كشف رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، عن سبب جديد من الأسباب الرئيسة التي دفعت الحركة إلى الانسحاب من التحالف الرئاسي وفك الارتباط مع جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي هو ''عدم تدوير منصب رئيس الحكومة وانفراد حليفيه به دون الحركة''· وأوضح أبو جرة سلطاني، في ندوة صحفية لشرح خلفيات انسحابه من التحالف الرئاسي، أن الأمر لا يتعلق بلوم موجه إلى رئيس الحكومة أو إلى حزبي التحالف الأفلان والأرندي، إنما هي محاولة لتكريس ثقافة سياسية تقول إن أي جزائري يمكنه أن يصل إلى رئاسة الحكومة، مضيفا إن الذي يجب أن يسأل هو كيف لا تصل حمس إلى الحكومة وليس العكس· بالمقابل، قال أبو جرة سلطاني إن خروجه من التحالف لا يعني العداوة بين الحليفين السابقين الأفلان والآرندي اللذين أصبحا منافسين، ملمحا إلى أن مسألة التحالف مع أية جهة أخرى تبقى واردة· وبرر أبو جرة سلطاني عدم انسحاب وزرائه الأربعة من الحكومة موازاة مع انسحاب الحركة من التحالف، بأن الحكومة عينها رئيس الجمهورية ووزراؤها وزراء الرئيس، حتى الوزير الأول ليس له برنامج بل ينفذ برنامج الرئيس، لذلك فإن الحكومة ووزراؤها لا لون سياسي لها، وبالتالي ليس هناك مبررا لاستقالتهم من الحكومة· غير أن سلطاني يعتبر في الوقت ذاته الحكومة ذات لون سياسي عندما يتعلق الأمر بالانتخابات، مطالبا بحكومة تكنوقراطية تشرف على الانتخابات التشريعية المقبلة، مبررا ذلك بأن ترأس حزبي لحكومة تسير الانتخابات يؤثر بطريقة ميكانيكية على الناخب، مضيفا إن دعوة الحركة لحكومة تكنوقراطية للإشراف على التشريعيات هدفها أيضا استدراك ما تم رفضه في البرلمان بشأن ضرورة استقالة الوزير المترشح لمقعد نيابي· أما بشأن تصريحات أحمد أويحيى التي دعا فيها تركيا إلى عدم المتاجرة بدماء الجزائريين، فقال أبو جرة سلطاني إنه ''يجب أخذ التصريح على أنه من الأمين العام للتجمع الوطني الوطني الديمقراطي، وذلك رأيه وهو حر فيه، لأنه إذا كان قد قاله بصفته الوزير الأول، فذلك أمر خطير، لأن السياسة الخارجية من صلاحيات رئيس الجمهورية''· وانتقد سلطاني تصريح أحمد أويحيى، متسائلا ''لماذا نرفض استغلال موقف مساند لمطلب الجزائريين في اعتراف واعتذار فرنسا الرسمية عما قامت به فرنسا الاستعمارية من مجازر في حق الجزائريين، واصفا تصريح أويحيى ''بورقة لفرنسا تقول لها شكرا عما فعلت بنا''، رافضا مقولة إن الحديث في الأمر من قبيل ''البكاء على الأطلال''·