أسابيع قبل اعتقاله على إثر المشادات التي جرت بينه وبين عباسي مدني، كان استقبل بمعقله بسيدي بلعباس، أول مساعدي مصطفى بويعلي، الشاب أحمد مراح الذي كلف من طرف بويعلي بالاتصال مع نشطاء الحركة الإسلامية في منطقة الغرب والشرق الجزائريين الذين كانوا مقتنعين باستعمال القوة والانخراط في النشاط المسلح... يقول سي عثمان محمد “... التقيت مع أحمد مراح في بيتي، وسط مدينة سيدي بلعباس، وكان رفقتنا بشير فقيه، وعبد الحق ديب ومحمد منور، واستمر نقاشنا إلى غاية ساعة متأخرة، وأيام بعد لقائنا مع أحمد مراح الذي سينقلب فيما بعد علينا وعلى مصطفى بويعلي، بحيث هو من قام بالتحقيق معي لما تم القبض عليّ ومع باقي الإخوة الذين استقبلوه في سيدي بلعباس، أن التقي بمصطفى بويعلي، وبالفعل توجهت إلى البليدة وكان لي لقاء مع محفوظ نحناح الذي لم يكن متحمسا لمثل هذا التوجه، واعتبر ذلك مغامرة غير محمودة العواقب انتظرت يومين، والتقيت لأول مرة بمصطفى بويعلي الذي كان يعيش في سرية بإحدى المزارع ضواحي منطقة الأربعاء.. وفاتحني إن كنا وجماعتي على استعداد للانخراط في العمل المسلح، وسألني إن كان بحوزتنا المال والسلاح.. وعندئذ صارحته أننا نحضر لهذا اليوم المشهود منذ ثلاث سنوات أو أكثر، وبالفعل فلقد تمكنا من الحصول على بنادق من لدى عدد من المجاهدين في المنطقة الغربية، كما تحصلنا من عند بعض تجار المنطقة الغربية سيدي بلعباس، مستغانم، تلمسان على المال، كما أخبرت مصطفى بويعلي عن لقاءاتي بإخوة سوريين عرضوا علي مساعدة في تدريب عناصرنا وكذلك عن اتصالاتي ببعض الإخوة الذين كانوا ينشطون في جماعة الدعوة والتبليغ الذين عرضوا علي المساعدة المادية بالمال والسلاح وتدريب عناصرنا بالمنطقة الفرنسية نيس...". والسؤال الذي ظل يطرح بإلحاح، كيف انتقل مصطفى بويعلي من مناضل في جيش التحرير وجبهة التحرير ومرورا بجبهة القوى الاشتراكية إلى مؤسس تاريخ إحدى أقوى الجماعات الإسلامية الجهادية في تاريخ الجزائر؟ ما كان يعرف على مصطفى بويعلي أنه كان ذا مستوى متواضع في الثقافة الدينية، بل كان فرانكفونيا وذا ميولات نحو اليسار الشعبوي أكثر منه ميلا نحو الإيديولوجيا الإسلامية الراديكالية، مثل هذا السؤال الذي ظل يطرحه أكثر من مقارب على إطلاع على خبايا الحركة الإسلامية، يفتح الباب أمام فرضية أساسية، وهي، أن مصطفى بويعلي تم إدراجه داخل لعبة حبكت خيوطها في سرايا النظام والتي كان الشاذلي أو المقربون منه أحد نساجها.. فمصطفى بويعلي الذي كان يعيش حياته بعيدا عن أوساط الحركة الإسلامية سرعان ما سيكتشف عالم الإسلام باعتباره قوة روحية لكن أيضا سياسية، وحدها القادرة على إعادة الإعتبار لتضحيات الشهداء من أجل استقلال الجزائر وأيضا على إنقاذ الثورة الجزائرية من الإنحرافات التي شابتها وذلك منذ الإنقلاب الذي قامت به مجموعة وجدة وجيش الحدود الغربية ضد الحكومة المؤقتة التي كان يرأسها يوسف بن خدة، فبويعلي مصطفى لم يكن جهويا وهذا بالرغم أنه انضوى تحت راية