لم تكن الثلوج المتساقطة على جبال ولاية بومرداس التي افتقدتها منذ سنوات نعمة بقدر ما كانت نقمة على القاطنين بهذه المناطق الجبلية الذين يعانون البرودة القارسة في ظل غياب الغاز الطبيعي، وكذا الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي· تزينت العديد من جبال الولاية بالحلة البيضاء، التي أدت في العديد من البلديات إلى عزل مواطنيها على مقر البلدية، بعد عزوف الناقلين عن العمل تفاديا لحوادث المرور، وكذا تزلج الطريق مثلما هو الحال بأعالي بلدية الناصرية بقرية ورياشة وآيت سليمان المتاخمتين لجبال سيد علي بوناب، وكذا قريتي أيت عبد الهادي وتلموت ببلدية بني عمران وعمال، وكذا بشعبة العامر وأعفير، حيث أكد القاطنون بهذه المناطق، أنهم يعانون الأمرين منذ ليلة أول أمس بعد سقوط الثلوج التي منعتهم من الخروج لقضاء حاجياتهم، وقال سكان هذه القرى إنه بقدر ما استبشروا خيرا بالثلوج التي زينت جبالهم بقدر ما يعانون بسببها نتيجة غياب ضروريات الحياة بدءا بالغاز الطبيعي الذي تفتقده العديد من المناطق الجبلية، حيث لا تتجاوز نسبة التغطية بهذه المادة الحيوية على مستوى الولاية 17 بالمائة، حيث يتم التزود بالغاز الطبيعي بنسبة 2 بالمائة في السنة، وقال محدثونا إنهم يضطرون إلى الاستعانة بالحطب للتدفئة في ظل غياب الغاز ، وأن العديد منهم يلجأ تحت البرودة القارسة إلى الغابات المجاورة لهم لجمع الحطب سواء للاستعمال المنزلي أو التدفئة، كما تسببت الثلوج في قطع بعض الطرقات الجبلية التي منعت القاطنين من التنقل مثلما هو الحال بقرية آيت عبد الهادي بعمال، وغياب الخضر في الأسواق المجاورة بسببها· إذا كان هذا حال الأولياء، فإن الأطفال وجدوا فرصة للعب في الثلج رغم البرودة الشديدة التي تعرفها مناطقهم الجبلية التي لم تمنعهم من الخروج· من جهته، أكد مصدر من الحماية المدنية أن هذه الأخيرة لم تسجل أي تدخلات في هذا الشأن·