية من الغياب الكلي لمظاهر التهيئة والتنمية فيها خصوصا غياب الطرقات التي تربط قريتهم بالقرى المجاورة لها، وكذا انعدام وسائل الترفيه والراحة، حيث أصبحت في عزلة تامة لافتقارها لأدنى ضروريات الحياة الكريمة التي قد تجنب هؤلاء السكان لاسيما فئة الشباب منهم الانحراف والآفات الاجتماعية الأخرى كتعاطي المخدرات والسرقة التي قد تعمّق معاناتهم أكثر· وعلى صعيد آخر، يعتبر مشكل غياب قنوات الصرف الصحي من أهم انشغالات السكان، حيث يقوم بعض المواطنين بشق أراضيهم الفلاحية وتمرير فيها قنوات صرف المياه القذرة دون مراعاة الشروط الضرورية، إذ كثيرا ما تتعرّض للكسر والتصدعات وتتسبب في تدفق المياه القذرة منها التي تسير فوق السطح، ما أتلف العديد من الأراضي الفلاحية· وأخطر من ذلك، يتجرأ بعض السكان على غرس أراضيهم بمختلف المحاصيل الفلاحية، ما ينذر بكارثة وبائية· هذه الوضعية أثارت سخط السكان على مسؤوليهم الذين -حسبهم- لم يولوا أي اهتمام لقريتهم التي تعاني عدة مشاكل منذ سنين عديدة، بالرغم من أنهم أودعوا عدة شكاوى إلى الجهات الوصية في أكثر من مناسبة إلا أن لا حياة لمن تنادي· من جهة أخرى، تعتبر فئة الشباب الأكثر تضررا من جحيم التهميش والبطالة جراء الانسداد الكلي لفرص العمل أمامها، ولم يجد معظم الشباب من حيلة تنجيهم من هذا العناء سوى تشغيل أنفسهم بأنفسهم، وذلك في المهن الحرة كالعمل في ورشات البناء واستخراج الرمال من الوادي· ونتيجة لكل هذه المشاكل التي يعاني منها سكان قرية ''سلاثة احذوسن'' لم يجد السكان أي حل لمشاكلهم هذه سوى مناشدة الجهات المعنية بإنجاز مشاريع جوارية كدار الشباب وتدعيمهم بحصص من الشبكة الاجتماعية وتخصيص مشاريع تنموية وتجسيدها في إطار التنمية الريفية التي تشهدها معظم مناطق الولاية·