لا تزال، العديد من مراكز البريد المتواجدة بالمناطق النائية بولاية بومرداس، التي شهدت تدهورا في الوضع الأمني خلال التسعينات، مغلقة في وجوه المواطنين رغم تحسن الوضع الأمني بها، وهو ما أثار استياء سكان هذه المناطق الذين يطالبون بإعادة فتحها من جديد· فبقرية ''أولاد علي''، بالثنية، التي كانت، خلال السنوات الماضية، أحد معاقل الجماعة الإرهابية الناشطة، يعيش السكان على أمل فتح المركز البريدي الذي أغلق بسبب العمليات الإرهابية، خاصة بعدما دعا، والي الولاية، في العديد من المرات، إلى ضرورة تنمية هذه القرى التي أبدى العديد من مواطنيها رغبتهم في العودة إلى ديارهم التي هجروها خلال العشرية السوداء، وتحسين وضعية المواطنين الذين صمدوا وظلوا بقريتهم، رغم الظروف الصعبة التي عرفتها· وفي هذا الصدد، دعا، مواطنو قرية أولاد علي، السلطات المعنية بالتدخل لإعادة فتح مركز البريد، وبقرية ورياشة، بأعالي بلدية الناصرية، لا يزال مركز البريد، مغلق منذ التسعينات لأسباب أمنية، خاصة وأن المنطقة متاخمة لجبال سيد علي بوناب، حيث يستحيل وصول السيولة النقدية إلى القرية· وقد أبدى سكان القرية ممن تحدثت إليهم ''الجزائر نيوز'' إستيائهم من استمرار الوضع على حاله رغم التحسن الأمني الذي تعرفه المنطقة، مشيرين إلى المعاناة التي يتكبدونها خلال تنقلهم إلى مركز البلدية لسحب معاشاتهم أو بعث رسائلهم في ظل النقص الفادح في وسائل النقل، مضيفين أن أغلب المتقاعدين يضطرون إلى الإستعانة بسيارات الأجرة التي يستغل أصحابها، الفرصة لرفع التسعيرة والتحجج بصعوبة وخطورة المنطقة· فحال مركز بريد ورياشة لا يختلف عن مركز بريد القرية الفلاحية بسي مصطفى أو بقرية آت صالح بعمال· وبقرية بغلي سليمان ببلدية برج منايل، يتساءل المواطنون عن سبب استمرار غلق مركز البريد رغم أنه تم ترميمه بعد زلزال 21 ماي 2003، حيث يؤكدون أن المركز الذي تعرض لعملية إتلاف من طرف الجماعات الإرهابية خلال التسعينات، إزدادت حالته تدهورا خلال زلزال ماي 2003، والذي رغم ترميمه لا يزال مغلقا، وهو الأمر الذي يثير حفيظتهم، ويؤرقهم، خاصة في فترة سحب المعاشات·