رحل عشاق المالوف خلال السهرتين الخامسة والأخيرة من المهرجان الدولي للمالوف في طبعته الخامسة إلى عالم الفن الأصيل حيث حطوا الرحال في الأولى بفرنسا التي شكلت فرقة الأندلسيتان القادمة منها اكتشافا جديدا للقسنطينيين الذين استمتعوا بعزف مميز جمع فيه أعضاء الفرقة بين الفلامينكو الإسباني وإيقاعات المالوف الأصيل، المهمة التي شاركهم فيها كذلك خليفة والده الشيخ سليم الفرقاني الذي عزف فأبدع وغنى فأمتع··· السهرة ما قبل الأخيرة وعلى غرار باقي السهرات السابقة تميزت بحضور جماهيري غفير لم يسعه المسرح الجهوي الذي اقتصرت لغة الحوار بداخله على مدار ستة أيام على عبارات الحب والسلام فقط، الرسالة التي استقبلتها الجماهير وهي تستمع لأجمل الأصوات العربية منها والغربية على حد سواء على غرار فرقة الأندلسيتان التي تتكون من مجموعة من الفنانين يحملون جنسيات مختلفة منها الفرنسية والإسبانية والجزائرية والمغربية وغيرها من الأصول التي اجتمعت في حلقة واحدة لتقدم أجمل ما حملته إصداراتها الفنية على مدار 20 سنة بقيادة مارك لوبيت الذي جمع في أعماله بين مختلف الطبوع الأندلسية العتيقة وربطها بغيرها من الألوان الموسيقية على غرار الشعبي، اللوحات التي أبدع عناصر الفرقة في تقديمها على ركح مسرح قسنطينة وقال قائدها عقب نهاية العرض أن طريقة تفاعل الجمهور مع ما قدمه عناصر فرقته أبهرته وأكدت له أن ما سمعه عن قسنطينة وسكانها الذين يعشقون الفن الأصيل قليل مقارنة بما شاهده وهو يقابل عشاق حقيقيون للأغنية الأندلسية لم يسبق له أن شاهد مثلهم في مختلف نقاط العالم التي زراها· من جهته، نجح سليم الفرقاني في إيصال الرسالة التي حملها وقد سهل من مهمته في ذلك الجمهور الذي كان يحفظ جميع ما قدمه عن ظهر قلب ومن بين العناوين التي جادت بها حنجرته ''يا من سحرني بجمالو''ونوبات من رصد الزجل وأخرى من طبع الحسين·· ثاني الرحلات وكانت الأخيرة في برنامج الطبعة الخامسة من عرس قسنطينة الفني انتقل خلالها الحضور إلى بلاد الرافدين العراق بمعية فرقة المقام العراقي بقيادة السيدة فريدة التي أدت مجموعة من أجمل ما جادت به إصداراتها الفنية على مدار 30 سنة من العطاء، نجحت خلالها في استرجاع بعض ثراث بلدها الضائع وجمعه في مجموعة من الأعمال قالت أنها لا تعدو تكون نقطة في بحر من مجموع ما يختلج به التاريخ الفني لبلدها الذي عصفت به الظروف وأتت عليه التغييرات المقصودة الداخلية منها والخارجية وهدف القائمين عليها هو محو تاريخ يعد مهد الحضارة الفنية من الوجود··· هذا وقد أجمع كل من وقف على فعاليات التظاهرات أنها كانت عرسا فنيا ناجحا على جميع الأصعدة، وأن الفرق التي تم اختيارها لتنشيط السهرات كانت في مستوى الحدث الذي أعاد عاصمة المالوف إلى الواجهة بشهادة الضيوف الذين حلوا بالمدينة وغادروها وكلهم أمل في العودة إليها والغناء من جديد أمام جمهورها الذواق والعارف للفن الأصيل على اختلاف ألوانه ومشاربه·