عاشت قاعة قصر الثقافة مفدي زكريا، سهرة السبت المنصرم، عروضا كوريغرافية متنوعة من عين الدفلى والمجر وفنزويلا. حمل العرض الأول لفرقة دار الثقافة لعين الدفلى عنوان “الأخوة"، استعرض فيه الراقصون قدراتهم الجسدية والفنية، للتعبير عن موضوع الترابط الاجتماعي بين أفراد الوطن الواحد، من خلال لوحات عكست مواقف الصراع والفرقة تارة، ومحاولات لمّ الشمل والتفاهم، تارة أخرى. وقد كان الجسد هو الأداة الوحيدة فوق المنصة، بصفته الهيكل الذي تبنى عليه الحياة، لحظة انتعاشها بالآخر، أو ساعة إنكسارها عند الاصطدام بالنقيض، بينما تسعى إلى الانتفاض في شكل قفز وركض بعد أن تمرغت على الأرض، واستسلمت للرضوخ تحت إضاءة ضئيلة، أرسلت في المتلقى نفسه هاجس الشتات، خاصة وأن اللباس كان أسودا حالما، لكنه مفتوح على عضلات راقصين أقوياء البنية. من المجر حطت فرقة “ادام زمبريزكي زادام" رحالها بالجزائر، في عرض بعنوان “بروفيل"، وهي لحظة راقصة تحكي ملامح التكنولوجيات الحديثة، وأثرها على الفرد. والعالم الافتراضي الذي دخل فيها الناس، يعيشون في شبكات اجتماعية جديدة، مختلفة عن النسيج التقليدي المعهود. كل العمل دار حول جهاز الكمبيوتر الصغير، الذي تحول إلى أداة فنية، بعيدا عن الاستعمال المتعارف عليه. يحوم حول ثلاثة راقصين يفتحون عبره عوالمهم الجديدة. طاقة ملفتة انبثقت من الجسدين المتراقصين على الخشبة، والقادمين من فنزويلا، في عرض “وجوه أو اعتقاد" للفرقة الوطنية للرقص. حركات مستوحاة من الرقص التقليدي للمنطقة، نقلها المصمم إلى مجال الرقص المعاصر، حيث يمكن تجريب كل الأساليب الممكنة لإخراج الجسد من سجن الأفكار المسبقة. الرقص الفلسطيني بكل أطيافه ومرجعياته، كان حاضرا هو الآخر في المهرجان الدولي، بفرقة الشرق والرقص المسرحي التي قدمت “ما وراء الجدار"، لوحة جسده راقصة واحدة تحمل دلالات راهنة عن وضع الفلسطينيين، من خلال حركة كثيفة على الركح، إشارات ميمية، وإظهار لعضلات الجسد، على خلفية رنين أوتار العود، نقلت حالة من الترقب والقلق يعيشها الفلسطينيون في غزة وباقي الراضي المحلتة.