كشفت مصادر مسؤولة بالمحطة البرية للخروبة بالعاصمة، أن المديرية العامة للأمن الوطني وافقت على طلب إنشاء مركز أمن حضري يقع بمحيط المحطة، مهمته حفظ الأمن والنظام بعد العجز الأمني الفظيع الذي أسقطته فيه شبكات الإجرام والدعارة والمخدرات. تعتزم المديرية العامة للأمن الوطني، بناء مركز أمني جديد بأهم محطة نقل بالجزائر العاصمة، لاقتناعها بأن المسافرين الذين يرتادون هذا الهيكل القاعدي معرضين لأخطار أمنية جمة تتسبب فيها شبكات الإجرام والدعارة ومتاجرة المخدرات، الذين خلقوا أجواء من الخوف والرعب بداخل المحطة البرية وبمحيطها إلى درجة تشويه سمعة المكان بين عامة الناس، حيث يتعيّن على مرتادي المحطة مضاعفة الحيطة والحذر بمجرد دهول محيط محطة الخروبة. وابتدعت شبكات الإجرام تقنيات سرقة واعتداءات دفع خروجها عن السيطرة، المديرية العامة للمحطة إلى الاستنجاد بالمديرية العامة للأمن الوطني من أجل تعزيز تواجدها هناك. وتفيد المعلومات أن الطلب حظي بالموافقة رسميا “ولم يبق سوى مباشرة الإجراءات الإدارية لرصد الميزانية لبناء مركز الأمن الجديد". خاصة أن شبكات الإجرام تنتشر بين المحطة البرية للخروبة الخاصة بالحافلات والأخرى المحاذية لها، الخاصة بسيارات الأجرة إذ تترصد ضحاياها من الفئات القادمة من ولايات داخلية ولا تعرف عن التدهور الأمني للمنطقة، إذ كثيرا ما وقعت احتيالات واعتداءات على مسافرين بهذه الخلفيات، فضلا على لجوء شبكات لفتيات وشبان يحترفون السرقات والدعارة يتخذون من بعض الأماكن البعيدة عن الأنظار في محيط المحطة البرية، قاعدة لممارساتهم المشينة. ونقلت مصادر مسؤولة من المديرية العامة لمحطة الخروبة، أن المحطة تستقبل ما لا يقل عن 30 ألف مسافر يوميا، دون احتساب باقي المتوافدين من التجار الفوضويين وممن ينتظرون أهاليهم المسافرين “بينما لا يوجد أكثر من أربعة أعوان شرطة لتأطير الأمن بالمحطة"، ويضيف محدثنا إن “أعوان الأمن التابعين إداريا لمحطة المسافرين، وعددهم حوالي 120 يعملون بالتناوب ويقعون كثيرا في مناوشات مع العصابات الإجرامية دون أن يشكلوا رادعا لهم، ما يعني أننا في حاجة إلى قوة ردع وحفظ النظام العام تترتب عنها عقوبات ومتابعات للحد من الاعاتداءات والسرقات". وتتطاول الشبكات الإجرامية حتى على حرمة المحطة، إذ بلغت درجات التسيب الأمني إلى سرقة أمتعة وأشياء خاصة بالمسافرين من مصليات المحطة وهذا رائج كثيرا، بينما تكثر أشكال الجريمة الأخرى في الليل وساعات الصباح الأولى. ولهذا أدرجت مديرية الأمن الوطني حسب مصدرنا، في مشروع بناء مركز أمني خاص يرفع الضغط عن الأمن الحضري لمنطقة حسين داي المسؤول عن المحطة البرية إقليميا، معزز بمرقد كبير يسهل المناوبة ويتسع لكثير من عناصر الشرطة لاستعادة تامة للأمن بالمحطة، ليلا ونهارا.