قال مصدر موثوق من التحالف الرئاسي، بأن الاجتماع الأخير لأنصار الرئيس بوتفليقة، عرف اتفاقا حول كثير من الملفات والقضايا، إلا أن الأهم منها، هو اختلاف جبهة التحرير الوطني مع شريكيها حول الطريقة التي سيدعمون بها الرئيس بوتفليقة لتنفيذ ما تبقى من برنامجه الخماسي من عهدته الحالية· قالت المصادر إن قادة التحالف خرجوا من الاجتماع متفقين حول معظم الملفات، إلا الآليات والطرق التي يستعملونها ميدانيا من أجل استكمال تنفيذ البرنامج الخماسي للرئيس بوتفليقة، ويقول مصدرنا بأن الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، اقترح على شريكيه أن يتم جمع كافة مناضلي ومنتخبي الأحزاب في حملة مشتركة على الميدان من أجل شرح مضمون البرنامج التحسيس لأجله، بينما استقر رأي التجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم، حول ضرورة تحمّل كل حزب مسؤوليته إزاء دعم برنامج الرئيس مع منتخبيه ومناضليه عبر ولايات الجمهورية، وكان رأي ''حمس'' و''الأرندي''، حسب الراوي الذي حضر اجتماع قادة التحالف الأخير من بدايته إلى نهايته، أن يشرف قياديا الحزبين على تنشيط اجتماعات ولقاءات خاصة بمنتخبيهم ومناضليهم دون الاختلاط، وقال المصدر إن معارضة ''الأرندي'' و''حمس'' للمقترح الأفالاني نابع من المحافظة على الخصوصية السياسية وتجنب الحساسيات لدى قواعد الأحزاب عند إشراف قيادي واحد من الأحزاب الثلاثة على لقاء مشترك، ''مع العلم أن لكل حزب طريقته وخطابه ويعرف الأسلوب الذي يخاطب به قاعدته''· هذا، واستدل المصدر على صحة موقف التجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم على ما خلفه التجمع الشعبي الذي أشرف عليه عبد العزيز بلخادم، الأمين العام للأفالان في البليدة، حيث تحوّلت القاعة من نقاش حول برنامج الرئيس إلى مرافعات وشكاوى من قبل مناضلي الأفالان في القسمات على ضوء الأزمة، مما أخرج موضوع لقاء بلخادم عن نطاقه الرسمي· وإذا كان هذا الأمر يصفه المصدر بأنه اختلاف في الرأي، فإنه يشكل من ناحية أخرى قلقا شديدا لدى الشريكين، نابع من تخوفهما لعدم قدرة الجبهة على ضوء انقسامها داخليا، على أداء مهمتها على أحسن الأوجه بخصوص دعم برنامج الرئيس وما تبقى منه خلال العهدة الجارية، خاصة وأن الجبهة صاحبة الوعاء القاعدي الأكبر -حسب أمينها العام- المقدر بقرابة ربع مليون منخرط ومناضل· الاختلاف الآخر الذي لا يزال يمسك التحالف، يكمن في انعدام المرونة لدى الأمين العام لجبهة التحرير الوطني في قبول توسيع الائتلاف إلى خارج الحكومة والبرلمان، ليصل إلى المستوى المحلي، حيث يرى الأفالان أن موعد ذلك لم يحن بعد· ويقول المصدر أيضا، إن الاجتماع الأخير ''و ماعدا الخلافين البارزين السابق ذكرهما، فإنه قد يكون الاجتماع الأكثر تلميحا لرغبة القادة في إبقاء التحالف حيا بسبب اقتراب وجهة النظر حول باقي الملفات الداخلية والخارجية'' رغم أن زعيم الأرندي كان أشار إلى نقائص في التحالف ورد عليه بلخادم بأنها رؤى نسبية الصحة·