بيجان جلالي BIJAN Galali في يوم ما ستأتي ولا يبقى مني سوى الظل سوف تتكلم عن أشجار تخصك ونجوم سوف تأخذ بيدي ونتمشى جنبا إلى جنب سأتكلم عنك وعن الأشجار والنجوم وبعدها سنقفل راجعين من نفس الطريق أما أنا سأظل أنتظرك إلى نهاية العمر· *** إنه الليل إنه الليل وأنت وحيد في هذا الليل أما أنا سأكون حارسك وحارس هذا الليل *** كنت الصمت الهدوء الليل لما ارتفعت فجأة فتنة الحياة كي تساقط كغبار فوق ركبتيك· *** يا الله ماذا سيتبقى لديك لما نسرق منك هذا الكون *** عندما أكتب قصيدتي ويدي تعانق يدك أسمع صوتك وقلبي يخفق على إيقاعاته حتى عندما لا أكتب قصيدتي سأكون حتما في انتظارك *** في اليوم الذي تشخين فيه سأحبك إلى الأبد لأنك يا حبي مبتدأ الربيع من جسدك الذي لا يعرف معنى للخريف لهذا سأظل أحبك للأبد· - (*) العنوان للمترجم· بيجان جلالي (1927 - 1999)، شاعر من خلاصة قران رجل وعالم، هو ذلك الشاعر الذي تجاهل الزمن التاريخي لأجل إقامة حوار مع الخلود، تتميز نصوصه الشعرية بالأخوة الكونية اللامحدودة، وهو ما يعكس حبه للحياة والعالم أجمع. نستشف من خلال أعماله نشوة نابعة من تواصله الدائم بالطبيعة، كما صرح ذات يوم قائلا: ''أظن أن العالم محفوف بجمال باهر''· الوصف نفسه ينطبق على حبه للتاريخ والشمس، لكنه يختار الشمس·. تبتعد أشعاره عن هموم السائد ومشاكل الإنسان المعاصر وكل ما يتعلق به من القلق والتجهم، يستعمل لغة شعرية بسيطة شكلا ومضمونا، أشعاره واضحة، بيد أن مسحة من الألم تنطلي على كلماته ومعانيه وما تلبث تدور في فلكه الشعري تيمة الحزن - الموت كثنائي لموضوعاته الشعرية البارزة، إلا أن الشاعر بدلا من عزل نفسه في حالة يأس وعدمية، تمكن من تجاوزهما من خلال حالة من الإيمان الصوفي.