تشهد عدة بلديات بولاية سوف منذ أزيد من شهر انتشارا غريبا لمرض وسط الأطفال الأمر الذي دفع بأولياء المصابين لدق ناقوس الخطر ومناشدة وزارة الصحة التدخل السريع للوقوف على الظاهرة قبل فوات الأوان· رجحت جهات استشفائية أن يكون المرض قد بدأ في الانتشار مطلع سبتمبر الماضي، حيث طفت إلى السطح أعراض هذا المرض الغريب وسط الأطفال الصغار ممن لا يتعدى سنهم العشر سنوات تقريبا، والتي تتمثل في آلام حادة بالبطن تتخللها حمى مصحوبة بالتقيؤ المتواصل وحالة إسهال شديد· وأكدت ذات المصادر ما ذهب إليه عدد من أولياء الأطفال في وصف الحالة حيث أن هذا الداء سريع العدوى والانتشار وسط الأطفال إذ ما أن يبدأ بطفل حتى يستشري بسرعة بين أشقائه ومن أول تواصل مع أطفال الجيران تتوسع العدوى بسرعة أثارت حيرة الأطباء الذين يسارعون إلى تشخيص الحالة ووصف الدواء لها غير أنه ما أن يتعافى الطفل حتى تعود إليه نفس الأعراض من جديد ما زاد من قلق الأولياء في أن يكون وراء هذا الداء دواع خطيرة قد تؤدي إلى هلاك فلذات أكبادهم، وناشدوا وزارة الصحة إيفاد فريق طبي للوقوف على هذا الداء غير المسبوق بالمنطقة· وقالت مصادر طبية بعد وقوفها على ما يعاني منه الأطفال أن هذا الداء المتفشي بشكل كبير في عدد من البلديات وبدرجة أقل بعاصمة الولاية، تجتمع فيه أعراض عدة أمراض تصيب الأطفال دفعة واحدة غير أنها بحسبهم عادية جدا كونها حالات إسهال وحمى وغيرها مرجعين أسبابها إلى الانتشار الفظيع والمقلق للذباب جراء تكاثر فضلات الدجاج المستعملة من قبل الفلاحين كسماد لزراعة البطاطا، حيث قد تكون حسبهم سبب انتشار هذا الداء، مشددين على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية داخل البيوت من خلال الإكثار من النظافة في البيوت والأواني واستعمال المبيدات بطرق وقائية وتشديد على غسل أيدي الأطفال ووجوهم كلما حط الذباب عليهم· وتعود هذه الظاهرة إلى السطح بعد سنوات قليلة من انتشار الذباب بعدد من البلديات التي باتت تعرف بالجهات الأكثر استقطابا لزراعة البطاطا أين شهدت على السبيل المثال بلدية تغزوت سنة2008 مثل هذا الداء الذي تفشى بسرعة بين الصغار وكان وقتها عدد من العارفين بما أصبح يتسبب فيه فضلات الدجاج من مخاطر قد نادوا إلى ضرورة أن يستعمل الفلاحون مادة الجير فوق هذا السماد غير الصحي بالكامل لكن تفادي مصاريف زائدة في رحلة البحث عن الثراء بكل الوسائل المتاحة ضربت هذه التوجيهات عرض الحائط ليعود هذا المرض بشكل أكثر حدة وخطورة هذه الأيام الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول سر الغياب الكلي للسلطات والجهات الصحية في مسيرة رعايتهم والحفاظ على صحة المواطن·