جبهة القوى الإشتراكية عندما اختارت هذه الأخيرة طريق المعارضة المسلحة ضد مجموعة أحمد بن بلة التي استولت على السلطة بقوة السلاح، لكنه كان يشعر بالمرارة تجاه جماعة وجدة التي اتجهت بإقامة نظام الحزب الواحد، وأجهزت على الحريات، وأصبح كل من يعارضها يعد في قائمة المغضوب عليهم، وأدرك مصطفى بويعلي أن الإنقلاب الذي قاده الكولونيل هواري بومدين على رفيقه أحمد بن بلة لم يكن تصحيحيا لمسار الثورة، بل كان تثبيتا للسلطة الشخصية وللديكتاتورية خاصة بعد أن تمكن بومدين من القضاء على كل وجود في الحياة السياسية الناشئة للمعارضة بمختلف وجوهها التاريخية وأطيافها الإيديولوجية والسياسية.. ولقد انتبه مصطفى بويعلي أن الجزائريين في ظل عملية التصحير الإيديولوجي اتجهوا بوجدانهم نحو الإسلام باعتباره قوة أخلاقية قادرة على التجنيد وتعبئة الرأي العام.. وكان هواري بومدين يدرك ذلك جيدا، لذا فبالرغم أنه حاصر الإحتجاجيين الإسلاميين الذين كانوا ينتقدون توجهاته الإيديولوجية والسياسية مثل الشيخ العرباوي، وحويدق مصباح وعبد اللطيف سلطاني ظل محافظا بالإعتناء بالإسلام وذلك من خلال إقامة ملتقيات الفكر الإسلامية واستعمال الدعاية الدينية بالتحالف مع الجزء الموالي له من قدامى مناضلي جمعية العلماء المسلمين مثل الشيخ أحمد حماني الذي أصبح على رأس المجلس الإسلامي الأعلى، وعبد الرحمان شيبان الذي سيصبح مفتشا في التربية ووزيرا فيما بعد للشؤون الدينية.. وكان لقاء مصطفى بويعلي بشاب كان يقيم بفرنسا وجاء إلى الجزائر لأداء خدمته العسكرية حاسما ومنعرجا كبيرا في حياته الروحية والسياسية، وكان هذا الشاب يدعى عبد الهادي دودو، وهو أصيل منطقة الجنوب بالوادي.. كان مزدوج اللغة، وفصيحا باللغة العربية، تتوفر فيه كل سجايا الخطيب، استمع إليه مصطفى بويعلي لأول مرة في مسجد الأرقم الذي كان يشرف عليه خطيب الشيخ أحمد سحنون وأتباعه من جماعة الجزأرة وعلى رأسهم محمد السعيد، وكان عبد الهادي مقربا من علي بن حاج الذي بدأ نجمه يبزغ في تلك الفترة، عرض عليه مصطفى بويعلي أن يصبح إماما خطيبا بمسجد العاشور الذي كان مصطفى بويعلي يتولى رئاسة لجنته، وسرعان ما أصبح مسجد العاشور بؤرة ومعقلا حقيقيا لتيار الإسلام الراديكالي الذي أخذ على عاتقه بناء وبلورة خطاب جديد مختلف عن خطاب الإخوان المسلمين المسالم تجاه السلطة، لقد تحول مسجد العاشور إلى جهاز حقيقي منتج لخطاب لكن أيضا لسلوكات جذرية ونقدية لسلطة الشاذلي بن جديد التي اتهمت بالفساد والترويج لقيم غربية معادية للإسلام ولعقائد الجزائري الدينية.. وعندما غادر عبد الهادي الجزائر عائدا لفرنسا، خلفه مصطفى بويعلي ليتولى منبر الخطابة، وكان هذا الأخير تمكن في وقت وجيز من تحسين لغته ومعلوماته ووظف بذكاء لكنته القبائلية في إنتاج خطاب له خصوصيته وكان بالفعل خطابا بسيطا مباشرا وراديكاليا، وهذا مما أعطاه سمعة جماهيرية وبعدا شعبيا بحيث أصبح مسجد العاشور منبرا حقيقيا لكل الساخطين والمتذمرين من سياسة