اغتيل ليلة أول أمس، مجاهد بقرية قنطيجة التابعة لبلدية عين الزاوية الواقعة على بعد 30 كلم جنوب غرب تيزي وزو، من طرف مجموعة إرهابية مسلحة· واستنادا لمصادر محلية مؤكدة، فإن هذه العملية الإجرامية نفذها عدد معتبر من العناصر الإرهابية الذين توغلوا داخل القرية المذكورة واقتحموا منزل المجاهد المدعو ''باحمد سعيد''، البالغ من العمر 72 سنة، وطالبوا منه الخروج لمقابلته لأمر يهمه· ونقلت مصادرنا، أن المجاهد وبعد اكتشافه أن هؤلاء الذين يطلبونه هم إرهابيين، صرخ بصوت عال مطالبا النجدة من سكان القرية، حيث سارع عدد معتبر من المواطنين الذين كانوا في مقهى القرية لإنقاذه، لكن العناصر الإرهابية أطلقوا وابل من الرصاص صوب جسده برشاش الكلاشينكوف، قبل أن يلوذوا بالفرار نحو غابات بومهني المحاذية· وتكفل سكان القرية بنقل المجاهد الذي أصيب بجروح بليغة إلى مستشفى بوغني، واستدعت إصابته الخطيرة إدخاله مباشرة إلى جناح العمليات· وكشفت مصادر طبية، أن الضحية توفي بعد حوالي نصف ساعة من دخول المستشفى متأثرا بالإصابة، مشيرا إلى أن رصاصات الإرهابيين توغلت في أطراف حساسة من جسده على غرار الصدر والقلب والرأس· هذا، ونقلت مصادرنا المحلية، أن المجاهد الذي تعرض لعملية التصفية ينحدر من قرية قنطيجة، ويقطن بالجزائر العاصمة، حيث كان في زيارة إلى مسقط رأسه، وقضى أمسية أول أمس، كلها بداخل مقهى القرية رفقة السكان ورفقائه، قبل أن يتعرض لعملية اغتيال· هذا وإلى حد كتابة هذه الأسطر لا تزال عائلة الضحية وسكان القرية يجهلون الأسباب التي دفعت بالإرهابيين إلى تنفيذ هذه العملية، مؤكدين أن المجاهد الضحية لا تربطه أي علاقة مع مصالح الأمن ولم يسبق له وأن رفع السلاح ضد الإرهابيين· هذا، وأكدت مصادرنا المحلية، أن هذه الجريمة خلفت ذعرا وهلعا شديدا في نفوس سكان قرية قنطيجة، وذكرتهم بسنوات الجمر التي عاشوها خلال العشرية السوداء باعتبار أن هذه القرية التي تقع بمحاذاة الطريق الولائي رقم 128 المؤدي إلى بوغني، شهدت عدة عمليات إجرامية بصفة متكررة من طرف الجماعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة، لاسيما تعرض المواطنون إلى عمليات الجرد والابتزاز لممتلكاتهم وأموالهم باعتبار هذه القرية هي همزة وصل تربط بين غابات آيت يحي موسى وغابات بومهني وغابات معاتقة، التي يستخدمها الإرهابيين بكثافة·