أكد الرائد فاروق عاشور الملكف بالإعلام على مستوى قيادة الحماية المدنية، أن المدير العام للقطاع مصطفى لهبيري وجه مراسلات للولاة، يدعوهم فيها إلى جملة من الإجراءات من أجل تفادي أخطار الفيضانات المسجلة في كل سنة بمجرد تهاطل الأمطار عند بداية كل فصل شتاء. وتنص المراسلات التي وجهها الطاهر لهبيري إلى الولاة، أوت الفارط، في إطار المخطط الوطني لتفادي أخطار الفيضانات عبر الولايات، على ضرورة قيام مصالح البلدية بتطهير بالوعات صرف المياه، عند بداية كل موسم شتاء وبعد كل تساقط للأمطار حتى تتفادى تراكم الأوساخ والأتربة فوق البالوعات، ما يؤدي إلى انسدادها. وكانت مسألة تطهير المسالك والفضاءات المحيطة بالأودية لاسيما تلك التي تعرف انتشار البنايات بجانبها، أهم النقاط المدرجة في إرسالية المدير العام للحماية المدنية، التي أشار من خلالها إلى وجوب مضاعفة الجهود من أجل القيام بعمليات التطهير لاسيما بالوعات صرف المياه التي غالبا ما تتسبب فيها الأشغال التي يجريها المواطن لبيته في فصل الصيف ويترك بقايا مواد البناء مرمية في الشوارع، الأمر نفسه بالنسبة لورشات البناء، مما يتسبب في سد البالوعات بمجرد تساقط أولى الأمطار. واقترحت مصالح الحماية المدنية في تقريرها الذي أعدّته، بناء على ما يقف عليه أعوانها ميدانيا من أسباب حدوث أخطار فيضانات، عقد اجتماعات تنسيقية ما بين القطاعات المعنية بالظاهرة وكذا مراقبة مخططات التدخل وتدارك الأخطاء المسجلة في كل مرة وإجراء مناورات افتراضية مع كل القطاعات المعنية بإجراءات التنسيق معها. وأعاب المسؤول على المواطن عدم أخذه بنصائح مصالح الحماية المدنية التي تدعو المواطنين من خلال المحطات الجهوية التي أصبحت تتوفر عليها كل ولاية إلى ضرورة تجنب المرور في الطرقات التي تمر بها الأودية لاسيما المسالك في حالة سقوط الأمطار، وتبقى إجراءات التهيئة العمرانية للولايات الأكثر خطورة للفيضانات هي الحل الوحيد لمجابهة الفيضانات باعتبار أشغال حماية المدن بمشاريع كبيرة هي أفضل حل كما هو جاري في ولاية غرداية، وهي عمليات طويلة المدى يقول الرائد عاشور إلا أنها ضرورية. وأعدت مديرية الحماية المدنية بطاقية وطنية لخطر الفيضانات على الولايات، حيث صنفت البطاقية 12 ولاية ضمن خانة خطر مرتفع جدا ومنها الجلفة والمسيلة وبرج بوعريريج وعين الدفلى، عنابة، سكيكدة وجيجل وتيزي وزو وهناك ولايات تأتي في المرتبة الثانية من البطاقية من نوع خطر مرتفع وعددها 14 ولاية، أما الولايات المصنفة على أن درجة الخطر بها متوسطة فعددها 11 ولاية، في حين بلغ عدد الولايات ضعيفة الخطر ب 11 ولاية. وعن موجة الثلوج التي شهدتها البلاد الشتاء الفارط وما صاحبها من احتجاجات للمواطنين بسبب الحصار الذي فرض عليها لعدة أيام، إثر محاصرتها بالثلوج، قال فاروق عاشور إن فرق الحماية المدنية لا يمكنها التدخل دون أن توجه لها نداءات إستغاثة، كما أن القطاع ليس مكلفا بعملية تزويد السكان بالغاز والخبز، كما أن فك العزلة عن الطرقات المقطوعة ليس من صلاحيات فرق الحماية المدنية، وبالتالي فإن القطاع لم يسجل العام الفارط أي عجز في وحداته أثناء الكارثة الطبيعية التي ألمت بعدد كبير من السكان. ونوه المسؤول بأن فرق القطاع تضع في مخططات تدخلاتها الوطنية لكل موسم الإحتياطات اللازمة في أكثر السيناريوهات المتوقعة من حيث خطورة الأحوال الجوية. وذكر المتحدث بأن القطاع سجل ارتفاعا في نسبة التغطية الوطنية لوحداته عبر الولايات من 30 بالمائة سنة 1990 إلى 70 بالمائة هذا العام، وتسعى قيادة القطاع إلى تحقيق شامل لنسبة تغطية 100 بالمائة علما أن النسبة المتبقية من التغطية تمس مناطق غير معروفة بتواجد سكاني كثيف مثل أدرار.