خليفة بومدين التي وصفت بالنفاق وبمحاولة خداع المؤمنين والمخلصين للوطن والدين.. ظلت التقارير المعدة من طرف أجهزة الأمن تصل إلى مكتب الرئيس تباعا وكانت كلها تنصب حول ضرورة إيقاف هذا الرجل الذي أصبح يهدد الأمن العام، لكن الشاذلي بن جديد لم يكن متحمسا لاستعمال اليد الفولاذية، فبدا له ذلك مبكرا وغير مفيد، خاصة وأنه لم يكن ينظر بعين راضية لليسار الممثل في حزب الطليعة الإشتراكية حتى وإن كان هذا الأخير عبر من خلال لسان حاله، “صوت الشعب" عن دعمه للتوجهات الجديدة، وأيضا لما يحدث في منطقة القبائل، وفيما يبدو أن مصطفى بويعلي قد تلقف الرسالة من خلال بعض رفاقه من قدامى المجاهدين الذين أسروا له أن الشاذلي بن جديد ينوي لكن خطوة خطوة التخلص من كل من يقفون حجر عثرة لأسلمة الدولة، فأقبل مصطفى بويعلي على عملية جديدة تمثلت في إنشاء “مجموعة النهي عن المنكر" وهي عبارة عن شرطة إسلامية موازية لجهاز الأمن الرسمي، بحيث راحت تقوم بحملات تأديبية ضد محلات بيع الخمور، ودور الدعارة وضد الاختلاط في الحدائق والأماكن العمومية وداخل بعض المؤسسات التابعة للدولة، أثار مثل هذا التحدي قلاقل وتذمرا داخل الأجهزة، وهذا ما دفع ببعض الجهات داخل السلطة إلى محاولة توقيف مصطفى بويعلي بتاريخ 10 أكتوبر، داخل وحدة سونيليك العاشو حيث كان على رأس “وحدة الصحة والأمن" وباءت محاولة توقيفه بالفشل عندما تمكن مصطفى بويعلي من الهروب وبالتالي دخل السرية، وأضفى عليه ذلك مسحة أسطورية باعتباره ملاحقا من قبل الأمن.. وعُرفت هذه القضية بقضية العاشور، وسعى الإسلاميون الراديكاليون إلى استثمارها في خطب الجمعة بمسجد العاشور وفي مساجد أخرى على مستوى التراب الوطني، مثل مساجد السلام، والأرقم وعثمان بن عفان في سيدي بلعباس، وفي مساجد ورڤلة، وسطيف وقسنطينة.. تدخل رفاق مصطفى بويعلي في منظمة المجاهدين لدى مدير الأمن القوي حينذاك، الهادي لخضيري الذي كان محسوبا على التيار الليبرالي من أجل إيجاد حل وتسوية، ولم يجد الشاذلي من بأس لإعادة المياه إلى مجاريها، وهكذا شعر يوسف يعلاوي الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين بالرضا والإطمئنان ونظم لقاء سريا بين مصطفى بويعلي ورجل الأمن القوي الهادي لخضيري الذي منحه ضمانات من خلال اتفاق غير مكتوب ليواصل “نشاطاته الدعوية" لكن بشرط ألا يخل بالنظام العام وألا يتناول بالنقد المباشر شخص رئيس الجمهورية في خطاباته أيام الجمعة.. لكن هذا الإتفاق لم تنظر إليه الإستخبارات العسكرية والتي دخلت وقتها في حرب خفية ضد المديرية العامة للأمن الوطني التابعة لوزارة الداخلية وبالتالي المقربة من دوائر الرئاسة بعين الرضا، لقد اعتقدت أن ثمة لعبة تنسج خيوطها من خلال مجموعات الإسلام الراديكالي ضدها خاصة بعد أن ظهر مصطفى بويعلي من جديد على الساحة أكثر قوة واعتدادا بالنفس في عدة مساجد بالجزائر العاصمة عندما هاجم بشكل مباشر مصالح الأمن العسكري التي اتهمها بممارسة التعذيب وغلق الأفواه والاعتداء على شرف الجزائريين.. وقادت المحاولة التي باشرتها مصالح الأمن العسكري لتوقيف مصطفى بويعلي من جديد باسم تهديده للأمن العام إلى مصرع أخ مصطفى بويعلي، وهذا ما دفع بهذا الأخير إلى العودة مجددا للسرية، والدخول في مرحلة أكثر حسما وجذرية تمثلت في إنشاء “الحركة الإسلامية المسلحة" وكان من أهدافها الرئيسية إقامة دولة إسلامية عن طريق الجهاد المسلح.. وفي بيان التأسيس الذي سجله مصطفى بويعلي في شريط سمعي تم توزيعه في المساجد والأحياء الشعبية، أعلن مصطفى بويعلي عن الجهاد ضد النظام الحاكم العسكري الفاسد، وطالب الجزائريين الشرفاء بالالتحاق بحركته المسلحة الجهادية وذلك من أجل إقامة الدولة الإسلامية التي كانت من أهداف ثورة نوفمبر 1954، كما طالب الشرفاء من رجال الشرطة والدرك ورجال القضاء التخلي عن النظام، وحذر كل من يظل مرتبطا بالدفاع عن النظام “الطاغوتي والمستبد" هو في عداد المرتدين، وكل مرتد يقتل كما قال في البيان التأسيسي للحركة الإسلامية المسلحة، كما وصف في نفس البيان شخصيات دينية، مثل الشيخ محمد الغزالي بعلماء السلطان والخونة لقضية الإسلام ونعتهم بالمرتشين وإخوان الشياطين... كاد الشاذلي بن جديد أن يفقد عقله من شدة الغضب وهم يضعون على مكتبه الشريط التأسيسي للحركة الإسلامية المسلحة، وهو يصغي إلى تلك الأوصاف والنعوت القاسية التي وصفه بها مصطفى بويعلي، وربما لأول مرة كما يقول أحد مستشاريه المقربين تسربت الشكوك إلى نفسه حول مدى صدقية الإسلاميين ووفائهم، وبدا وكأنه أصيب بخيبة أمل مريرة، يقول لي هذا المستشار “كانت الساعة حوالي السادسة مساء عندما استدعاني الرئيس إلى مكتبه، والغضب ظاهر على ملامحه، وقال لي، ماذا تريد هذه الجماعة.. ألم تقولوا لي، أنهم كانوا يشعرون بالرضا والسعادة على ما وفرته لهم من أمان وحرية..؟! ألم أخلصهم مما كانوا يعانون منه من ظلم واضطهاد في وقت الهواري..؟! ثم من يكون هذا بويعلي ليجرّح في شخصية عالم كبير، مثل الشيخ محمد الغزالي؟!!" أعطى الشاذلي بن جديد الضوء الأخضر لمصالح الأمن أن تضرب بقوة وبدون تهاون كل من يريدون إشعال نار الفتنة في الجزائر.. حاول مصطفى بويعلي أن يكثف من اتصالاته بالدعاة والعلماء الدينيين والناشطين ليزكوا حركته ومن بينهم العرباوي وأحمد سحنون وعباسي مدني وعلي بن حاج.. لكنه لم يجد أذانا صاغية، إلا من الشيخ الشاب علي بن حاج الذي تم القبض عليه بتهمة الانتماء إلى جماعة مصطفى بويعلي... شرع مصطفى بويعلي في تأسيس الفروع للتنظيم الجديد المسلح والحصول على الأسلحة اللازمة.. وفي شهادة عن أخيه يروي محمد بويعلي للصحفي الأمريكي روبرت فيسك فيقول: «أصبح مصطفى بويعلي في حالة فرار وبدأ بإجراء اتصالات من أجل العمل العسكري، تحدث إلى معظم العلماء.. إلى الشيخ نحناح وعلي بن حاج والشيخ أحمد سحنون وعباسي مدني وقال إنه سيلجأ إلى العمل العسكري وإن عليهم التحدث في المساجد.. والتقى مئات من أصدقائه الفدائيين القدامى في الجبال.. وشكل منهم مجموعات مسلحة، كما اتصل بشباب باب الواد وبدأ يصنع قنابل"، ويضيف “في أواخر 1982 أطلق بويعلي النار على ضابط شرطة وجرحه عند نقطة تفتيش على الطريق فتحركت الحكومة ضد أنصاره جميعا، وجرى اعتقال 47 منهم بين منتصف ديسمبر وبداية جانفي 1983، و 103 آخرين في ماي.. وفي السنوات التالية لجأ بويعلي إلى عمليات السلب لجمع الأموال، وقامت الحركة الإسلامية المسلحة بمهاجمة كلية الشرطة للحصول على الأسلحة، وركزت حركة بويعلي المسلحة على عمليات هي أشبه بالعمليات التي انتهجها جيش التحرير عشية أول نوفمبر 1954، فتمثلت العملية الأولى في الإستيلاء على كمية متفجرات من مقلع كاب جنات، كان ذلك في نوفمبر 1982 وشارك فيها مصطفى بويعلي، أحمد مراح، عبد الكريم رمضان، عبد العزيز عوالي وعمر فرّاح، وكانت الخطة المعدة للتوسيع من نشاطات الحركة الإسلامية المسلحة تتمثل في اغتيال عدة مسؤولين سامين منهم الوزير الأول في حكومة الشاذلي بن جديد أحمد بن عبد الغني ومسؤول حزب جبهة التحرير محمد الشريف مساعدية والمسؤول الأول على الناحية العسكرية الأولى العقيد عطايلية، بالإضافة إلى تفجير مطار هواري بومدين الدولي ومقر حزب جبهة التحرير ومبنى الإذاعة والتلفزيون الجزائري وفندق الأوراسي ومقر جريدة المجاهد الحكومية.. ومن وجهة نظر رسمية جاء في قرار الإحالة أنه بتاريخ 5 جانفي قدم قسم الأبحاث التابع للدرك الوطني بالجزائر العاصمة مجموعة، عددهم 47 متهما أمام النيابة العامة بمجلس أمن الدولة... وحسب ما أتى في التحقيق فسبب تحريك هذه القضية هو الإعتداء المسلح الواقع في 17 / 11 / 1982، بالمكان المسمى مونكادا بابن عكنون من طرف بويعلي مصطفى ومراح أحمد وبن رمضان عبد الكريم الذين أطلقوا نار رشاشاتهم على الدركيين القائمين بمراقبة المرور، عندما قام هؤلاء بمراقبة وثائقهم.." وتوصلت الوثيقة إلى أن “هذه المنظمة بدأت أولى نشاطاتها في 1979 وهو التاريخ الذي سلم فيه أحد عناصرها رايت كمال مبلغ 5000 دج للمسمى سريد محمد قصد شراء بندقية رشاشة، وكان لهذا الأخير أن انتقل إلى دوار الزارمة بولاية برج بونعامة واشترى من بوقصة محمد السلاح، وما بين بداية سنة 1981 إلى شهر أفريل 1982 كان بويعلي مصطفى يلقي دروسا دينية يتطرق فيها إلى الكلام عن بعض الأوضاع كالتبذير والآفات الإجتماعية الأخرى وبعث الشباب على أن يلتفوا حول ما يسميه بمجموعة تغيير المنكر، ومن بين أنصاره المجتهدين لإنجاح الخطة نجد بوسنينة محمد المدعو حمودي وبن ميرادي محمد ومراح أحمد وبن رمضان عبد الكريم ومغني عبد القادر وشارف محي الدين الذين كانوا يحضرون هذه الدروس.... وابتداء من أفريل 1982 اختفى بويعلي مصطفى وكلف بوسنينة محمد بتنظيم لقاءاته ببساتين واد الرمان مع أعضاء المنظمة الذين وزعوا كالتالي: المجموعة الأولى المسماة بالجزائر الساحل وأعضاؤها: بوسنينة محمد وشارف محي الدين وبن ميرادي محمد والمجموعة الثانية المسماة بمجموعة المتيجة وأعضاؤها مصطفى بويعلي وبويعلي محمد وبن رمضان عبد الكريم...".